عصيد يخبرنا عن زيارته لفلندا وقد رأى فيها كل شيء جميل باستثاء إمام مسجد بهلسنكي زعم أنه أفتى بحلّية أموال الكفار للمسلمين

دأب أحمد عصيد على استهداف كل ما يمت بصلة إلى الإسلام فيما يكتب وينشر على موقع هسبريس ضمن عمود "كتاب  وآراء " والذي يتخذ منه منطلقا لصب حقده العلماني والطائفي  الأسود على الإسلام والمسلمين . ولقد أشرت غير ما مرة إلى كونه يشبه ذلك التلميذ الذي لا يجيد في تحرير المواضيع الإنشائية سوى وصف حديقة بيته حتى أنه يوم طلب منه وصف رحلة على متن طائرة أسقطها في حقل من الحقول فشبهه بحديقة بيته ليصفها كعادته . والسيد عصيد حتى في زيارته إلى فلندا لم يفته النيل من الإسلام في مقال بعنوان : " عندما يكون الإنسان هو الرأسمال الأول " عبر فيه عن إعجابه بالمنظومة التربوية لهذا البلد والتي تركز على الكيف لا على الكم ، وتحترم براءة الطفولة ، وحقها في اللعب والترفيه ، والحرية والإبداع عوض التقويم والعقاب، ولا تثقل عليها بكثرة الدروس والمواد ، ولا بضرورة الحفظ والاستظهار بدون فهم . وهذه العبارة الأخيرة تفوح منها رائحة حقده العلماني على مهارة الحفظ والاستظهار لعلاقتها بالقرآن والسنة  ، ولم تفته فرصة الحديث عن المساواة بين الجنسين في ذلك البلد معتبرا إياه مبدأ مقدسا ، كما أنه لم ينس الحديث عن الأخلاق بمفهومها العقلاني الذي يشمل كل الخيارات الشخصية الأخرى ويؤطرها حتى يصبح الاعتقاد الديني حسب تصوره العلماني مؤطرا داخل المجال الأخلاقي العقلاني الذي يجعل من المستحيل فهم العقيدة بشكل منحرف أو توظيفها للإضرار بالغير . وأسقط بعد ذلك السيد عصيد طائرته في الحقل التي يشبه حديقة بيته العلمانية ليقول : "  كان كل شيء شاهدته جميلا  متناسقا ، ويخضع لنظام يحترمه الجميع ... ولم يخدش هذا الجمال  والتناسق البهي إلا شيء واحد  هو ما سمعته من بعض المغاربة المقيمين  هناك حول إمام مسجد بهلسنكي الذي سبق له أن أعلن مرة بدون حياء أو خجل بأن أموال الكفار حلال على المسلمين أن يأخذوا منها ما شاءوا ، فإذا كان الفلنديون قد بنوا دولتهم على أساس مبدأ الثقة ، فإن الإمام يصوب سلاحه نحو ذلك المبدأ الأساس لأن غرضه تخريب الدولة  التي لا تقوم على شريعته الدينية ، وصدق من قال : اتق شر من أحسنت إليه " انتهى كلامه. .

وهكذا وجد السيد عصيد سبيلا للنيل من الإسلام  عن طريق خبر ربما يكون قد اختلقه أو رواه عن علماني مثله ،وعلى العلمانيين يصدق قول علماء الحديث في الشيعة حين يروون رواياتهم  الكاذبة " أكذب من شيعي " وأنا أقول " أكذب من علماني حين يتحدث عن الإسلام، ذلك أن  حقده عليه كحقد الشيعة على أهل السنة، وعيلهما يصدق قول الشاعر :

 والذي يفند زعم عصيد أن الدول الاسكندنافية  بما فيها فيلندا توجد فيها جاليات مسلمة على قدر عال من الثقافة والعلم  من مختلف الجنسيات بما فيها الاسكندنافيين  أنفسهم الذين اطلعوا على ما في الإسلام من سمو، فاعتنقوه لأنهم لا توجد على قلوبهم أكنة ، ولا على أعينهم غشاوة كما هو الحال بالنسبة لعصيد وأمثاله من العلمانيين الذين يجعلون شغلهم الشاغل  الحقد على الإسلام  والمسلمين . ولا يمكن القول أن أولئك الاسكندنافيين سذجا قد اعتنقوا الإسلام دون بحث أو علم ودون اقتناع . وحتى إذا اعتبرنا أن ما رواه عصيد خبر صحيح، وهو غير ذلك حتما لأن هذا الإمام لا يمكن أن يجازف بمثل هذا الكلام خصوصا بعدما كثرت الخطابات الحاقدة على الإسلام، والتي تلصق به أشنع التهم كالإرهاب وبث الكراهية ... وما إلى ذلك مما تقف وراءه الصهيونية والصليبية المتصهينة والعلمانية ، فهل بالفعل يحل الإسلام أموال الكفار للمسلمين دون أن تكون بين الطرفين حروب ؟  وكان الأجدر بعصيد أن تثير موضوع استباحة الصهاينة أرض وأموال المسلمين في فلسطين ، واستباحة الغربيين وعلى رأسهم الأمريكان لبلاد وخيرات ومقدرات المسلمين في الشرق الأوسط . وكان عليه أن يستحضر مواقف المسلمين من غيرهم بدءا بمعاهدات رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومرورا بالعهدة العمرية ، وانتهاء بغيرها من المعاهدات التي لا تستبيح شيئا من أموال أو مقدرات هذا الغير كما يفعل اليوم الصهاينة والصليبيون المتصهينون . فبأي حق يستبيح الرئيس الأمريكي مدينة القدس وينقل إليها سفارته نكاية في جميع مسلمي العالم متحديا مشاعرهم الدينية  بصلف ؟  ولماذا قفز عصيد عن حملة استهداف شخص نبي الإسلام التي نقلها الصهاينة من تل أبيب إلى بلاد الدنمارك ، وهي شقيقة فيلندا في نظامها الذي وصفه بالجميل والمتناسق ؟ لماذا تجرأ أحبار الصهاينة وقساوسة الدنماركيين  على خدش مشاعر المسلمين  باستهداف نبيهم الكريم ؟ لماذا لم يطبق قانون احترام الإنسان عندهم على شخص رسول الإسلام  أم أنهم يكيلون بمكيالين، يحترمون أنفسهم ،ولا يحترمون غيرهم خصوصا إذا كان مسلما ؟

لقد كان وصف عصيد لفيلندا جميلا ، لم يخدش جماله وروعته سوى حقده العلماني  الأسود على الإسلام ، نسأل الله عز وجل له الهداية ونحن في شهر التقوى، وأن يبصره بعيبه ليكف قلمه ولسانه عن الإسلام والمسلمين ، ويخجل من تعصبه العلماني والطائفي المقرف والمثير للاشمئزاز.

وسوم: العدد 774