الخاطرة 138 : حقيقة إنشقاق اﻹسلام (سنة وشيعة)
خواطر من الكون المجاور
يقول الله عز وجل عن كتابه الكريم في اﻵية 20-21 من سورة المطففين (كتاب مرقوم. .. يشهده المقربون )..في مقالة اليوم سنستخدم أرقام القرآن ، والكتب المقدسة في كشف أخطاء العلماء ( المطففين ) الذين بآرئهم السطحية يحرفون الحقيقة فكانت النتيجة تمزيق الروابط اﻹنسانية بين الشعوب والطوائف حتى وصلت إلى أفراد العائلة الواحدة ،لترى اﻹنسانية نفسها فجأة وكأنها تدخل عصر جديد تماما كما عبرت عنه اﻵية 7 من سورة سبأ "وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد".
حتى نصل إلى حقيقة أسباب إنشقاق اﻹسلام إلى سنة وشيعة ، لا بد أن نوضح في البداية جوهر مشكلة عصرنا الحديث، فعصرنا الحاضر يعاني من مشكلة رؤية اﻷشياء واﻷحداث بشكل عشوائي وكأنها منفصلة عن بعضها البعض وذلك بسبب أن علماء العصر يعتمدون في بحوثاتهم على الرؤية المادية الفقيرة ، والتي يعود أصلها إلى الآراء الماركسية ، فالفيلسوف المزيف كارل ماركس في القرن التاسع عشر إستخدم نظرة مادية في دراسة اﻷشياء وبناء على هذه الرؤية السطحية لﻷشياء واﻷحداث خرج بعدة إثباتات تنكر وجود الله وقدسية الكتب المقدسة ، وللأسف معظم علماء اﻷديان بمختلف مجالاتهم قاموا وباستخدام الرؤية المادية نفسها بالرد على إثباتات ماركس ولم يعلموا أن الماركسية ليست أفكار ولكن نوع من الرؤية ، وهكذا وقع جميعهم في فخ الخدعة الماركسية ، فبفضل هؤلاء العلماء تحولت الكتب المقدسة من كتب إلهية إلى كتب وكأنها كتبت من قبل بشر. ولعل أفضل مثال على ذلك هي محاضرات ومناظرات أحمد ديدات والدكتور ذاكر نايك وغيرهم من العلماء ، فطريقة دراستهم وفهمهم لمعاني آيات هذه الكتب لا تختلف نهائيا عن دراسة وفهم أي كتاب آخر مكتوب بعقل إنسان ككتب التاريخ أو الفيزياء أو الشعر . حيث لا نجد فيها البعد الإلهي لمعاني آيات هذه الكتب.
يقول الله عز وجل في اﻵية 59 من سورة النساء " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي اﻷمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم اﻵخر ذلك أحسن تأويلا " وفي هذه المقالة سنحاول اﻹعتماد على آيات القرآن الكريم و اﻵحاديث الشريفة في كشف حقيقة سبب هذا الإنشقاق في اﻹسلام إلى سنة وشيعة ( شيعة تعني جماعة ،طائفة ).
إن جوهر سبب إنشقاق اﻹسلام هو وجود نوعين من الرؤية ، حيث السنة نظروا إلى المشكلة من زاوية والشيعة من زاوية آخرى فحصل الخلاف. الدكتور ذاكر الذي يبحث ويحفظ ويدعي أنه يدعو إلى اﻹسلام والسلام ، نظر هو أيضا بنفس الزاوية التي نظر منها السنة لذلك نجده وبشكل غير مباشر يضع الخطأ على الشيعة وكأنه يطلب منهم التخلي عن اﻷسباب التي جعلتهم يعطون أهمية كبيرة لعلي رضي الله عنه والتي هي جوهر الخلاف بين الطرفين. ولهذا السبب الدكتور ذاكر يعتبر مكروها عند الشيعة. فهو لم يحاول النظر من زاوية الشيعة أيضا ليكون له نظرة شاملة عن سبب اﻹنشقاق. لذلك فإن عدم فهمه لأسباب اﻹنشقاق لن يقنع الشيعة في شيء وعلى العكس سيجعلهم يعتقدون أن إنشقاقهم عن السنة كان خطيئة وأنهم هم فقط سببها، ولو كانت اﻷمور بهذه البساطة لكانت المشكلة قد تم حلها بعد حدوث اﻹنشقاق بأعوام قليلة ، ولكن اﻷمور أعمق من ذلك بكثير ، لذلك نرى أنه وبدلا من أن يقرب الدكتور ذاكر بين الطرفين فهو بآرائه السطحية عن المشكلة يساعد في تعميق الفجوة بينهما وبالتالي يساهم في زيادة إنحطاط الأمة اﻹسلامية والمسلمين. فمن المعروف أنه في فترة القرون اﻷولى للإسلام ورغم وجود هذا اﻹنشقاق ، كانت هناك أمة إسلامية تعمل وكأنها عائلة واحدة وأقصد هنا من الناحية الفكرية وليس السياسية. لذلك كان اﻹسلام في هذه الفترة يعمل بشكل متكامل مما أدى إلى ظهور وإزدهار الحضارة اﻹسلامية في جميع المجالات ، ولكن عندما بدأ اﻹنشقاق يأخذ شكله التعصبي وينتشر التعصب في جميع نواحي الحياة عندها دخلت اﻷمة اﻹسلامية في عصور اﻹنحطاط ، واليوم وبفضل بعض علماء الدين من الطرفين نجد العداوة بين السنة والشيعة قد وصلت إلى أبشع أشكالها. فالحروب اﻷهلية في الدول اﻹسلامية سببها اﻷول هو هذا اﻹنشقاق، ﻷن كل طرف يعتقد نفسه أنه هو الذي يعبر عن اﻹسلام الصحيح.
للكشف عن حقيقة أسباب اﻹنشقاق لا بد لنا أن نفهم الفرق بين الرؤية الشاملة والرؤية المادية في دراسة الكتب المقدسة ، وسنعرض لكم مثالا له علاقة بموضوع اﻹنشقاق وبنفس الوقت لنؤكد به أيضا أن الدكتور ذاكر يقرأ الكتب المقدسة بعين واحدة ،وهي العين التي ترى قشور اﻷشياء فقط، وهذا النوع من الرؤية يساهم في تمزيق الروابط بين الطوائف وبين الديانات :
في محاضرته مثلا التي تحمل عنوان ( هل القرآن كتاب الله ؟) يقول أن كتب التوراة تذكر بأن آدم ولد قبل حوالي 5800 سنة ، وأن هذا الرقم خرافي ﻷن اﻵثار التاريخية تشير إلى وجود اﻹنسان قبل آلاف السنين من هذا التاريخ . الدكتور ذاكر هنا نظر إلى أرقام التوراة تماما كما نظر ماركس إليها بمعنى أن كل سنة تعادل 365 يوما ، لا يوجد أي فرق بين ما فعله ماركس وما فعله د. ذاكر. حيث اﻷول خرج بفكرة الله غير موجود ، والثاني خرج بفكرة التوراة واﻹنجيل كما هي اﻵن ليست كتاب الله. تعالوا اﻵن نحاول فهم أرقام التوراة برؤية شاملة لنستطيع أن نرى البعد اﻹلهي فيها :
طالما أننا في مثالنا نتكلم عن آدم ، لنستعين بالقرآن لكشف حقيقة رقم تاريخ ولادة آدم ، اﻵية القرآنية 59 من سورة عمران تذكر ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) ، الدكتور ذاكر أخذ رقم تاريخ ولادة آدم بشكل عشوائي. ولكن هنا القرآن يحدد لنا الزمن الذي علينا حسابه ، وهو الزمن بين آدم وعيسى عليهما الصلاة والسلام ، وحسب التقويم اليهودي ، فإن ولادة آدم قد حصلت عام 3761 قبل الميلاد ، هل رأيتم هذا الرقم في القرآن الكريم ؟ أنا رأيته. ..تمعنوا في هذا الرقم جيدا. .... ربما لا ترون فيه شيء غريب ، وهذا شيء طبيعي ﻷن المنهج العلمي للعصر الحديث قد جعلنا نرى برؤية مادية فقيرة تماما كما فعل ماركس. ولكن تعالو لنعيد النظر إلى الرقم نفسه برؤية شاملة (البصيرة) لنرى الصورة الروحية له لنفهم الحكمة اﻹلهية التي وضعها الله في هذا الرقم :
الرقم 3761 مذكور أيضا في القرآن الكريم ولكن رؤيته عدا البصيرة تحتاج أيضا إلى شعور باﻹحترام ﻷي كتاب مقدس فالكتب المقدسة هي كلام الله ومهما أرادت الروح الخبيثة تحريفها ستبقى معانيها فيها شيئا من روح الله ﻷن الروح الخبيثة عديمة البصيرة ولن ترى تعبير روح الله في معانيها لتستطيع تحريفها وحذفها نهائيا من الوجود. لذلك تبقى البصيرة أقوى سلاح في معرفة مكان التحريف لتعيده إلى شكله الحقيقي. كما سنرى في مثالنا عن الرقم 3761.
الرقم 3761 مذكور في سورة الصافات بالشكل التالي، رقم ترتيب سورة الصافات هو 37 ، أما رقم القيمة الرقمية لعنوان السورة كما هو مكتوب في القرآن ، ونقصد بدون أحرف اﻷلف فهو 61 . حيث :
إذا وضعنا رقم الترتيب37 بجانب رقم القيمة الرقمية لعنوان السورة61 سنحصل على الرقم 3761.وهو عام ولادة آدم قبل الميلاد.
قد يعترض البعض ويقول بأن هذا التطابق الرقمي قد حدث بالصدفة. وهذا طبعا مرفوض ﻷني الله عزل وجل لم يكتب قرآنه بشكل عشوائي ولكن كل شيء فيه من صغيرة أو كبيرة لها معنى ﻷنها وضعت ضمن خطة محكمة، لذلك سنعطي إثبات آخر يؤكد أن سورة الصافات هي رمز للرقم 3761 المذكور في التوراة والذي يرمز للفترة الزمنية بين خلق آدم وحتى عيسى ، حيث نجد بداية السورة تبدأ بقصة خلق اﻹنسان من طين لازب والمقصود هنا آدم، وإذا حسبنا بنفس طريقة القيم الحرفية لعناوين السور من سورة الصافات إلى سورة محمد التي ترمز إلى الفترة الزمنية التي عاشها محمد صلى الله عليه وسلم، سنجد أن موقع سورة الصافات هي فعلا رمز لولادة عيسى.
الرسول توفي عام 632 ميلادي. إذا أضفنا هذا الرقم إلى الرقم 3761سنحصل على الرقم 4393 وهو عام وفاة الرسول في التقويم العبري أي بمعنى أن آدم ولد قبل 4393 من وفاة الرسول. أي أن القرآن يؤكد على صحة رقم عام ولادة آدم. وهذا يعني أن الرقم 3761 ليس رقما خرافيا كما يعتقد الدكتور ذاكر ﻷن القرآن أيضا يستخدمه.
لنعود ثانية لشرح معنى الرقم 3761. القرآن الكريم أعطى هذا الرقم رمز سورة الصافات. حيث يذكر في هذه السورة خلق اﻹنسان ومن ثم يتكلم عن اﻷنبياء ودورهم بشكل مختصر في تطوير روح اﻹنسانية ، ولكن نجد أيضا الله تعالى يقول في سورة النور اﻵية 41 "ألم ترى أن الله يسبح له من في السموات واﻷرض والطير صافات كل علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما تفعلون".وكما شرحت في مقالاتي الماضية ، بأن طير حمامة الستيتية (الحمامة المطوقة) تصرخ (زيكا أختو) ومعناها في اللغة اليونانية ( ثمانية عشر ) ولهذا سمي هذا النوع من الحمام ب( الثماني عشرية ) ومنه أخذت إسمها العلمي (dekaocto)، أيضا لفظ الرقم ثمانية عشر باللغة اليونانية (زيكا أختو) يسمع بالعربية وكأنه ( زكى أخته ) بمعنى طهرها من خطيئتها ، لذلك كانت سورة النور التي تذكر اﻵية ( ...والطير صافات. ..) تتحدث عن الزنى. فالمقصود من هذه العبارة هي أن آدم إستطاع تطهير أخته (زوجته) حواء من تلك الخطيئة التي إرتكبتها حواء في الجنة والتي زينت بها الثمرة لآدم ليأكلها هو أيضا. وكان دليل تطهير آدم وحواء من الخطيئة هو وجود الرقم ثمانية عشر ( Λ ا ) في خطوط كف اليد اﻷيمن ، ونظيره الرقم واحد وثمانين ( ا Λ ) في كف اليد اليسرى. إذا تمعنا جيدا في الرقم 3761 من حيث علاقته باﻷرقام (ثمانية عشر - واحد وثمانين) سنجد أن هذا الرقم هو في الحقيقة مجموع الرقمين :
إي أن الرقم 3761 هو رقم رمزي وليس مادي وله معنى أن بين ولادة آدم وحتى العام اﻷول في التقويم المسيحي ( الشمسي ) الرقم (ا Λ Λ ا) يتكرر مرتين ،أي لدينا الشكل ( ا Λ Λ ا + ا Λ Λ ا ) حيث أن أشكال هذه اﻷرقام ( ثمانية عشر - واحد وثمانين ) تعبر عن كف يد اﻹنسان اليمنى واليسرى ، وطالما أن الرقم يبدأ بولادة آدم ومكرر مرتين فهو يرمز إلى أيدي آدم وحواء ، ويحمل معنى أن آدم وحواء قد كفّرا عن خطيئتهما ، وطالما أن الخطيئة كان سببها اﻷول حواء ، لذلك ولد عيسى من فتاة عذراء ، كرمز يحمل معنى ( زكى أخته ) أي أن حواء قد طهرت نفسها من تلك الخطيئة وأن تكوين النساء بشكل عام قد أصبح طاهرا من تلك الشوائب التي دخلت في تكوين اﻹنسان بسبب تلك الخطيئة التي أخرجتهم من الجنة. بمعنى أنه مع العام اﻷول من التقويم المسيحي ، تبدأ اﻹنسانية عصرا جديد. (هذا الموضوع طويل ويحتاج شرحه بشكل مفصل لفهمه بشكل واضح ولكن هنا نكتفي بهذا القدر لكي لا نخرج عن موضوعنا اﻷصلي ).
فالرقم 3761 ، المذكور في التقويم اليهودي ليس له معنى مادي حسب تفسير ماركس والدكتور ذاكر بمعنى كل عام يعادل 365 يوم ،ولكنه رقم رمزي يحمل معنى يساعد في فهم حقيقة عيسى عليه الصلاة والسلام. وكذلك في فهم معنى المرحلة التي كانت عليها اﻹنسانية في تلك الفترة التي ولدت فيها مريم العذراء.
ولكن ما علاقة هذا المثال بموضوع إنشقاق اﻹسلام إلى سنة وشيعة ؟ اﻹجابة على هذا سؤال مبدئيا أن الكون وكذلك تطور الحياة وتكوين اﻹنسان واﻷديان والكتب المقدسة ،كل شيء مترابط مع بعضه ولا يمكن فصله عن اﻵخر ، ﻷن كل هذه اﻷشياء واﻷحداث ليست إلا رواية واحدة كتبها الله عز وجل ، وأي تحريف في حدث منها سيجعله ينفصل عما حوله ويتحول إلى حدث عشوائي فقير المعنى، تماما كما فعل الدكتور ذاكر عندما حرف قصة الخروج من الجنة وجعل آدم هو الذي بدأ الخطيئة ، فمثل هذا التحريف البسيط سيجعل جميع التطورات عبارة عن أحداث عشوائية منفصلة عن بعضها البعض وسيبدوا وكأنه لا مكان لوجود الله فيه، فعبارة (ذكى أخته ) التي نسمعها من حمام الستيتية ستصبح عشوائية ، والرقم ثمانية عشر الموجود في كف يد اﻹنسان سيصبح فقط خطوط لامعنى لها ، وسورة الصافات ستصبح سورة منفصلة عن سورة النور وعن سورة محمد، وستكون سور القرآن معانيها فقيرة تكرر قصص اﻷنبياء بدون أي سبب واضح....وهكذا.... ، ، هذه العشوائية هي مشكلة عصرنا الحاضر ﻷنها تسيطر على فكر معظم العلماء بشتى فروع علومهم.
لنعود ثانية إلى مثالنا لنوضح معنى رموز خطوط اليد لنرى علاقتها مع إنشقاق اﻹسلام.
كما ذكرنا قبل قليل أن حمام الستيتية تصرخ ( ثمانية عشر ) باللغة اليونانية ومعناها بالعربية (زكى أخته )، وقلنا أن معناها أن آدم طهر زوجته حواء.... ولكن ما علاقة الرقم ( Λ ا ) بآدم ؟ إذا عدنا إلى اللغة اليونانية سنجد هذه العلاقة حيث القيمة الرقمية لاسم آدم ΑΔΑΜ في اللغة اليونانية هو ثمانية عشر ، حيث :
إذا بحثنا في قصة خلق اﻹنسان في سفر التكوين سنرى أن أسم قايين (قابيل عند المسلمين ) إبن آدم الذي قتل أخاه هابيل يظهر في اﻵية (1) من اصحاح الرابع "وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت قايين". إذا حسبنا مجموع الآيات من بداية السفر وحتى هذه اﻵية سنجد أن مجموع اﻵيات هو الرقم 81، فمكان ظهور هذا اﻹسم في تلك اﻵية من سفر التكوين ليس صدفة ولكن حكمة إلهية فهذا الرقم هو أيضا القيمة الرقمية ﻹسم قايين ΚΑΙΝ (قابيل) في نظام القابالا للغة اليونانية حيث :
فالرمز ثمانية عشر هو رمز آدم ولكن أيضا هو رمز هابيل خليفة آدم على اﻷرض ، وطالما أن أخاه قد قتله فإن الله يختار بإستمرار شخص يحل محله ليتابع تطهير اﻹنسانية من الخطيئة التي سببت ظهور غريزة القتل في قابيل ، لذلك في اﻹسلام تذكر العبارة ( عليه الصلاة والسلام ) بعد لفظ إسم كل نبي لتوضيح الدور اﻷول لﻷنبياء. لذلك كان لفظ رقم ثمانية عشر باللغة اليونانية تسمع وكأنها عبارة عربية معناها ( زكى أخته) لتعطي نفس المعنىسواء المقصود آدم أو ذاك النبي الذي سيحل محل هابيل ليساعد في تطهير أخواته النساء. فهذه العبارة ذكى أخته تحمل داخلها معنى أن كل نبي أرسل إلى شعوب العالم جميعا وليس إلى فئة صغيرة من الناس كما يدعي الدكتور ذاكر ليجعل من اﻹسلام فقط ديانة كل الشعوب ، فكل ديانة لها دور معين في تطهير روح روح اﻹنسانية من الشوائب ولكن في اﻷخير جميعها تتعاون لتعمل مع بعضها البعض ، ولهذا كان يوم الجمعة ( من الجمع ) أقدس يوم من اﻹسبوع في اﻹسلام الذي كان آخر الديانات. فاﻹسلام كدين كما سنرى بعد قليل هو عبارة عن صف واحد من تلك ( الصافات ) التي ذكرها الله في قرآنه الكريم ولكن أهم أدواره هو محاولة تنمية التعاون مع بقية الديانات لتعمل كصف واحد. وهذا يمكن إثباته ببساطة ، فقصص اﻷنبياء في القرآن مختصرة جدا لا تذكر سيرة حياة كل نبيي لنفهم دوره ورمزه في تاريخ اﻹنسانية ، لذلك جميع علماء عصر الحضارة اﻹسلامية إستعانوا بالكتب المقدسة ليكتبوا قصص اﻷنبياء التي يعرفها المسلمين بشكلها الحالي ، وبدون تلك اﻹستعانة لما عرف المسلمين إلا القليل عن بعض اﻷنبياء أما عن البعض الآخر فما كان باستطاعتهم معرفة أي شيء عنهم ﻷن القرآن لم يذكر عنهم سوى إسمهم فقط.لذلك إضطر علماء المسلمين باﻹستعانة بالكتب المقدسة اليهودية والمسيحية ليكتبوا قصص اﻷنبياء، وكأن الله بهذا اﻹسلوب يقول للمسلمين أنتم أيضا بحاجة لهم.
لنعود إلى حديثنا عن إنشقاق اﻹسلام، الله عز وجل في قرآنه الكريم أشار إلى رمز خطوط كف اليد بالنسبة للمسلمين بهذه الطريقة : فمجموع عدد اﻵيات من بداية القرآن الكريم سورة (الفاتحة) وحتى آخر آية من سورة (محمد) يعادل (4584) ، ومجموع القيم الحرفية لعناوين السور من بداية القرآن وحتى سورة محمد يعادل ( 3487) وعدد السور يعادل (47 ) سورة . إذا جمعنا هذه اﻷرقام الثلاثة سنحصل على الرقم (8118) :
أي أن شكل خطوط اليد تظهر في سورة (محمد) من جديد ( Λ ا ا Λ ) .وهذا يؤكد أن أرقام السور واﻵيات وكذلك عناوينها لم توضع عبثا ولكن ضمن حكمة إلهية لها معنى يوضح مضمون مراحل تطور اﻹنسانية ، فسورة (محمد) التي هي رمز لظهور اﻹسلام نجد أن ظهور الشكل ( Λ ا ا Λ ) فيها يحمل معنى أن تعاليم اﻹلهية التي يجب أن تتبعها اﻹنسانية وصلت إلى شكلها النهائي مع ظهور اﻹسلام ، لذلك كان اﻹسلام آخر الديانات. السورة اﻷولى الفاتحة ( مصدرها من الفتح ) وترمز إلى بداية تكوين اﻹنسانية ، وسورة محمد تمثل آخر الديانات لهذا تأتي بعدها سورة ( الفتح ) ولها معنى نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة للإنسانية.
حتى نفهم معنى الذي يحمله الشكل ( Λ ا ا Λ ) لا بد هنا أن نذكر بأن الرمز ( Λ ا ) الذي هو رمز آدم أو خليفته الذي سيحل مكان هابيل يمثل القسم الروحي لﻹنسانية ،أما الشكل ( ا Λ ) والذي هو رمز قابيل الجديد الذي سيحل محل قابيل القاتل ، والذي بدلا من أن يقتل سيساعد أخيه في عملية التطهير لذلك فهو يرمز إلى القسم المادي لﻹنسانية ، لهذا السبب نجد أن اﻷنبياء المرسلين كانوا بشكل مزدوج ، موسى - هارون ( في الدين اليهودي ) ، عيسى - يحيى ( في الدين المسيحي) ، عليهم الصلاة والسلام ، حيث أن موسى وعيسى يمثلان الرمز ( Λ ا ) أي أنهم اليد اليمنى ومسؤوليتهم تأمين الحاجات الروحية في تطوير اﻹنسانية ،أما هارون ويحيى فيمثلان الرمز ( ا Λ ) وهما اليد اليسرى وومسؤوليتهم تأمين الحاجات المادية في تطوير اﻹنسانية ،أي أنه حتى يكون الدين متكامل لا بد من وجود النوعين من التطوير : تطوير روحي وتطوير مادي . لذلك كانت العلوم أيضا على نوعين : علوم روحية تهتم بتنمية العواطف واﻹحساسات و المبادئ السامية (الدين وعلم الفقه، فن ،فلسفة.... ، و علوم مادية تهتم بتنمية العلوم المادية (طب، هندسة، فيزياء، كيمياء....إلخ.
وحتى نفهم الفكرة بشكل أوضح ، إذا عدنا إلى قصة خروج موسى مع قومه من مصر في سفر الخروج سنرى أن معظم المعجزات التي حدثت من عصا موسى والتي سببت دمار فرعون لم تخرج من يد موسى ولكن نجد في كل مرة موسى يعطي العصا إلى أخيه هارون وعندها كانت تحدث الكارثة التي ستجعل فرعون يشعر بأنه ضعيف لا قوة له أمامها ، فهارون كان يحمل رمز تأمين الحاجات المادية وحماية قوم موسى ، أما موسى فكان رمز تأمين الحاجات الروحية لشعبه. ونفس الشيء حصل في ظهور الديانة المسيحية ، فنجد النبي يحيى عليه الصلاة والسلام قد ضحى بنفسه من أجل تمهيد الطريق لظهور عيسى المسيح. أما عيسى فأخذ دور تعليم مبادئ دينه التي تتعلق بالمحبة والسلام.
فهنا موسى وعيسى هما رمز لهابيل ، أما هارون ويحيى فهما رمز قابيل الجديد الذي وبدلا من إستخدام قوته لقتل أخيه أصبح يستخدمها في الدفاع عنه وعن قومه ، فاﻷنبياء موسى وعيسى أخذا الرمز ( Λ ا ) وهو دور هابيل الذي يمثل دور تطوير الرؤية الروحية المسؤولة عن العلوم الروحية ، أما اﻷنبياء هارون ويحيى فأخذا الرمز ( اΛ ) وهو دور قابيل الجديد الذي يمثل تطوير الرؤية المادية المسؤولة عن العلوم المادية. لذلك حتى نحصل على رؤية صحيحة تصل إلى حقيقة الحدث أو الشيء لا بد من وجود الرؤيتين معا لنحصل على رؤية شاملة ترى الحقيقة من خلال رؤية العلاقة بين الشكل والمضمون. لهذا يذكر الحديث الشريف ( وما من نبي إلا وقد أنذر أمته اﻷعور الكذاب ألا أنه أعور ، و إن ربكم ليس بأعور.... ) والمقصود هنا باﻷعور ليس أعور العين ولكن أعور الرؤية أي يرى اﻷمور بنوع واحد من الرؤية وهي الرؤية المادية التي ترى مادة الشيء أي شكله فقط أم روح الشيء أو مضمونه فلا تستطيع رؤيتها ولا تعلم عنها شيئا.
وكما حدث في اليهودية والمسيحية يحدث في اﻹسلام أيضا ويمكن توضيح الفكرة بعدة نقاط :
- محمد صلى الله عليه وسلم كان دوره مشابه لدور النبيين ( موسى وعيسى) اللذان أخذا الرمز ( Λ ا ) ، ولهذا السبب رفض رسول الله في البداية إستخدام السلاح في الدفاع عن اﻹسلام والمسلمين ، ﻷنه يحمل رمز هابيل الذي قال ( لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا باسط يدي إليك ﻷقتلك إني أخاف الله رب العالمين... 28 المائدة).وكما هو معروف عن النبي أنه لم يشارك بشكل فعلي في المعارك ولم يقتل أحد.
- عندما نزل الوحي على النبي ، قال له : إقرأ، فأجابه : ما أنا بقارئ ، ولكن جبريل أعاد عليه السؤال نفسه مرة ثانية وثالثة . .. وهذا يعني أن جبريل كان يقصد شيئا آخر لذلك أعاد السؤال نفسه ثلاث مرات ﻷنه يعرف أن الرسول لا يجيد القراءة ، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم بالنسبة لله كان يعرف القراءة لذلك قال له جبريل إقرأ، والمقصود هنا ليس القراءة العادية ولكن القراءة الروحية التي ترى مضمون اﻷشياء أي البصيرة ، وليس القراءة المادية التي تستخدم في العلوم المادية.
من هذه اﻷدلة نجد أن رسول الله كان مسؤولا عن القسم الروحي فقط في اﻹسلام والذي رمزه ( Λ ا ) ، وهذا يعني أنه هناك شخصا آخر في اﻹسلام قد أخذ دور الرمز ( اΛ ) الذي يمثله (هارون ،ويحيى ) وإلا كان اﻹسلام دين غير متكامل. وهذا مستحيل ﻷنه كما ذكرنا أن مجموع اﻵيات والقيم الحرفية لعناوين السور ومجموع عدد السور من الفاتحة إلى سورة محمد هو الرقم (8118) أي ( Λ ا ا Λ ) ، وكما ذكرنا أن محمد صلى الله عليه وسلم هو الرمز ( Λ ا ) .....فمن هو ذلك الشخص الذي أرسله الله ليكون يد اﻹسلام اليسرى ؟
اﻵية 6 من سورة الصف تذكر ( وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد. ... ) لماذا أختار الله هنا اسم أحمد وليس محمد؟ منذ ظهور اﻹسلام وحتى اﻵن كانت اﻹجابة على هذا السؤال بأنه نفس اﻹسم ونفس المعنى . ولكن كل شيء في القرآن الكريم تم وضعه ضمن خطة محكمة لها معنى محدد ولا يوجد أي شيء يوضع صدفة. وسبب إختيار اﻹسم ( أحمد ) هو للإشارة إلى الشخص الذي أختاره الله ليكون الرمز ( اΛ ) والذي سيكون رمز قابيل الجديد الذي سيساعد في حماية ونشر الدين اﻹسلامي.
القيمة الرقمية لاسم أحمد بنظام الرقم المركب تعادل 358 :
العلاقة بين الرمز ( Λ ا ) والرمز ( اΛ ) هي علاقة تناظر. هذا يعني أن الشخص المطلوب يحمل رقم مناظر لرقم 358 أي الرقم 853.
رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتوفى بثلاثة أشهر وفي خطبة الغدير قال " إنّ الله مولاي وأنا ولي كلّ مؤمن ومؤمنة. وأخذ بيد علي بن أبي طالب وقال: ألستُ أولَى بالمؤمنينَ من أنفسِهِم وأزواجِي أمهاتُهُم فقلنَا: بلَى يا رسولَ اللهِ قال: فمَن كنتُ مولاه ُفعليٌّ مولاهُ اللهمَّ والِ من والاُه وعادِ مَن عادَاهُ."
اﻵن لنحسب القيمة الرقمية لاسم علي :
الرقم 853 الذي هو القيمة الرقمية لاسم (علي) هو نظير الرقم 358 الذي هو القيمة الرقمية لاسم (احمد)، وهذا يعني أن علي رضي الله عنه هو الشخص الذي أختاره الله ليكون المسؤول عن القسم المادي للإسلام ،ولتأكيد علىأن دور علي كان مماثل لدور هارون ويحيى، الله عز وجل أشار إلى ذلك بعدة نقاط :
- اﻵية 6 من سورة الصف ، لا تنبئ فقط عن محمد ولكن أيضا عن علي ، فإذا وضعنا رقم اﻵية 6 على يمين رقم ترتيب السورة 61 سنحصل على الرقم 616 وهو رقم عدد السنوات من ولادة عيسى (6 قبل الميلاد ) إلى نزول جبريل والبعثة النبوية عام (610 ميلادي). وطالما أن علاقة اﻷرقام هي علاقة تناظر ، لنضع رقم اﻵية 6 على يسار رقم ترتيب السورة 61 فسنحصل على الرقم 661 وهو رقم وفاة علي رضي الله عنه في التقويم الشمسي ( المسيحي). فاﻷية 6 من سورة الصف تنظر إلى الرسول محمد وعلي كصف واحد لذلك أعطتنا رقم عام البعثة النبوية ورقم عام إنتهائها مع وفاة علي. بمعنى أن عملية تكوين اﻹسلام لم تنتهي بعد وفاة الرسول ولكن إستمرت حتى وفاة علي.
- عندما أراد أهل قريش قتل الرسول ، نرى أن علي يساعده على الهروب ويأخذ مكانه في الفراش ليضلل أهل قريش وكأنه يؤكد بأنه سيضحي بنفسه من أجل الرسول لو لزم اﻷمر. هذه الحادثة كانت إثباتا على أن علي يمثل رمز قابيل الجديد ( اΛ ) فبدلا من أن يقتل أخيه كما فعل قابيل القديم ، نجده يقدم نفسه ليضحي بها من أجل الرسول كما فعل النبي يحيى.
اﻵية 4 من سورة الصف تذكر " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص". ولكن نجد المسلمين ينقسمون إلى صفين بعد فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه ، وتحدث معركة صفين ، حيث إسم مكان المعركة لم يكن صدفة ولكن له علاقة بعنوان سورة (الصف) التي نبأ الله فيها عن محمد وعلي حيث تحولت من صف واحد إلى صفين، القيمة الرقمية لعنوان السورة (الصف ) هو الرقم 58 :
وهو عمر علي عندما إنقسم الإسلام إلى صفين ، في معركة صفين التي حدثت عام 37 هجري. وهي دليل إلهي يؤكد على الخطأ الذي إرتكبه معاوية بن سفيان حين عارض رأي علي الذي أختاره الله ليكون الرجل الثاني في اﻹسلام ، لذلك وجب أن يظهر دليل إلهي يؤكد على أن علي هو الرجل الثاني بعد محمد في اﻹسلام مثله مثل هارون ويحيى، فعندما شعر ذلك القسم من المسلمين الذين روحهم تحمل نفس طبيعة روح علي أن علي لم يأخذ مكانه الحقيقي في اﻹسلام ، وأن مكانته باتت وكأنه واحد من الصحابة فقط لا غير. لذلك شعرت روحهم بأن الدين اﻹسلامي أصبح دين غير متكامل ﻷن قسمه المادي المسؤول عنه علي قد تم حذفه من اﻹسلام ، لذلك وجب عليهم أن يعبروا عن هذا الخطأ الذي حدث في تكوين اﻹسلام لذلك حدث اﻹنشقاق فانقسم اﻹسلام إلى سنة وشيعة.
إنشقاق الشيعة عن بقية المسلمين كان شيء لا بد منه لكي يحافظوا على دور علي في اﻹسلام. لذلك كان معظم الشيعة من الفرس ، وكما يقول إبن خلدون في مقدمته بأن معظم العلماء المسلمين في العلوم الفكرية ( طب، هندسة،رياضيات،كيمياء...) كانوا من غير العرب أي أن معظمهم من الشيعة إي أنهم أخذوا دور علي في تطوير القسم المادي للأمة اﻹسلامية ،أما العرب الذين أصبحوا من السنة فكان معظم علمائهم مختصيين بالعلوم الروحية أي أنهم أخذو دور الرسول في تطوير اﻷمة اﻹسلامية.
في الحضارة اﻹسلامية كان السنة والشيعة يعملون جنبا إلى جنب وكأنهم صف واحد ، لذلك كانت اﻷمة اﻹسلامية في تقدم علمي وإجتماعي مستمر ، وأنا أتكلم هنا عن هؤلاء السنة والشيعة الذين كانوا يشعرون بأنهم بحاجة لتعاون مع بعضهم البعض ليكون اﻹسلام دين متكامل يحقق حكمة رمز سورة (محمد) التي عبر عنها الله في الرمز ( Λ ا ا Λ ) .
ولكن بعد حوالي ستة مائة عام تقريبا من ظهور اﻹسلام راحت روح السوء في الطرفين تلعب دورها لتزيد تعصب كل طرف من الطرفين فظهرت الكثير من اﻷحداث الملفقة لتجعل كل طرف ينظر إلى أنفسهم وكأنهم ملائكة ولتجعل الطرف اﻵخر يبدو وكأنهم شياطين فتحول اﻹنشقاق إلى إنشقاق شيطاني فدخلت الحضارة اﻹسلامية في عصر اﻹنحطاط ، وقد أشار الله عز وجل عن هذا النوع من اﻹنشقاق في سورة الصف. فإذا وضعنا رقم عدد آيات السورة (14) بجانب رقم الرقمية لعنوان السورة الصف( 58) سنحصل على الرقم (1458) وهو رقم حاصل ضرب الرقم ( Λ ا ) بالرقم ( اΛ ) :
معنى هذه المعادلة الرمزية ( المسلم يقتل أخيه المسلم بحجة الدفاع عن اﻹسلام ولكن الحقيقة هي ليحقق غرائزه الشيطانية ) ، اليوم هذا اﻹنشقاق الشيطاني يعشعش في فكر نسبة كبيرة من علماء المسلمين فآرائهم بدلا من تجمع بين الطرفين تزيدهم تفريقا ، لذلك وصلت اﻷمة اﻹسلامية إلى أسفل السافين حيث نصف بلدانها تعاني من الحروب أهلية حيث مزقت كل شيء ودفعت المسلم يهرب إلى دول غير مسلمة لينقذ عائلته من شيطان الفتنة .
اليوم يجب على جميع علماء المسلمين من شتى المذاهب أن يعترفوا بأن علي هو يد اﻹسلام الثانية مثله مثل النبي هارون والنبي يحيى عليهما الصلاة والسلام ، وأنه على الجميع أن يتركوا ما حدث في الماضي لله عز وجل فهو فقط الذي عنده علم اليقين ليعلم من كان المسبب الحقيقي في تلك الفتنة التي أدت إلى إنشقاق اﻹسلام. فعلي رضي الله عنه لم يكشف نفسه ﻷحد ولكن سامح الجميع وترك أمره لله ، ليؤكد لله وللجميع أن قابيل الجديد لا ينتقم ولا يقتل النفس إلا بالحق وبأنه سيضحى بنفسه من أجل خير اﻷمة اﻹسلامية وهكذا تماما فعل، وعلينا جميعا أن نفعل كما فعل علي وأن نترك ما حصل في الماضي إلى رب العالمين. فاﻷمة اﻹسلامية لا يمكن لها أن تكون متكاملة إلا مع حدوث التعاون بين السنة والشيعة وما نتج عنهما من طوائف أخرى. فالله أرسل مع محمد عليا ليساعده في تكوين الدين اﻹسلامي كما في رمز سورة محمد ( Λ ا ا Λ ) وليس لينقسم إلى قسمين ، حيث كل قسم عدو للقسم اﻵخر كما في رمز معركة صفين ( Λ ا Χ ا Λ ) ...والله أعلم.
كاتب هذه المقالة مسلم من عائلة سنية، يبحث عن الحقيقة. ..ﻷن الحقيقة فوق كل شيء، فهي التي تبين عظمة الله في خلقه.
ملاحظة : للمزيد من المعلومات عن لغة اﻷرقام ورموزها يرجى العودة إلى الخاطرة 80 (اﻹعجاز الرقمي في الكتب المقدسة ).... والخاطرة 35 (الرمز اﻹلهي).
وسوم: العدد 727