هل تصدقون ؟!!

هل تصدقون أن معظم مقاتلي الغوطة أشد فقراً من كثير من المدنيين فيها ؟!!

هل تصدقون أن أعداداً غفيرة من مقاتلي الفصائل تركوا الجبهات قبل مدة لأنهم لم يقبضوا رواتبهم لنحو ستة أشهر والتي لاتتجاوز 30 دولاراً في الشهر بحثاً عن عمل لإطعام أطفالهم ؟!!

هل تصدقون أن هؤلاء ومع بداية هذه الحملة الشرسة على الغوطة عاد جميعهم لحمل السلاح وأقسم بعضهم بالله والعبرات تخنقه أنهم لو وجدوا خبزاً فقط لاهلهم لما تركوا الجبهات ؟!!

هل تصدقون أن هؤلاء الأبطال يقتاتون بوجبة واحدة فقط يومياً لاتتجاوز ال 150 غراماً من الطعام لا أكثر ؟!!

هل تصدقون أنه مع بدء الحملة على الغوطة أحد القادة العسكريين الأبطال في الغوطة والذين دوّخوا العدو طيلة خمس سنوات اتصل بأحد معارفه وصوته يتقطع من شدة الحياء فطلب منه أن يقرضه بعض المال ثم أقسم بالله أنه لا طعام في بيته منذ ثلاثة أيام ؟!!

هل تصدقون أنه رغم كل هذا الجوع والفقر جميع الفعاليات المدنية في الغوطة فضلاً عن الفصائل العسكرية ورغم عشرات العروض التي تلقوها يرفضون مجرد نقاش خروجهم منها ولا يقبلون حتى بفتح هذا الحديث معهم  أو مجرد الخوض فيه .

هل تصدقون أن بعض العمليات التي يقوم بها ثوار الغوطة خلف خطوط العدو وتمكنوا فيها من قتل 150 عنصراً من ميليشيا الأسد وإيران قام الطيران بعدها بقذفهم بنحو 280 صاروخاً وقذيفة وبرميلاً فلم يُصَب من تلك المجموعة الفدائية سوى مقاتل واحد بجروح طفيفة ؟

هل تصدقون أن الروس وإيران وميليشيا النظام إن انتصروا في معركة الغوطة اليوم فلن تحتاج باقي مناطق الثورة سوى لبضعة أشهر فقط ليتم إنهاؤها بالكامل ؟!!

هل تصدقون أنه رغم حرب الإبادة التي تُشن على الغوطة لم يخرج منها طوعاً من 400 ألف محاصر سوى عائلة واحدة جرى تصفيتها عند أول حاجز للنظام بعد خروجهم ؟!!

هل تصدقون أن من اضطر لمصالحة النظام قبل مدة في إحدى المحافظات يمنعهم النظام اليوم من مجرد تسوير قبور شهدائهم لكونهم كانوا ثائرين عليه ، فكيف سيصنع بالأحياء منهم إن ظفر بهم ؟!!

هل تصدقون أن غالب البلدات التي هادنت وصالحت قبلاً جرى بعد مدة سحب شبابها كلهم للخدمة في جيش الأسد وتم إرسالهم اليوم ليُقتَلوا في جبهات الغوطة على يد رفقاء السلاح ودرب الثورة بالأمس ؟!! 

هل تصدقون أنه لو (لاقدر الله) وسقطت الغوطة اليوم فلن يقوم في دمشق قائمة لأهل السُنّة أو غيرهم من الطوائف قائمة لمائة عام أو يزيد لأن عمائم إيران لن تذر فيها صغيراً أو كبيراً لا يعبد علياً والحسين ولا يشتم أبا بكر وعمر ؟!!

هل تصدقون أن الخمسة ملايين مُهجّر خارج سوريا لو بذل كل واحد منهم فقط نصف دولار لكان المجموع قرابة ثلاثة ملايين دولار تكفي لحفر اسم معركة الغوطة اليوم في كتاب التاريخ كأول بقعة ثورية محاصرة قهرت وأذلت ثاني أكبر قوة عظمى عالمياً(روسيا) وثاني أكبر قوة إقليمياً (إيران) ؟!!

هل تصدقون أن المالكي في العراق كان يعطي ثمن 20 ألف برميل من نفط العراق يومياً لإيران وأن حزب الله ينشر إعلاناته في شوارع لبنان لجمع التبرعات لميليشياته التي تقتل السوريين وأننا لم نسمع حتى الساعة بحملة شعبية واحدة في البلاد العربية والإسلامية لدعم صمود الغوطة ؟!!

وسوم: العدد 762