من بين الأنياب
تحسين أبو عاصي
– غزة فلسطين –
وقفوا متفرجين وهي تستغيث ، وقفوا مصرين على هتك عذريتها ، تناديهم باسم العروبة ، باسم الإله ، باسم يسوع ، باسم البعث ، باسم القومية ، باسم اللات والعزى وهُبل ومَنَات ، باسم كل المسميات والأسماء .. لكنهم هتكوا شرفها .. وعيونها الذابلة تنظر من فوق ومن تحت التل القابع من حولها ؛ لعل جمادا او حيوانا أو طيرا ينقذها من بين الأنياب .. ولم يرحمها أحد ، بل وقف الجمع يشهد ذاك المشهد ، وبأيدي الكل أباريق من ذهب وكؤوس الخمر ، وسيوف تلمع وعيون تقطر بالحقد حتى بزوغ الفجر .. فما أحلكك ظلاما يا ساعة ما قبل ضياء الفجر ... ظلت تبكي حتى بزوغ الشمس ، فموعدها مع مارد عشِق حياء البؤس ، وذاق المُر ، تململ ذاك المارد من قمقمه بعزة نفس وسلامة قلب ، متحدا مع أقمار الكون وشموس الحق ، يرفض كل إغراءات الأرض ، ينصر تلك المسكينة ، ينقذها من بين مخالبهم .. ناداها صبرا صبرا يا أختاه ، فللباطل جولة واما للحق فجولات .. أنقذها .. وكفكف دموعها .. وربت على كتفها .. وجبر كسر قلبها .. فلم يعد للأوغاد وجود .