التآمر القرمطي الصفوي على العروبة والإسلام ( 14)
التآمر القرمطي الصفوي
على العروبة والإسلام ( 14)
د. أبو بكر الشامي
· وعلى مر ثلاثة أعوام رتبت فصول المسرحية التي أعلنت بالحركة التصحيحية في شهر 10 عام 1970 بالانقلاب الأبيض الذي حمل حافظ أسد إلى رئاسة الجمهورية ، وهكذا وصلت المسرحية إلى فصلها الأساسي ، ولو أراد الباحث أن يستقصي تاريخ سوريا ولبنان مع مسيرة أسد النصيرية من شهر 10 عام 1970 إلى شهر 6عام 2000 لتطلب منه ذلك مجلدات سوداء كثيرة كوجه النصيرية الأسود ، ولكن نكتفي بأهم المحطات من حصاد هذه الثلاثين سنة المرة ..
1-حملة إبعاد وتصفية لكل القيادات السياسية والحزبية والعسكرية لمن يثبت مجرد انتمائه إلى طائفة السنة، أما الذي ثبت تدينه أو عاطفته الدينية فقد ناله الإعدام أو السجن أو على الأقل الإبعاد .
2- سيطرة كاملة للعنصر النصيري على الأجهزة السلطوية الأساسية ، الجيش باسلحته الثلاث : البرية والجوية والبحرية ، والشرطة ، والأمن بفروعة المختلفة ، والاستخبارات ، وحرس الحدود .
3- سيطرة كاملة على المناصب العليا والوزارات والمحافظات والمديريات وترك بعض الأشكال الصورية لأبناء الطوائف الأخرى مثل الإسماعيلية ، والدروز، والنصارى ، وبعض عريقي التوجه العلماني من أبناء أهل السنة من مرتدي البعث .
4- سجل أسود وحافل : بالفساد ، والرشاوى ، وسرقة أموال الشعب ، وسوء الإدارة ، وتفتيت البنية التحتية للجيش والاقتصاد السوري ، وربط دائرة كبار التجار بشركات مشتركة مع كبار ضباط النصيرية ...
ومن الجدير ذكره هنا ، بأن سورية تعتبر من الدول المنتجة للنفط ، وفيها احتياطي نفطي يزيد على احتياطي المملكة العربية السعودية ( حسب آخر التحريات في هذا المجال ) ، ولكن عائدات النفط السوري لا تدخل في الميزانية الوطنية ، بل تذهب إلى صندوق خاص بالطائفة النصيرية !!!.
وفي الوقت الذي يتضور فيه أغلب الشعب السوري الجوع ، وبلدهم من أغنى بلدان المنطقة ، فإن ( النصيري ) اللئيم رفعت الأسد يعتبر من أثرى أثرياء العالم ، ويدير واحداً من أكبر أساطيل المال والإعلام ( للنصيرية ) في أوربا ، وإذا أردنا أن نسأل ذلك اللقيط ، الذي كان آباؤه وأجداده يرعون الغنم في جبال النصيرية ، وكانت عماته وخالاته يخدمن في بيوت السنة في سورية ، من أين له هذه الأموال ... فما عسى أن يكون جوابه يا ترى ...!!!؟
5- نشر للإباحية والفساد والفسوق والعصيان في صفوف الجيل المسلم الناشئ ،عن طريق مؤسسات تربوية تشوه الدين وتنشأ على الإلحاد ، تبدأ مع أطفال الابتدائية بتنظيم طلائع البعث ، وتستمر في الإعدادية والثانوية عبر شبيبة ثورة البعث ، لتستمر بعد ذلك بالميلشيات الحزبية العسكرية . وعن طريق وسائل الإعلام المختلفة من المقروءة والمسموعة والمرئية ، ولقد تمكن أولئك اللقطاء من إفساد شريحة واسعة من شباب وبنات أهل الإسلام في هذا البلد المبارك .
6- تصفية العلماء والدعاة والمشايخ والخطباء ، وشل المساجد والسيطرة عليها سيطرة تامة ، ثم استغلال انتفاضة المسلمين عليهم التي فجرها المجاهد البطل مروان حديد رحمه الله وتلاميذه ، ومن تبعهم من شباب الإخوان المسلمين . فبعد أن فشلت الانتفاضة الجهادية ، استغل النصيريون الحاكمون في سوريا ولبنان ذلك ذريعة لاجتثاث جذور الصحوة الإسلامية المباركة في سورية ولبنان عبر مجازر طاحنة .
7- أسفرت فترة سيطرتهم عن التنسيق التام مع اليهود الصهاينة وعملائهم في صفوف منظمة التحرير لإجهاض المقاومة الفلسطينية التي كانت أمل الشعب الفلسطيني في مقاومة اليهود ، فقد قضى الجيش السوري عليها في لبنان قضاءً مبرماً ، وبالتعاون والتنسيق التام مع الصليبيين الصهاينة ( الموارنة ) ، والشيعة الصهاينة ( أمل وحزب الله ) في لبنان .
8- وباستطراد سريع لسجل مخازيهم في حق أهل السنة في سوريا ولبنان وفلسطين نذكر ما يلي :
· عام 1967 سلم الأسد قلعة المشرق وهضبة الجولان وممراتها الحصينة إلى إسرائيل .
· عام 1973 انسحب الجيش السوري عن أكثر من 39 قرية للإسرائيليين الذين وصلوا لمشارف دمشق ، وأصدر الرئيس السوري حافظ الأسد مرسوماً جمهورياً للإفراج عن جواسيس اليهود ، فضحته بعض وسائل الإعلام هذا نصه[1]: المرسوم الجمهوري رقم 385 :
" بناء على أحكام قانون العقوبات وأصول المحاكمات الجزائية وعلى المرسوم التشريعي 43 بتاريخ 1/9/1971 وعلى الأحكام المكتسبة قوة القضية المقضية الصادرة عن المحكمة العسكرية بدمشق بالأرقام 1132 /1154 بتاريخ 29/10/1951 ، 69/1101 لعام 1952 ، 2/214 تاريخ 21/12/1955 ، 18/19تاريخ 12/10/1959 ، 9/10 تاريخ 2/5/1959، 10/22 تاريخ 5/9/1959 ، 11/11 تاريخ 10/12/1960 والمتضمن الحكم بالاشغال الشاقة المؤبدة بعد الدغم والتبديل على 23 مجرماً لارتكابهم جرم العمل لصالح المخابرات الإسرائيلية ومدها بالمعلومات،وذهاب البعض منهم إلى إسرائيل والاتصال بالمسؤولين فيها، وتناول المال من إسرائيل لقاء عمليات التجسس يرسم ما يلي :
المادة (1) يمنح المحكومون المذكورون عفواً خاصاً عن المدة المتبقية المحكومون بها من قبل المحكمة العسكرية بقراراتها رقم 1132 /1154 ، 214/20 ، 9/1 ، 18/19، 10/22 ، 11/11 .
المادة (2) لا ينشر هذا المرسوم ويبلغ من يلزم لتنفيذه .
دمشق 20/2/1974 .
نسخة إلى المحامي العام ….. دمشق .
وزارة العدل
الرقم 2204
رئيس الجمهورية حافظ الأسد
25/2/1974
وزير العدل محمد أديب نحوي
هذا المرسوم وقعه حافظ أسد ، وطلب عدم نشره علناً لأنه يقضي بالإفراج عن جواسيس يهود ، ثم يزعم أنه محارب لإسرائيل .
· عام1973 نشبت معركة الدستور العلماني بين الحكومة والعلماء ،وسجن بموجبها عشرات المشايخ وأفرج عنهم في سنين لاحقة وكانت الدولة قد مسحت كلمة دين الدولة هو الإسلام من الدستور واضطرت لانتفاضة العلماء والمشايخ لإعادتها باللفظ دون المعنى .
· عام 1975 دخل الجيش السوري لبنان وقضى على القوى الإسلامية المواجهة للنصارى وارتكب عدة مذابح.
· علم 1976 رتب الجيش السوري بالتعاون مع الميليشيات الصليبية المارونية حصار و اقتحام مخيم تل الزعتر، الذي كان يضم نحو (17000 )فلسطيني ، بالإضافة إلى( 14000 ) لبناني من القوات المشتركة الذين كانوا يواجهون تحالف الصليبيين في لبنان ، و ذلك بعد أن مالت كفة الحرب لصالح المسلمين . و فيما كانت المدفعية النصيرية تدك المخيم من البرّ ، كانت البحرية الصهيونية تحاصره من البحر و تطلق القنابل المضيئة ، حيث تقدمت قوات الكتائب الصليبية المارونية لارتكاب المجزرة التي دمرت المخيم ، راح ضحيتها نحو ( 6000 ) قتيل و عدة آلاف من الجرحى والمشردين ...!!!
· عام 1978 - 1982 قامت الثورة الجهادية المسلحة في سوريا ضد الحكومة النصيرية والتي كان قد بدأها الشيخ المجاهد مروان حديد عام 1975 و أعدم رحمه الله 1976 . و خلال هذه الفترة ارتكبت الحكومة النصيرية مجازر كثيرة في صفوف المسلمين المدنين السنة و لا سيما في المدن الرئيسية ، مثل حلب ، وحماة ، وجسر الشغور ، واللاذقية ، ودمشق ، والتي قتل بموجبها أكثر من ألفين من شباب السنة ، وسجن أكثر من ثلاثين ألف .
· وأدار رفعت الأسد مجزرة في سجن تدمر راح ضحيتها أكثر من سبعمائة شاب من حملة الشهادات العليا، كما شرد في هذه الفترة من شباب أهل السنة عشرات الآلاف .
· عام 1982 دبر النظام الطائفي النصيري مذبحة تدمير مدينة حماة بالمدفعية والطائرات وراجمات الصواريخ ، حيث راح ضحية هذه المجزرة الرهيبة في ظل صمت مطبق من الإعلام العربي والعالمي أكثر من( 45 ألف ) من المدنيين العزل من أهل السنة ، ثم استباح النصيريون المدينة بعد تدميرها وتوقف المقاومة فيها ، قتلاً ونهباً وتنكيلاً لعدة أشهر ...!!!
· عام 1982 وبتدبير مع النظام السوري اجتاح الصهاينة لبنان ، وحاصروا بيروت ، حيث تكفل النصيريون بترك بيروت بلا تموين ، وترك الفلسطينيين في البقاع بالعراء أمام العدو ، فكانت خسائرهم البشرية فادحة.
· شهر 5/1982 وبصمت وانسحاب نصيري أمام القوات الصهيونية وقوات الكتائب المارونية دبرت مذبحة للسنة في مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة ، راح ضحيتها أكثر من خمسة آلاف مسلم سنّي أكثرهم من الفلسطينيين ، ومن ساكنهم من العائلات اللبنانية ، بعد أن ارتكبوا مجازر وحشية أقل حجماً في مخيمات صيدا الفلسطينية .
· شهر 5/1985 و بترتيب مع النصيرية اقتحمت قوات حركة أمل ( الشيعية الصهيونية ) مخيم صبرا و شاتيلا بعد حصار ألجأ المسلمين فيه إلى أكل القطط و الكلاب ، حيث نفذت مجزرة تحت سمع و بصر الجيش النصيري السوري و حكومته العميلة ، حيث راح ضحية هذه المجزرة التي شارك فيها المنشقون الفلسطينيون عن منظمة التحرير الفلسطينية ، و بمشاركة اللواء السادس للجيش اللبناني بأوامر نبيه بري( الشيعي الصهيوني ) ، عشرات الألاف من القتلى والجرحى والمهجرين ...!!!
· شهر 10 /1985 وبتعاون مع مليشيات الحي النصيري في بعل محسن في طرابلس ، أقدمت القوات النصيرية السورية على حصار ودك مدينة طرابلس عاصمة أهل السنة في شمال لبنان ..
وعلى مدى أكثر من عشرين يوماً دكّت القوات النصيرية هذه المدينة السنية الآمنة بأكثر من مليون صاروخ وقذيفة ، دمرت أكثر من نصف مباني المدينة ، وجعلتها معزولة عن العالم ، وساهمت قوات الكتائب اللبنانية ( الصليبية المارونية ) في الحصار ومنع الوقود والدقيق عن طرابلس ، ولقد قتل في هذه المجزرة عدة آلاف ، وفرّ من المدينة أكثر من ( 300 ألف ) نسمة ، وحُلت الأحزاب الإسلامية ، وتم توقيع الاتفاق على نزع سلاحها بتعاون الشيعة الفرس في إيران .
عام 1986 – 2000 بعد أن تم للنصيرية في سورية السيطرة على سوريا ولبنان ، والقضاء على بذور النهضة المسلحة أو الحركة الإسلامية عند أهل السنة ، تفرغوا لتنظيف البلدين من أية قوة سنية فيهما، واتبعوا خطة إعلامية وسياسية أمنية لضمان عدم نهوض أي بذور للتمرد والمقاومة لدى المسلمين .
[1] كتاب النصيرية العلوية – مجاهد الأمين