من طرائف العلماء وأدبهم مع بعضهم..
بتنا ليلة البارحة في المركز العام في مدينة ديبال بور في باكستان وضحى اليوم الجمعة تحركنا في سيارة دباب حوض إلى مسجد (رحمة للعالمين) بحي ضياء الدين،
وفي الطريق قال الأخ (رشيد عبد) وهو يضحك : اليوم مسكني رجل كبير السن وأنكر علي رفع يدي في الصلاة أثناء الركوع والانتقالات وأنكر علي وضع يدي على نحري، ولكن ما تفاهمنا بسبب اللغة،
فقال الشيخ هارون : نحن نترك الكثير من المستحبات مراعاة للمذهب تأليفا لقلوب العامة، ولو فتحنا هذا الباب لفتح علينا الخلاف بعدد المسائل، ثم ذكر هذه القصة العجيبة،
فقال : قرأت في كتاب (أعمال الدعوة) لمولانا محمد إحسان الحق أن الشيخ المحدث صديق حسن خان - صاحب الروضة الندية وهو على مذهب المحدثين وغير متقيد بمذهب - عزم على زيارة مولانا أحمد اللاهوري،
وهو من كبار علماء القارة الهندية وكان حنفياً، وقبل أن يغادر الشيخ صديق حسن بلدته بهوبال جمع تلاميذه الذين سيسافرون معه فقال لهم:
الشيخ أحمد اللاهوري حنفي ولذا حينما نكون في مدرسته ومسجده فلا تجهروا بالتأمين ولا ترفعوا أيديكم في الصلاة إلا في تكبيرة الإحرام، ولما كان الشيخ في الطريق جمع الشيخ اللاهوري تلاميذه وقال لهم : سيزورنا الشيخ صديق حسن خان وهو على طريقة المحدثين فإذا كانوا عندنا فإكراماً لهم اجهروا بالتأمين وارفعوا أيديكم في الصلاة.
فلما وصل وفد الشيخ صديق خان وحان وقت الصلاة كانت المفاجأة أن الزائرين لم يجهروا بالتأمين ولم يرفعوا أيديهم بينما المزورون جهروا بالتأمين ورفعوا أيديهم،
فلما سلم الإمام، التفت صديق خان إلى اللاهوري مبتسماً وقال : ما الخطب؟.
فقال: نفس خطبكم، فعلنا ذلك إكراماً لكم؛
وكانت قصة تناقلها العلماء وطلاب العلم...
رحم الله الشيخين صديق حسن خان وأحمد علي اللاهوري.
كتاب أعمال الدعوة ص١١٥
وسوم: العدد 799