هذا العجز
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
لا تزال الأمة الإسلامية مشلولة وعاجزة عن نصرة نفسها من نهش عدوها داخليا وخارجيا، لا تزال الأمة الإسلامية عاجزة عن نصرة قاداتها وعلمائها الذين يقبعون في غيابات السجون وتحت التعذيب، لا تزال الأمة الإسلامية عاجزة عن الاستجابة لنداء الحرائر في العراء بدون مسكن ولا مأكل ولا ملبس يغتصبون تحت أنظار العالم المتحضر، لا تزال الأمة الإسلامية عاجزة عن الدفاع عن نفسها في محاكم تكن العداوة والحقد والكيد للإسلام والأمة الإسلامية، لا تزال الأمة الإسلامية عاجزة عن إيصال كلمة الحق والعدل للجميع.
البارحة تم اعدام المئات بل الآلاف من رجالاتها الذين ضحوا بالنفس والنفيس في سبيل الله ومن أجل إعلاء كلمة الحق ونصرة الدين وإعادة مكانة الأمة بين الأمم.
فنحن تعايش ونعاصر اعدامات وراء اعدامات للطاقات المتجددة والأرواح النقية والعقول النابغة حتى وصل بنا قطار المعانات الى إلقاء القبض على البروفيسور طارق رمضان من قبل أجهزة عرفت حق المعرفة قبل غيرها من الجهات الإسلامية إبعاد فكر البروفيسور وآثاره المستقبلية على الواقع العربي والعربي من دحض الباطل بقوة الحق وبلاغة الإقناع وشجاعة الكلمة، فأسرعت إلى فبركة تهم ليتم التخلص منه من خلال مسه في شخصيته وتشويه سمعته ليتم القضاء عليه ومن خلال ذلك يتم إيقاف جهد رجل الذين كان امة حقا.
لقد برع وذاع صيته الرجل في الغرب والشرق بفكره الذين افخم كل الغربيين فعجزوا عن التناطح الفكري في ظل ما يسمونه الحرية والديمقراطية ولجؤا إلى ما عاهدوا اليه من كيد ومكر للمناورة في ظل غياب عدالة غربية منصفة للحق.
ان العالم أصبح يتخبط في قوانين الغاب التي لا تعرف مبدأ ولا حق ولا حرمة الا المصلحة الشخصية عبر قاعدة معروفة الغاية تبرر الوسيلة.
لم يبقى للامة الاسلامية إلا الإضرابات والاعتصامات والمسيرات لاستنكار واقع مرير.
ان كل ذلك أصبح لا يجدي نفعا في ظل تطور الأحداث والتحكم الكامل من قبل أعداء الأمة في الأمة الإسلامية سياسيا واقتصاديا.
تملك الأمة الإسلامية من المحامين والقضاة في أوروبا وباقي أنحاء المعمورة الكثير والكثير ولكنها عاجزة عن توحيد جهودها لإنشاء رأي عام عالمي تكون لكلمته وقرارته وزن في صناعة الرأي العام العالمي ومجرى الأحداث المستقبلية.
ان الأمة الإسلامية بليت بتمزق وتشتت وتيه حتى نتج عن ذلك يأس في الإصلاح واعادة الأمة إلى مكانتها الحقيقية.
في أوروبا فقط هناك رجال القانون الكثيرين تتزعزع أركان أوروبا لتحركهم ووقوفهم مع الحق في نصرة البروفيسور طارق رمضان ولكن صاحب التجربة والخبرة يعلم ان حل أعقد مشكلة في المعمورة أهون من توحيد صف الأمة الإسلامية الذي بات يقبل التقسيم ويابى الاقتراب والتعاون والاشتراك.
ان واقعنا من صنع أيدينا وعقولنا نريد النصر ونابى اسبابه وان لأمة الوصول اذا أخطأت السبيل والله سائلنا جميعا يوم القيامة عن كل صغيرة وكبيرة.
ان كل مجهود صادق لنصرة الأمة لن يذهب سدا وسيكون عند الله اجره عظيما فلا يحتقر اي مسلم جهده في سبيل إعادة مكانة الأمة الإسلامية والله الموفق المعين.
وسوم: العدد 761