الغش .. خلق المفلسين (1)
قد يجد الناظر من حولنا أنَّ أحوال كثير من الناس قد تغيَّرت لدرجة أن أصبح الغشُّ خُلُقًا ودَيدنًا ، لا يستغنون عنه في تعاملاتهم وتسيير أمور حياتهم ومعيشتهم .
ولقد وصل الغشُّ إلى شرائحَ كثيرة من المجتمع وصولاً ليست له دلالةٌ سوى أنَّ صاحبه قد باع آخرتَه بدنيا عفنةٍ قذرة ، لن تطول كثيرًا ، ولن يجنيَ في آخرته سوى الخُسران والضياع يوم لا ينفعُ الندم .
( اللهم نجّنا وثبّتنا )..
( وإنّا لله وإنّا إليه راجعون )..
نماذج من المُفلسين
المُعلِّمون و المربون :.
قد تجد شريحةً من المعلِّمين والمعلمات وحتى بعض أساتذة الجامعات لا يتَّقون الله في الشرح وتبيين الدروس لطلابهم ، فيتركون الغامض من الدروس ، ويعقِّدون السهل منها ؛ وذلك من أجل مُساومة الطلاب على أنَّ الفهم الصحيح والتحصيل الأكيد لن يكون إلا بدرسٍ خصوصيٍّ ، بعيدًا عن ساحة المدرسة أو الجامعة ، وقاعة الفصل الدراسيِّ ، فيصبح المعلم أو أستاذ الجامعة بذلك غاشًّا لله ورسوله ، غاشًّا للأمانة التي حمَّلها الله إياه : أمانة التعليم ، وأمانة التربية ، وأمانة الجيل الذي يستطيع أن يساهم في إخراجه على أحسن وجه وأطيب أثر , ولا يكون ذلك الغشُّ إلا سببًا في ضياع الضمائر ، وعثرةً كبيرة أمام أولياء الأمور الذين لا يستطيعون مُواكبة الدروس الخصوصية ِّ ومصاريفها ، ثم في النِّهاية فإنَّ هذا الغشَّ يُخرج للمجتمع - لا محالة - جيلاً ناقمًا على أساتذتهم ، الذين هم في الحقيقة إذا كانوا أمناءَ بحقٍّ وعلى حق ، وعملوا بحق الأمانة، لكانوا والله كالرسل تُقبَّل أقدامهم قبل أيديهم؛ فهم السِّراج ، ومعالم الطريق القويم ، وشمس الهداية لتلاميذَ يراد لهم غدٌ مشرقٌ ، وأن يكونوا جيلاً صالحًا معتدلا منتجًا لا يعرفون طريقا نحو التشدد و الإفراط و التفريط .
فيا معلِّمًا ، ويا معلمةً ، ويا أستاذا بالجامعة ويا أستاذة , إرحموا أولادنا و إتقوا الله فينا وفيهم ؛ فالغشُّ ضياعٌ لتلاميذك ، ومجلبةٌ للنقمة عليك ، ومحق للبركة من رزقك !
وسوم: العدد 802