هل حقاً خرجت أمريكا من المسرح السياسي في مصر؟!

هل حقاً خرجت أمريكا

من المسرح السياسي في مصر؟!

شريف زايد

خبر وتعليق

الخبر:

قال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي ‏للاتصالات الإستراتيجية بن رودس، إن الولايات المتحدة لديها مصلحة مشتركة مع المملكة العربية ‏السعودية بشأن استقرار مصر، وتريد أن يكون لها علاقة قوية مع مصر، ولكن في نهاية ‏المطاف فإن مواصلة مصر الالتزام بعملية انتقالية نحو انتخابات حرة ونزيهة وحكم ديمقراطي ‏ستكون أفضل وسيلة لتحقيق الاستقرار.[شبكة محيط 28/3/2014م]

التعليق:

من يقرأ الخبر يظن أن العلاقات الأمريكية المصرية على المحك، وأن أمريكا يمكن أن تجعل علاقتها بمصر قوية إن التزمت مصر بعملية انتقالية نحو انتخابات حرة ونزيهة وحكم ديمقراطي، مع أن الواقع يشهد بأن أمريكا ما غابت لحظة عن المشهد السياسي في مصر، ومما لا شك فيه أن خروج دولة الكفر الأولى في العالم من المسرح السياسي في مصر وفي غيرها من بلاد المسلمين هو مطلب لكل أبناء الأمة، فالجميع يكرهها باعتبارها دولة استعمارية لا يأتي من ورائها إلا كل شر، وأنها ما دست أنفها في أية قضية من قضايا الأمة إلا كانت حربًا على الإسلام والمسلمين، سلمًا على غيرهم إن كانوا هودا أو نصارى أو بوذيين أو هندوس...

ومن هنا فإن كل من أراد أن يتسلط على الأمة ويتربع في سدة الحكم ليشبع شهوة الحكم والسلطة في نفسه، يجد نفسه بين نارين، فهو يعلم أن أمريكا لديها مصالح في بلاده وما كانت أمريكا لتترك الأمور تجري على أعِنَّتِها، وهو لا بد له أن يرضيها، ولكن في رضاها سخط للأمة عليه. لذلك فهو يتذاكى على الأمة، فيعطي أمريكا ما تريد، ويوهم أو يحاول أن يوهم الأمة أنه هو من سَيُخرِج أمريكا من بلادنا ويقطع يدها ولسانها.

لقد حاول الإعلام المصري أن يوهم الناس أن زيارة المشير عبد الفتاح السيسي إلى روسيا هي لقطع يد أمريكا وتدخلها في الشأن المصري، وحاول أن يبرر عدم تسليم الدفعة الأخيرة من المعونة الأمريكية لمصر بأنها لعدم رضاها عن النظام الجديد، والواقع المؤلم أن مصر ما خرجت يوما من القبضة الأمريكية مذ سارت لها مقاليد الأمور في مصر بعد انقلاب عبد الناصر. والتقارب المصري الروسي ما هو إلا لذر الرماد في العيون، ومحاولة لجعل البسطاء يهللون للزعيم الجديد الذي سيعيد سيرة الزعيم القديم، وكأن الزمن هو الزمن والناس هم الناس، إنها محاولة ساذجة لا تنطلي إلا على البسطاء. أما موضوع قطع المعونة الأمريكية، فهو ورقة التوت التي يريد أن يختبىء وراءها النظام الجديد، وماذا يساوي هذا المبلغ التافه جنب استثمارات أمريكا في مصر التي تعد بالمليارات، فقد نشرت الأهرام في 29/3/2014م تأكيد (آن إريكسون)، المديرة الاقليمية لإحدى المجموعات البحثية العالمية أن الولايات المتحدة الأمريكية إلتزمت بالاستثمار في مصر خلال الفترة الماضية. حيث توضح البيانات أن الاستثمار الأمريكي المباشر بالسوق المصرية وصل إلى 18.6 مليار دولار حتى نهاية سبتمبر 2013م وهو ما يمثل 29.4% من الاستثمارات الأمريكية المباشرة في أفريقيا.

وفي أي خانة يمكن وضع زيارة الوفد المصري الذي ضم عسكريين ودبلوماسيين لكيان يهود في الثاني والعشرين من شهر مارس الحالي؟! إلا إذا أرادوا أن يجعلوا من الخيانة والتنسيق مع أشد الناس عداوة للذين آمنوا قمة "الوطنية". إن حال النظام الجديد كحال سابقه والأسبق لا يخطون خطوة ولا يتخذون قرارا إلا بعد أخذ الرضى الأمريكي عليه، فآفتهم جميعًا أنهم يعتقدون أن في رضى أمريكا بقائهم واستمرارهم وأن في غضبها ضياعهم وانهيارهم، وكأنهم لا يتعظون أبدا ممن سبقهم. ولسوف يأتي اليوم الذي لا تستطيع أمريكا لهم ضرا ولا نفعا، يوم تزمجر الأمة وتصطف خلف إمام عادل، تقي نقي فيعيد للأمة استقلالها الحقيقي ويقضي على نفوذ الغرب في بلادنا ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

((وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا))