حينما يُصبح أبي طفلي المُدلل!
بالأمس كُنا أمامهم كفسيلةٍ هجريةٍ قد سيجتها يد جدي وعمي، وجاري المرحوم يوسف في الغراس بفترة (الدراز)، والسعف قد لفها بخصلات البهاء المُمهد كالطفل الرضيع!
وما أن كبُرنا كعمتنا النخلة بقياس (المفصل)، إلا وقاموا ( بتجنيمها، وبط كربها سويعة سويعة.. بالكلام الهين والغذاء اللين من الليف والأشواك).. إلى أن تنفتل عُذوقها بالجمال، و (شماريخ) نتاجها بالتمر الأصيل، وعزل (قعم) الأخطاء بالنسيان، (وچناز) تمر الخلاص الذهبي للجوعان، وجمع الساقط للاقط من هُنا وهناك بالتوخي!
تلك الحياة يُحبها كُل فردٍ منا على ظهراني البصيرة، فما عسانا أن نقول ويقول:
أفي حكمتهم نشق الأهوال..
أم في تجاربهم تتأرجح الأطلال..
أم في دفء حديثهم بالشتاء حول (منقلة) الحطب عكس الجُوال ؟!
يكاد الخيال يجر أذيال الخيال، كدبس تمرةٍ (شيشيةٍ) أرهقت ظهرها الثقال..
بحصاة اعتصر الوقت عمرها بالطوال الطوال!
فخُذ ما طاب لك من جميل كلامهم، وخُضرة مبسمهم، وإياك أن تهزأ من بساطة لهجتهم، فما الدهر إلا (كطبينةٍ قد زينها الحشيش، ودخنها البشيش من تحتْ)!
ويعُز على الآباء للأبناء أن يقولوا: لقد تنكرتم لتجاعيد وجوهنا، (وجذبتم) كُنه أناملنا، وما النساء إلا كشعرةٍ بيضاء في لحية الرجال.
وسوم: العدد 751