عائلات الأسرى القدامى في الضفة تتأهب لاستقبال أسراها وسط مخاوف من تأجيل الإفراج

أحرار:

عائلات الأسرى القدامى في الضفة

تتأهب لاستقبال أسراها

وسط مخاوف من تأجيل الإفراج

إلى الآن.. لم يعلق أهالي الأسرى القدامى التسعة من الضفة الغربية المقرر الإفراج عنه ضمن الدفعة الأخيرة، الأمل كثيراً على الإفراج عن أبنائهم من سجون الاحتلال بعد أن أمضوا عقوداً في الأسر، والسبب في ذلك هو ما تتداوله وسائل الإعلام الاسرائيلية من التهديد بعدم الإفراج عنهم، بل وربط الإفراج باستمرار المفاوضات مع السلطة الوطنية وتمديدها عاماً آخر بعد أن تعثرت، وبالتالي فإن هؤلاء الأهالي يعيشون لحظات ترقب صعبة للغاية مع اقتراب موعد الإفراج المقرر وهو التاسع والعشرين من مارس الجاري.

عائلة الأسير محمد أحمد عبد الحميد الطوس من مدينة الخليل، والمعتقل منذ تاريخ: 6/10/1985، تعيش لحظات صعبة كما وصفتها في حال الانتظار والترقب للإفراج عنه، فبعد أن كانوا يأملون وخلال الصفقات الثلاثة التي أبرمت أن يكون أحد المفرج عنهم من الأسرى، لم يتحقق ذلك.

ويقول شادي، الابن الأكبر للأسير الطوس لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، والذي كان يبلغ من العمر عندما اعتقل والده ثلاثة أعوام، وكانت شقيقته فداء تبلغ من العمر سنتين، وشقيقه ثائر كانت أمه حاملاً به يقول: "إن اقتراب موعد الإفراج يعني انزياح غيمة الغياب وعذاباته التي تجرعتها العائلة على مر السنين التي مضت".

ويكمل:" نحن ننتظر ونترقب ونستعد معنوياً لاستقبال أبينا الذي غاب عنا كل تلك المدة الطويلة، وتركنا صغاراً ليعود الآن ويرانا ويرى أحفادنا، حيث ذكر شادي إنه وشقيقه ثائر وشقيقته فداء تزوجوا ووالدهم في الأسر وأنجبوا البنات والبنين، وبلغ عدد أحفاد أبو شادي الآن والذين لم يراهم إلا في الصور 6 أحفاد".

ويبدي شادي في الوقت الذي يعيشه مع أشقائه بفرح، تخوفاً من إخلال الاسرائيليين بوعد الإفراج عن الأسرى في الوقت المحدد ويشير إلى أن التجهيزات ستكون متممة في حال تأكيد خبر الإفراج بشكل كامل".

أما الأمر المحزن الذي تعيشه عائلة أبو شادي، فهو مرض أم شادي، حيث إنها قد أصيبت بجلطة أفقدتها القدرة على الكلام والحركة، مما يسبب لهم الألم ويعبر عن عدم اكتمال فرحتهم بخروج والدهم.

من جهة أخرى، تحدثت لمركز أحرار، عائلة الأسير محمد فوزي سلامة فلنة من مدينة رام الله، والمعتقل منذ: 29/11/1992، فأكد شقيقه أحمد إن العائلة كانت قد استعدت منذ أن أعلنت الصفقة فانتظروا محمد في الدفعة الأولى والثانية والثالثة ولم يخرج، والآن هي لا زالت تعيش في قلق واضطراب وتخوف من مماطلة الإفراج وتذرع اسرائيل بالحجج لتأجيل الإفراج عنهم في الوقت المحدد.

ويقول أحمد:" لقد جهزنا منزلاً لشقيقي محمد وإن الجميع هنا بانتظاره، فالعائلة والمجلس البلدي والعموم والأصحاب بانتظار تلك الفرحة، لكن سيواجه محمد غصة فراق والدي وشقيقي والذين توفوا جميعاً وهو في الأسر، وكان حلمهم أن يعيشوا لحظات الإفراج عنه وأن يروه حراً طليقاً بينهم".

ويحاول أحمد تخيل اللحظات الأولى للقاء شقيقه، لكنه أكد أن لا أحداً يستطيع تخيلها لأنها ستكون من أصعب لحظات حياته فهو لم يعانق شقيقه من سنوات طويلة ولم يراه عن قرب.

أما عائلة الأسير علاء الدين فهمي الكركي من مدينة الخليل، والمعتقل منذ: 17/12/1993، فتدعوا الله بأن يتكلل الفرج لجميع الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، وأن تدخل فرحة الإفراج وطعم فرح اللقاء لكل عائلة فلسطينية تعيش حياة الأسر.

فوالدة الأسير الكركي، التي بالكاد تستطيع التنقل من مكان لآخر فهي طاعنة بالسن، منذ سنوات وهي تعيش على الدعاء لابنها بالفرج وأن لا تموت قبل أن تراه، فقد توفي والده وهو في الأسر ولم يتمكن من رؤيته.

وتقول الوالدة إنها تبدي تخوفها كسائر عائلات الأسرى القدامى المنتظر الإفراج عنهم، فلا شي ببعيد عن الاحتلال الاسرائيلي الذي اعتدنا عليه لا يفي بالوعود ويخترق المعاهدات والهدن دائماً ويعشق تعكير أجواء الفرح في بيوت الفلسطينيين.

عائلة أخرى بانتظار أسيرها والإفراج عنه، هي عائلة الأسير رائد محمد شريف السعدي من مدينة جنين، والمعتقل منذ: 28/8/1989.

يقول والده الحاج أبو عماد لمركز أحرار، نحن أهالي الأسرى الآن في موقف حرج وموقف صعب يتعبه الانتظار، فقد انتظرت ابني رائد في الصفقات الماضية ولم يخرج، والآن نعيش على اضطراب أعصابنا من خوف تأجيل الإفراج عنهم في الدفعة الرابعة والأخيرة التي أبرمت مع السلطة الفلسطينية.

ويضيف أبو عماد، وهو المريض :" خروج رائد هو أجمل فرحة، لكنها فرحة لن تكتمل، بعد أن توفي شقيقه الأكبر عماد وبعد أن أصيبت والدته بجلطة أقعدتها وأفقدتها بعضاً من ذاكرتها، وأنا ووالدته لم نرى رائد منذ 10 أعوام بسبب المرض، لكننا بانتظاره".

ومن مدينة بيت لحم، تحدث لمركز أحرار، عبد الفتاح أبو سرور، شقيق الأسير ناصر حسن عبد الحميد أبو سرور والمعتقل منذ: 4/1/1993.

ويقول عبد الفتاح:" الأخبار التي تتردد في كل يوم والتصريحات الاسرائيلية حول الصفقة لا تطمئن، وإننا جميعاً نعيش في حالة من التخبط في أمرنا، واليهود هم كما قال الله تعالى عنهم:" كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم".. حيث لا شيئاً يستبعد على دولة الاحتلال الاسرائيلي وعلى كل الأحوال نتمنى التيسير للأمر وأن تفرح عيوننا وقلوبنا برؤية أسرانا بيننا محررين.

ويضيف عبد الفتاح على لسان والدته ويقول:" والدتي تعد الساعات بل والدقائق لكنها خائفة في الوقت ذاته، وتقول عندما يخرج ناصر من سجنه سأبقيه بجانبي وسينام بحضني ولن أبعد عنه".

أما عائلة الأسير محمود جميل حسن أبو سرور من مدينة بيت لحم، والمعتقل منذ: 5/1/1993، فيقول شقيقه مصطفى إنهم لا يريدوا أن يجهزوا كل شيء بشكل كامل وذلك بسبب خوفهم من تراجع دولة الاحتلال عن قرار الإفراج المقرر، وإنهم على تتبع كامل لوسائل الإعلام وما تبثه حول الصفقة وما توصلت إليه.

أما والدة الأسير محمود أبو سرور، فقالت:" المهم أن يأتي.. المهم أن يصل لنا وأن أراه وأن أعانقه وأقبله... المهم أن يخرج محمود ولا أزال أنا على قيد الحياة، وبقية كل تلك الأشياء تهون من تجهيزات وتحضيرات، وسأزوجه وأفرح به فتلك اللحظة التي انتظرها منذ زمن".

ومن مدينة أريحا، تحدثت زوجة الأسير محمود سالم سليمان أبو خربيش (48 عاماً) والمعتقل منذ: 11/3//1988، والتي كانت ابنتها البكر أسماء، تبلغ من العمر 7 أشهر فقط عندما اعتقل والدها أما الآن فكبرت أسماء وتزوجت وهي أم لطفلتين.

تقول أم أسماء:" لقد عشنا أياماً عصيبة عندما اعتقل أبو أسماء، ومررنا بمعاناة من جميع الأنواع أثناء اعتقاله، وها نحن الآن نعيش في معاناة شبيهة لكنها في هذه المرة من نوع الانتظار والشوق الكبيرين من ناحية، ومن التخوف والقلق من ناحية أخرى".

وتردف أم أسماء قائلة:" سيخرج زوجي الآن ويرى ابنته قد كبرت وأصبحت أماً، وسيفرح بحفيدتيه للغاية وهي فرحة يتمناها الجميع.

وفي مدينة قلقيلية، يستعد الأهل والجميع لاستقبال أسيرهم محمد عادل حسن داوود، المعتقل منذ: 8/12/1987، لكن الأسير داوود سيخرج ولن يجد في استقباله والده ووالدته الذين فقدهم وهو في الأسر ولم يلقي عليهم نظرة الوداع، وسيخرج الآن وينعم بحريته مفتقداً لهم.

أما العائلة فأكدت إنها ومنذ سنين تنتظر هذا اليوم الذي تأمل بأن يكون في ذات الموعد المحدد وأن لا تتلاعب اسرائيل فيه بمشاعر أهالي الأسرى الذين لا يعلم أحداً مدى شوقهم وحنينهم لذلك اليوم وكم انتظروه، وسيكون الجميع في استقبال الأسير.

وفي مدينة أريحا، تترقب بقلب يخفق بشدة، عائلة الأسير جمعة إبراهيم آدم، المعتقل منذ: 31/10/1988، الذي فقد في سجنه والدته التي لطالما كانت هي من يواظب على زيارته في سجنه باستمرار، ولا تتخلف عن أي من مواعيد الزيارة.

وتستعد عائلة الأسير جمعة لاستقباله بحفاوة وتقدير، لكنها تبدي قلقها بشكل واضح مما إذا تم تأجيل الإفراج عن الدفعة الرابعة في الوقت المحدد لها، خاصة وإنها تسمع وتشاهد ما يتداوله الإعلام بأشكاله حول تهديدات حكومة اسرائيل بعدم الإفراج عن الدفعة في موعدها وتأجيلها.

مدير مركز أحرار فؤاد الخفش قال فعلى هامش من الفرح والقلق والاضطراب تعيش عائلات هؤلاء الأسرى الذين طال انتظارهم، وعلى الرغم مما تسبب لهم الاحتلال به طيلة تلك السنوات من العذاب بأشكاله، لم يكتفي، ليعرقل الفرح ويمزجه بالخوف والقلق مع اقتراب حريتهم وموعد الإفراج عنهم.