قفص الأحلام

أبو محمد خليل

[email protected]

على غفلة مني و من الزمن وجدت الشجرة التي غرسناه مرات و مرات ﻷن الريح كانت تقتلعها في كل مرة، قد سمقت عالية وشامخة، تتردد عليها في كل ربيع يمامة في فترة التزواج، لتحضن بيضها و ترعى صغارها، إلى أن يشتد عودها، فينصرف الجميع على غفلة مني. أبقى أنا قابع في الفصل نفسه منذ سنوات ماعدا أنني كنت فيما قبل أشتغل في الطابق اﻷرضي، بينما اﻷن أشتغل في الطابق العلوي.

   لقد كبرت الشجرة التي تعهدت وتلامذتي رعايتها إلى أن اشتد عودها وصارت تعتمد على نفسها، نعم كبرت هذه الشجرة في غفلة مني و من الزمن. لست أدري كم من يمامة مرت من هنا، كلما أعرفه هو أنني  بقيت حبيس هذا العش مهيض الجناحين، ثمة جهة تعمدت قص أجنحتنا حتى لا نطير ونحلق في السماء بعيدا بعيدا. أدركت أن الطيور أفضل حالا منا، فهي تعتمد على نفسها بمجرد تعلمها الطيران ولا تأكل رزق أحد ولا تستغل بني جنسها. آلاف مني يعانون المصير نفسه. تتوالى السنون تلو السنون ونحن نقبع في أقفاص موصودة، ويبقى حلم الخروج منها سابع المستحيلات على الأقل في الوقت الراهن. وما الفرج إلا بإذن الله وحسبنا الله ونعم الوكيل.