ميشال عون ليس المرشح الوحيد لرئاسة الجمهورية

لم يكن ميشال عون المرشح الوحيد لرئاسة الجمهورية، كما لم يكن الاوفر حظاً بعد دعم سعد الحريري لسليمان فرنجية للموقع الأول، لكن عون استند إلى نظرية غير دستورية وغير ديمقراطية؛ أساسها أن "الأقوى" تمثيلا في طائفته هو من يجب أن يتقلد المنصب الدستوري المخصص لهذه الطائفة عرفاً. على هذا الاساس قامت التسوية؛ التي أوصلت عون إلى رئاسة الجمهورية، وتلويح الرئيس عون اليوم بطلب تغيير الحريري؛ يعني نسف الأساس الذي قام عليه ما يسمى "العهد القوي"، لأن الحريري يمثل في طائفته أكثر مما يمثل عون في طائفته.. 

عندما يأخذ عون من اتفاق معراب أصوات "القوات اللبنانية" النيابية ثم يتنكر للمناصفة في المقاعد الحكومية، وعندما يأخذ من التسوية مع الحريري أصوات "المستقبل" النيابية ثم يرفض التنازل عن مقعد وزاري واحد ليسهل مهمة شريكه في التسوية، وصولا إلى التلويح بتغييره... فهذا هو الخداع بعينه.