تزايد ملحوظ في أعداد المهاجرين الأفارقة الوافدين من جنوب الصحراء على عاصمة المغرب الشرقي
يغري موقع مدينة وجدة الجغرافي والقريب من مدينة مليلية المحتلة المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء بالحلول بها استعدادا للعبور إلى الضفة الأوروبية عبر إسبانيا . وتلاحظ ساكنة مدينة وجدة يوميا التزايد الملحوظ في أعداد هؤلاء المهاجرين ،والذين يتمركزون في بعض الأحياء الشعبية التي يسهل عليهم فيها استئجار منازل . وتفد بين الحين والآخر أعداد من هؤلاء المهاجرين الأفارقة على تلك الأحياء وهم في أسوأ حال بعد سفر طويل من بلدانهم وبثياب رثة يتقدمهم سائق ربما يكون من المتاجرين بالمهاجرين، لكنهم بعد وصولهم يغيرون من هندامهم للظهور بمظهر يموه على الحالة التي وصلوا عليها أول مرة ، وربما للظهور بمظهر المقيمين إقامة شرعية في المدينة ، ومعظمهم يحمل هواتف خلوية من آخر طراز ، ويرتدي ملابس من آخر موضة الشيء الذي يطرح أسئلة عن مصدر تمويلهم .
وبعيدا عن أي اتهام بالعنصرية ضد هؤلاء أو المزايدة على أحد في ذلك فإنه من حق ساكنة المدينة أن تقلق بخصوص ظاهرة التزايد الملحوظ في توافد المهاجرين الأفارقة ، ومن حقها أن تسائل الجهات المسؤولة عن الإجراءات المعتمدة لضبط هذه الهجرة التي تتوجس منها بلدان القارة العجوز بالرغم من إمكانياتها التي لا يتوفر عليها وطننا .
فهل كل من يفد على عاصمة المغرب الشرقي من هؤلاء المهاجرين في وضعية قانونية ؟ وهل يتم وصولهم إليها بعلم المسؤولين وتحت أعينهم ؟ ، وهل تخضع المنافذ التي يصلون منها إلى الرقابة المطلوبة ؟
هذه الأسئلة وغيرها مما يتعلق بالهجرة الإفريقية من حق ساكنة مدينة وجدة أن تطرحها خصوصا على الذين يمثلونها ، ليسائلوا بدورهم من يهمهم الأمر على أعلى المستويات .
ولا يخفى ما يصاحب الهجرة من ظواهر سلبية لا حاجة لسردها الآن ، لهذا من حق ساكنة عاصمة المغرب الشرقي ومن حولها أن ترتاب بخصوص ازدياد وتيرة هجرة مهاجري جنوب الصحراء .
ومن حق هذه الساكنة أيضا أن تكون على علم بعدد المهاجرين الأفارقة الذين يوجدون بين ظهرانيها ، وكم عدد الذين سويت وضعياتهم ؟ وكم عدد من لم تسو وضعياتهم ؟ وهل يتعلق الأمر بتوطينهم وإدماجهم أم أن مدينتهم مجرد معبر نحو أوروبا ؟علما بأن مدن عبور المهاجرين الأفارقة بحكم وضعياتهم غير المستقرة ، وقد تصدر عنهم تصرفات في غير صالح ساكناتها إضافة إلى انتشار ظاهرة الاتجار بالبشر التي تزاولها شبكات أو عصابات من يرتزقون بتهجيرالمهاجرين.
وإذا كانت الدول الأوروبية قد زادت من احتياطها لمنع هجرة دول جنوب الصحراء إليها ، فعلى بلادنا أيضا أن تحتاط من قضية تحولها إلى معبر هؤلاء شمال المتوسط ، وأن تحسب الحساب الصحيح لذلك قبل أن تستفحل هذه الهجرة مع ازدياد احتياط الدول الأوروبية وتشديد الرقابة على حدودها ،فيتكدس المغرب بأعداد هائلة من المهاجرين الراغبين في العبور إلى الضفة الأوروبية دون أن يتمكنوا من ذلك ، فيصبحوا عالة عليه ، ويواجه بسبب ذلك مشاكل هو في غنى عنها .
ولا يجب أن ننسى أن رغبة المهاجرين الأفارقة نحو أوروبا زادت من رغبة أبنائنا أيضا في الهجرة لأنهم وبسبب انسداد الآفاق المعيشية، يرون أنهم أولى من المهاجرين الأفارقة بالهجرة إلى أوروبا ، وهو ما يعرض الكثير منهم لأخطار عبور المتوسط على متن قوارب الموت، فضلا عن ابتزازهم من طرف شبكات التهريب.
وفي الأخير نأمل أن يسلط الإعلام عندنا في عاصمة المغرب الشرقي الضوء على تزايد أعداد المهاجرين الأفارقة ، وأن تعقد من أجل تدارس هذه الظاهرة ندوات ولقاءات للتحسيس باستفحالها ، وما يترتب عنها من تداعيات ، ولحمل الجهات المسؤرولة على معالجتها مع إشعار الساكنة بما يطمئنها ، ويحد من توجساتها قبل أن يقع ما لا تحمد عقباه لا قدر الله .
وسوم: العدد 804