العدلُ..السلامُ..التنميةُ
"إِنَّ اللَّه يَأْمُر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان"النحل/90 "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً"البقرة/208 " فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ"الملك/15
العدلُ والسلامُ والتنميةُ منظومةٌ قِيَميةُ متكاملةٌ متلازمةٌ..السلامُ لا يكونُ مع غيابِ العدلِ بحالٍ من الأحوالِ..والعدلُ والسلامُ صنوانٌ وهما معاً منبتُ الاستقرارِ الراسخِ والدائمِ..والاستقرارُ في ظلِّ العدلِ والسلامِ هو حاضنةُ التنميةِ الراشدةِ في حياةِ الناسِ..وتنميةُ الأمنِ في حياةِ المجتمعاتِ هي الثمرةُ اليانعةُ الطيبةُ لكلِّ أنواعِ التنميةِ الماديةِ لقولِ نبينا سيدِنا ورسولِنا محمد صلى الله عليه وسلم "مَنْ بات مِنْكُمْ آمِنًا فِى سِرْبِهِ مُعَافًى فِى جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا".والعدلُ طمأنينةٌ للنفوس وأمنٌ للأفرادِ والمجتمعاتِ والحكّامِ سواء بسواء..وقد قيل لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وهو نائم على الرمل يتوسد نعليه في ناحية من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حكمتَ فعدلتَ فأمنتَ فنمتَ"فالعدلُ أكبرُ وأقوى وأخلصُ وأوفى حارسٍ للأمنِ بكلِّ أنواعِه ومستوياتِه..بالعدلِ يتحررُ الحاكمُ من العوزِ والحاجةِ إلى كلِّ أنواعِ الحراسةِ التي تسجن خلفها مُعظمُ حُكّامِ هذا الزمان إلا من رحم ربي..والعدلُ يُحررُ الجميعَ..يُحررُ الأفرادَ من رقابةِ الحُاكّمِ..ويُحررُ الحُكّامَ منْ تربص المحكُومين..العدلُ يُقيمُ روحَ المودةِ والاطمئنانِ والتعاونِ والتناصحِ الراشدِ بينَ ولاةِ الأمرِ والشعوبِ لقولِ رسولنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:"المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيانِ يشدُ بعضُه بعضاً وشبّكَ بينَ أصابعه" ولقوله صلى الله عليه وسلم:"كل منكم على ثغرة من ثغر الإسلام..ألله ألله أن يُؤتى الإسلامُ من قبله".