المنتخب الوطني لكرة القدم أغضب الشعب في يوم عيد
عاش الشعب المغربي يوم أمس وهو يوم عيد وفرحة خيبة أمل شديدة المرارة وهو يتابع أول مقابلة للمنتخب الوطني في مونديال روسيا حيث انهزم بإصابة قاتلة في الوقت بدل الضائع قدمها اللاعب بوهدوز هدية مجانية للمنتخب الإيراني بسبب سوء تعامله مع كرة وجهت في اتجاه مرمى الفريق الوطني بلقطة لا يمكن أن تغتفر للاعب تم اختياره للدفاع عن شباك منتخب بلاده من بين لاعبين فيهم دون شك من هو أكفأ منه وأقدر على الدفاع عن شرف وسمعة وطنه كرويا .
والهدف الذي خيب أمل المغاربة كان عبارة عن القشة التي قصمت ظهر البعيركما يقال ، لأن تقصير المنتخب الوطني في واجبه بدأ تقريبا بعد مرور عشر دقائق على الشوط الأول ، الشيء الذي أطمع فيه المنتخب الإيراني بعدما كان قد دخل المباراة حذرا ومتوجسا منه لا يطمع في أكثر من تعادل معه . وتوالت أخطاء الفريق الوطني بعد ذلك، وأخطاء المدرب الذي لم يفكر في إحداث تغيير في خطته أو تغيير في صفوف اللاعبين إلا بعد مرور وقت معتبر باعتبار السلطة التقديرية للمدربين كما يقول خبراء هذه اللعبة .
ولقد كان أداء الفريق الوطني أسوأ أداء فاجأ الشعب المغربي بعدما خدع بمباريات الاستعداد التي غررت به ، وظن أن فريقه قد استعد كما ينبغي لخوض غمار مباريات مصيرية منها المباراة الأولى مع فريق بلد خصم أججت الخصومة السياسية معه حماسه حتى قيل : على الفريق الوطني الانتصار في هذه المباراة فقط ،وهو معذور إن لم ينتصر في غيرها إلا أن المدرب بفشل خطته واللاعب بسوء تغطيته أصابا الشعب المغربي في المقتل، وقد أوشك النزال على النهاية ، وكان التعادل مع الفريق الخصم أقل ما يمكن أن يقبل به هذا الشعب الذي يفوق طموحه القمم الشامخة الشاهقة، وهوأهل لإدراك المجد المؤثل .
إن ما وقع في هذه المباراة لا يتعلق بمعاكسة حظ كما يقول عادة الذين يبررون الفشل تملصا من المسؤولية ، وإنما هو تقصير واضح في الواجب لا مبرر له من طرف المسؤولين عن الرياضة في بلادنا الذين لم يختاروا المدرب الأنسب الذي يقود الفريق إلى أطوار متقدمة في المونديال، وليس المدرب الذي يذهب بالفريق إلى المونديال ليعود إلى أرض الوطن على متن أول طائرة وهو يقول: المهم هو المشاركة . وكان على الوزير الوصي على قطاع الرياضة أن يبادر إلى الاستقالة بعد تسريح المدرب سراحا غير جميل بسبب حجم إساءته وإساءة الفريق الوطني لمشاعر شعب كامل في يوم عيد تحولت فيه الفرحة إلى خيبة أمل .
ولن ينفع المدرب أو الفريق أو اللاعب الذي هز شباكه النظيفة نيابة عن الفريق الخصم اعتذار لهذا الشعب ، ولن يقبل منهم الشعب ذلك إلا بشرط دونه خرط القتاد كما يقال، وهو فوز على فريقين عتيدين في مجال هذه اللعبة لا قبل له به .
وفي الأخير نقول يمكننا القبول بمستوياتنا الضعيفة في مجالات التكنولوجيا والعلوم التي لم نأخذ بأسبابها ،ولكن لا مبرر لتخلفنا في مجال لا يتطلب سوى الجهد العضلي الذي لا نختلف فيه عن غيرنا . ولهذا لا بد من أن ينهج المسؤولون عندنا سياسة رياضية عموما وكروية خصوصا تساير طموح هذا الشعب الذي مل سياسة لا تزيد عن الوصول بفريقه الوطني إلى المونديال بعد سنوات عجاف وانتظار طويل ليعود على متن أول طائرة وليس في جعبته سوى عبارة "المهم هو المشاركة "التي سخرمنها المواطنون على وسائل التواصل الاجتماعي بالقول : "المهم أننا سجلنا هدفا ولا يهم أين سجل" . وهذا يعني أن الشعب يريد مشاهدة أهداف في شباك غيرنا لا في شباكنا .
ولا أظن أن الشعب المغربي سيظل مرددا على الدوام مع فريقه الوطني مقولة الشاعر الجاهلي :
بل سيقول من الآن فصاعدا :
وسوم: العدد 777