هل هو الخوف من الإسلام؟ أم التحريض عليه؟
خطبة الجمعة 6/9/2013م
د. محمد سعيد حوى
الفقه في الدين وحسن الفهم له ركيزة كبرى في حسن العلاقة مع الله وتحقيق العبودية له، وتحقيق مراده، وحسن التعامل مع هذا الدين بما يرضي الله سبحانه؛ قال تعالى:﴿ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ) وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 18]
وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ)) وإزاء قضية الفهم في الدين قد يقع خلل بسبب من عدم تحقيق متطلبات الفهم ، لكن الأخطر عندما يكون هنالك تعمد من جهة ما أن تشوّه أو أو أن تغالط لمنطلقات أحيانا عدوانية أو غير ذلك .
مؤتمر يعقد ودعاوى كبرى:
أقول هذا بين الموضوع الذي أريد الحديث عنه وهو أن مؤتمراً عقد شارك فيه مسلمون و غير مسلمين، تحت عنوان: ( التحديات التي تواجه المسيحيين العرب) وقد طالب مشاركون في هذا المؤتمر بتغيير الخطاب الديني الإسلامي الذي يؤذي الآخرين، وقرر بعضهم أن أعظم تحديين يواجهان المسحيين العرب: الإسلام السياسي والتطرف .
وادعى بعضهم أنه لم يعط المسيحيون فرص العمل السياسي في بلاد المسلمين، مشراً إلى ما تم من تفجير كنائس أو حرقها في العراق أو مصر، وأن 75% من مسيحيي العراق هاجروا إلى الغرب، ومشيراً إلى كثرة هجرة المسيحيين في مصر ؛ وأن عدد الكنائس في بعض بلاد المسلمين قليل جداً بالنسبة لعدد السكان، ليروا أن السبب الرئيسي في ذلك كله هو الإسلام السياسي والتطرف.
وقبل الدخول في صلب الموضوع لنا أن نطرح التساؤلات التالية :
- هل حكم الإسلام السياسي حتى نحمله قلة بناء الكنائس_إن صح ذلك_ .
- ما هي أسباب الهجرة من بلاد العرب ، أليست أصابت الجميع مسلمين وغير مسلمين.بل كم اضطهد المسلمون أنفسهم.
- هل فعلاً لم يعطوا الفرص السياسية؟! وما علاقة الإسلام بذلك؟
- من الذي يفجر ويحرق الكنائس وخاصة في مصر ، لقد أثبت حقائق كثيرة أن وراء ذلك أو أكثره على الأقل الاستبداد والفساد الذي عانى المسلمون منه كما عان غيرهم؛ من ورائهم أجهزة خفية تريد أن ترعب الناس لتجعلهم ينفضون عن الإسلام وأهله وعن الإصلاح وأهله.
أما إذا أردنا أن ندخل في صلب الموضوع فهو ذو شقين:
التطرف والإسلام السياسي
ونتساءل بداية هل تطرح هذه القضايا لتبرير إقصاء المصلحين والإسلاميين، وتبرير اضطهادهم،وتسويغ الوقوف إلى جانب المستبد؟
أما التطرف :
فلا شك أنه مذموم إسلاميا وهو ليس وقفا على بعض المسلمين فثمة متطرفون في كل ملة ودين، وقد ذم الإسلام التطرف والغلو:(قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ) و عانى المسلمون من التطرف جداًن و أكثر مما عانى غيرهم،
لماذا التطرف:
علينا بدقة أن نسأل ما سبب التطرف؟ فبعضه نتيجة الضغط الذي يمارس على الأمة، وبعضه نتيجة مصادرة الحقوق؛ وخاصة ما يخص فلسطين، وبعضه بسبب ما يمارسه الآخرون من قتل واتهامات، فضلاً عن سلب الحقوق، وبعضه _ وهو الأخطر والأكثر تأثيراً_ مصنوع من جهات ما لغايات التشويه والإستغلال .
الإسلام السياسي:
أما القضية الثانية : ما يخص الإسلام السياسي؛ فقد يكون من المناسب أن نذكر بحقائق كلية.
1- لا يعرف الإسلام إسلاماً سياسياً، وغير سياسي، بل الإسلام دين كامل فيه العقائد والعبادات والشعائر والشرائع والقانون والتربية، والدولة والمسجد، وأما مصطلح الإسلام السياسي فيتداوله إعلاميون وسياسيون لأغراض خاصة.
2- لو سألنا أنفسنا ماذا يريد الإسلام السياسي في واقع حياة الناس _إذا قبلنا بهذا المصطلح_الذي ربما يعني فيما يعني تطبيق الشريعة الإسلامية في واقع الحياة و مايتصل بقضايا الحكم، والسياسة؟
أ- أكد الإسلام في ذلك على حرية العقائد مطلقا ﴿ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 256]
﴿ وَقُلِ الحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً ﴾ [الكهف: 29]
ب-أكد الإسلام على حرية العبادات وبناء دور العبادة لكل الملل وحمايتها .
ج- أعطى الإسلام لكل الملل حرية الاختيار في قوانين الأحوال الشخصية والإجتماعية .
د- جاءت نصوص الإسلام التشريعية في كثير منها مجملة كي يكون هنالك ميدان فسيح من الاجتهاد بما يتناسب مع أحوال الخلق ومستجدات الحياة كما سكت الإسلام عن كثير من القضايا للغاية ذاتها.
هـ- بني الإسلام على رعاية المصالح والتيسير، وشواهد ذلك كثرةٌ.
و- كما جاء الإسلام ليحقق المقاصد الضرورية في الحياة (حفظ الدين، العقل، النفس، العرض ، المال) وهو كما وصف رب العالمين رسولنا (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
ز- و أكد مفكرو الإسلام أن الدولة في الإسلام مدنية؛ بمعنى أن الأمة مصدر السلطة(أمّا التشريع فمصدره الكتاب والسنة) وأنه لا حاكم معصوماً وأنه لا يتكلم بإسم الله، وأنه محاسب أمام القانون .
اعتراضات:
قد يكون هنالك أحكام خاصة محل اجتهادات ولا يمكن أن تكون سبباً في اضطهاد أومنع حقوق؛ كقضية هل يجوز أن يكون رئيس الدولة المسلمة غير مسلم أو كقضية الجزية، وهذه أمور خاضعة للبحث والاجتهاد حسب المعطيات الاجتهادية.
فماذا ينقمون ؟ هل بسبب الحدود:
وأما قضية تطبيق الحدود فهي خاضعة لما يسمى بالقانون العام، ولا يمكن أن يميز بين شخص وآخر فيه، ولا يمكن أن تنال إلا المجرم؛ مسلماً كان أو غيره، مع أن تطبيق الحدود خاضع لشروط دقيقة جداً في الإسلام؛ كايجاد الظروف التي تحمي الإنسان من الوقوع في الجريمة أصلاً ، وتأمين البديل الصحيح، وغايته بعد تحقيق أدق شروط الإثبات والعدالة ؛ منع الجريمة وحفظ المجتمع والأفراد والأموال، وتحقيق أقصى درجات الأمن، فهل يلام الإسلام في ذلك؟
أم بسبب الاقتصاد:
وإذا جئنا إلى الاقتصاد مثلاً: فالسمة الرئيسة في الإسلام منع الربا ،وتحقيق التكافل، وعدالة توزيع الثروة، والتوازن بين حق الفرد وحق المجتمع، ورعاية الفقراء والضعفاء بشكل خاص؛ فهل يلام الإسلام في ذلك.
إذن أين المشكلة ؟
.هل لا يجوز للمسلمين أن يحافظو على هويتهم وقيمهم وأخلاقهم فيطلب منهم أن يتخلوا عنها إرضاء للآخر؟ مع أننا لا نفرضها على أحد، أم هل مطلوب من المسلم أن يتخلى عن مصدر تشريعه وهو الكتاب والسنة ليفرض عليه تشريع بشري ؟ بأي حق؟ أم هل مطلوب أن تسحق حقوق الأكثرية بدعوى حقوق الأقلية؟ مع أن الإسلام ما اضطهد أحداً أبداً.
لماذا إذا جاءت الصناديق بالأكثرية لهم فهذه الديمقراطية، وإذا جاءت لغيرهم أصبح للديمقراطية مفهوم آخر كالتعايش وتاتوافق؟
أما من الناحية العملية:
فالإسلام إذ يقدم نفسه في واقع الحياة والحكم فلا يربط ذلك بشخص أو هيئة أو جماعة أو حزب فكل من رضي بالإسلام ديناً ودولة، وهوية وقيماً، وكان صاحب اليد النظيفة والقوي الأمين والحفيظ العليم؛ فهو مقدم في الإسلام على غيره، فلم تكن المناصب في منهج الإسلام مقصودة لذاتها أبدا ولا يجوز أن تكون، ولكن من يحقق مقاصد الدين ورعاية المصالح الحقيقية للأمة وبناء نهضتها وبناء قوتها وتحرير إرادتها واقتصادها وتحقيق حرية وكرامة إنسانها وتحقيق العدالة قدر المستطاع بين البشرفهو حامل راية الإسلام و هذا هو الإسلام ولا شيء غيره (الإسلام السياسي أو الإسلام مطلقا).
استغلال الدين:
أمام هذا كله قد يقولون : إن الدين يُستغل، والحقيقة لو جئنا إلى واقعنا لوجدنا غير المسلمين وأيضا المسلمون الذين يسمون أنفسهم علمانيين ممن بيدهم مسؤولية هم أكثر الناس استغلال للدين بغير حق فكلما
أراد مستبد أمراً طلب من المفتي الذي يواليه أن يصدر الفتوى التي يريدها، كما أحضروا رجال الدين ليببرروا مواقف لهم في حالات شتى لا تخفى عليكم، وها هم يهود يتحدثون عن دولة يهودية صراحة وها هي أحزاب أوروبية تسمي نفسها الحزب المسيحي الديمقراطي مثلا وهاهو بوش ألم يعلنها حرباً صليبة في زلة لسان له ليتكلم أناس على أنه يتحرك وفق نبؤة دينية، كلهم يتحركون وفق الدين الإ المسلم ممنوع أن يتحرك وفق الدين! هل إذا نادى المسلم بواجباته التي يمليها عليه دينه أصبح مستغلا للدين.
كلهم بستغل الدين_يضعه في غير موضعه ويسخره لمصالح_ وكلهم يتحرك بمرجعية دينية!إلا المسلم فحرام عليه أن تكون له مرجعية الإسلام؟
هل هو الخوف أم التحريض؟
إننا نربأ برجال دين من غير المسلمين أو من المسلمين أن يجعلوا من قضية الخوف من الإسلام السياسي المتوهمة سبباً ومتكأً في تمكين الطغاة والمستبدين وإيقاع الظلم على المصلحين أو المجتمع أو مصادرة حقوق أكثرية الناس .
موقف الإسلا من الآخر:
لقد حفظ الإسلام حقوق المواطنة لكل أبناء مجتمعه من غير تميز (ووجود أحكام خاصة محدودة جدا لا ينقض هذه القضية) ولقد قدم تاريخنا نماذج رائعة في ذلك، قال تعالى: ﴿ لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ، إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الممتحنة: 8-9]
وقال تعالى ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ ﴾ [البقرة: 83]
وفي الحديث (عَنْ عِدَّةٍ، مِنْ أَبْنَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ آبَائِهِمْ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا، أَوِ انْتَقَصَهُ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ، فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ») سنن أبي داود، صحيح، 3052 .
لقد عاش يهود في مجتمع المدينة لم يضطهد واحدا منهم لولا أنهم هم الذين اعتدوا، وشهد تاريخنا الإسلامي وظائف لغير المسلمين شغلوها في صلب البنيان السياسي؛ فقد كان طبيب معاوية الخاص نصرانياً، وكان سرجون كاتب معاوية، وعين مروان بن الحكم قبطيين في وظائف حكومية في مصر؛ حتى بلغ أحدهم مرتبة الرئاسة في ديوان الدولة.
، ولقد نقل العلامة مصطفى السباعي في كتابه من روائع حضارتنا العديد من ذلك من هذه الوقائع .
لقد عانينا من الحروب الصليبية ونتائجها الكثر كما عانينا من الاستعمار الأوروبي والأمريكي وما زلنا فمن الذي يسيء إلى الآخر؟ ومن الذي يعتدي، وما هو التحدي الحقيقي الذي نواجهه؟
التحدي الحقيقي:
انه العدو الصهيوني وأذرعه وعبثه في الامة والسعي للفتنة بين ابنائها ومللها هذا هو التحدي الحقيقي ويجب ان نضع ايدينا عليه بصراحة.خاصة في هذه الأيام والمسجد الأقصى مهدد.
ماذا ينقمون منا؟
لقد بين القرآن الحقيقة وكأنه يتكلم عن مؤنمراتهم:
﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [المائدة: 59]
﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ العَزِيزِ الحَمِيدِ ﴾ [البروج: 8]
﴿ وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ﴾ [الأعراف: 126]
واجبنا الثبات وأي تخلٍ عن الحق لن يجدي
﴿ وَلَن تَرْضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 120]
﴿ وَلَوْلا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ، إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الحَيَاةِ وَضِعْفَ المَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً ﴾ [الإسراء:74- 75]
وبعض الآثار تشخص الواقع، وتبين المطلوب: (( أَلَا إِنَّ رَحَى الْإِسْلَامِ دَائِرَةٌ، فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ دَارَ، أَلَا إِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّلْطَانَ سَيَفْتَرِقَانِ، فَلَا تُفَارِقُوا الْكِتَابَ، أَلَا إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَقْضُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مَا لَا يَقْضُونَ لَكُمْ، إِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ، وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَضَلُّوكُمْ» قَيل: كَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: «كَمَا صَنَعَ أَصْحَابُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، نُشِرُوا بِالْمَنَاشِيرَ، وَحُمِلُوا عَلَى الْخَشَبِ، مَوْتٌ فِي طَاعَةِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ» المعجم الكبير للطبراني(لم يثبت مرفوعاً).