تمايزوا يرحمنا ويرحمكم الله

بألم أقولها، ولعل صراحتي قد تؤلم البعض وقد تشفي وجع آخرين، ولكن تراجع قامات الأمة عن أداء دورها في قيادة العمل الاجتماعي والثوري والإسلامي، هو من رفع الغث على السمين، و السراب على الحقيقة.

نعم وبألم، نحن من صنعنا من الفراغ قامة تتحدث باسم الأمة، ونخبة تتسيد على الأقلام الرائدة الراشدة، ولم ندقق يوما بلغة السوق التي باتت تعلو خطابهم على خطاب لغة الفكر والحضارة والأدب.

حتى أهان البعض مقام القلم في محبرة الكرام، وانطلقت سهام الاتهام من أقواس اللئام، فمن لايفقه علوم السياسة ومداراة الأحداث، وقيمة حقن الدماء على منجزات عاطفية هامشية تطير كعطر مزور ما فتء صاحبه بنفخه حتى كشفت الشمس زيفه وتبخره. 

ولطالما آمنت في خلدي.. أنه حينما يستسلم المرء لليأس، وتتيه به بوصلة العمل، ويمتهن تصنيف الناس هذا ثائر.. وهذا عميل، وهذا مؤمن تقي.. وذاك منافق دَعيْ.

حينها أعلم دون جَزْمٍ أنه قد ران على قلبه، والعُجْب والغرور تملكت روحه، وهنا أمسك فنجان قهوتي مطمئنا بأنه بدأ مرحلة اللاعودة، وانطلق نحو منحدر السقوط.. فبدأ يسقط ويسقط ويسقط رويدا رويدا.. حتى إذا اصطدم في القاع.. لعن الأمة والمجتمع.. ولم يعلم بعْدُ أنه في بئر الظلمات الذي لا ضوء فيه.

ومن هنا أناشد القامات الكريمة، أعيدوا قراءة المشهد من جديد، و تأملوا كحال حذيفة بن اليمان يوم الخندق من بجواره، ورصوا الصفوف، ونقوها من الخبث، فلعل من معنا هم سبب تأخير النصر، فرفقا بالأمة وأوجاع اليتامى والأرامل والحالمين بأنكم ستعيدون الأمة لعهدها الذهبي، فقد خرجوا ثائرين عبر نداءاتكم، وتتحملون مسؤولية مجريات الأحداث بتغير خطابكم، وتبدل الرؤى وتيه الاستراتيجية عن عالم الحقيقة .

اللهم عافنا واعف عنا.. وارض عنا ولا تفتنا.. وثبتنا على الحق والإيمان والمحجة البيضاء، وتحسن خاتمتنا وعاقبة أمورنا، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

وسوم: العدد 807