طريق النصر .. في سورية
يسأل أحدهم عن الحل لوضع أمتنا المهلهل .. المزري .. المهين .. الذي لا يخفى على أحد ..
الحل في منتهى البساطة .. لأولي العزم من البشر ..
1- إعادة قراءة كتاب الله تعالى الذي أرسله الله للهداية .. والرشاد .. وبناء الحياة بكل جوانبها .. وفروعها.. وإداراتها .. ووزاراتها .. وأجهزتها .. على أسسه المتينة .. القويمة :
( ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ) ..
( وَلَقَدۡ جِئۡنَٰهُم بِكِتَٰبٖ فَصَّلۡنَٰهُ عَلَىٰ عِلۡمٍ هُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ ) ..
مع قراءة تفسير القرآن .. وأعظم كتاب ظهر حتى الآن ..
هو ..
( في ظلال القرآن ) للشهيد سيد قطب .. رحمه الله .. باستثناء بعض التفاسير الخاصة بالأحكام .. وعلوم القرأن .. والتي تهم المختصين ..
ولا مانع من الاطلاع عليها .. إضافة إلى الكتاب الأول ..
ولماذا ظلال القرآن ؟؟؟..
لأنه الكتاب الوحيد .. الذي كتبه مؤلفه بمداد من دمه .. وراء القضبان .. وفي ظلمات السجن ..
ثم قدم روحه قربانا .. لكلمته الحرة الجريئة .. وصدق الله في كتابته ..
وما أعلم أحدا في الأولين .. ولا الآخرين قد فعل ذلك .. وطبق عمليا الكلمات التي صاغها قبل استشهاده ..
( إن كلماتنا تظل عرائس من الشمع، حتى إذا متنا في سبيلها .. دبت فيها الروح .. و كُتبت لها الحياة ) ..
وهو الوحيد بين المفسرين والمفكرين .. الذي رسم منهجا للحياة القرآنية الصحيحة .. الخالصة .. الصافية من شوائب البدع .. والإضافات .. والخزعبلات .. وأعطى تصورا واضحا .. عن الله والكون والإنسان والحياة .. وخط للناس معالم الطريق الصحيح .. الذي يجب عليهم أن يسيروا فيه ..
2- تنفيذ .. وتطبيق كلمات القرآن .. في الفرد والأسرة والمجتمع .. وتكوين جماعة مسلمة .. تتفاعل مع القرآن .. وتتحلى بأخلاقه وصفاته .. مقتدية بالرسول صلى الله عليه وسلم .. الذي كان خلقه القرآن .. وكان كل صحابي .. ما هو إلا قرآنا يمشي على الأرض ..
وهكذا يجب على كل من يريد .. ويتوق إلى النصر .. ويتشوق إلى العزة والكرامة .. والحياة الحرة .. أن يتمثل القرآن في واقع حياته .. عملا وتطبيقا .. وسلوكا .. وليس مجرد نطرية .. أو فرضية .. يتباهى فيها .. ويتفاخر بها أمام العالمين ...
كما أنها ليست صلاة أو صياما أو حجا .. مقطوعة الصلة عن المعاملة مع الناس .. بالصدق والاستقامة!!!
وإنما هذا .. وذاك .. وذاك ..
حياة كاملة شاملة .. مصبوغة بالقرآن .. كما قال تعالى :
( صِبۡغَةَ ٱللَّهِ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبۡغَةٗۖ وَنَحۡنُ لَهُۥ عَٰبِدُونَ ) ..
3- دراسة السيرة النبوية العطرة .. والعمل على اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم .. في كل خطواته .. دون زيادة ولا نقصان .. واضعا نصب عينيك قول الله تعالى :
( قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ) ..
4- تنمية الشعور بالعزة بالله وحده .. وعدم الاهتمام بما يقوله البشر .. مدحا أو قدحا .. والاستعلاء عليهم ..
وترديد هذا الشعر العظيم ..
( إذا صح منك الود فالكل هين ********* وكل الذي فوق التراب تراب ) ..
5- وتغذية الشعور بالقوة بالله .. والترفع على الحكام الجبابرة .. الظلمة الفجرة .. وعلى كل جبار عتيد .. مناع للخير .. معتد أثيم .. مع التواضع الشديد .. والمعاملة اللينة .. الرفيقة للمؤمنين .. والتحلي بصفات الرسول صلى الله عليه وسلم .. وصحابته الكرام التي وصفها الله تعالى :
( مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعٗا سُجَّدٗا يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗاۖ سِيمَاهُمۡ فِي وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ) ..
6- بث روح الجهاد .. والفداء .. والتضحية .. والموت في سبيل الله ..
الجهاد طريقنا .. والموت في سبيل الله أسمى أمانينا ..
7- تحريض المؤمنين على القتال في سبيل الله .. لتحرير الأوطان من المحتلين .. المعتدين .. والتواصل مع الشباب .. وخاصة أبناء الشهداء .. أو أقاربهم .. وحثهم .. وحضهم على الثأر لشهدائهم .. والانتقام من قاتليهم ..
8- صم الآذان عن الاستماع إلى ما يردده أعداء الله .. في كل ساعة من ليل ونهار .. على أن الجهاد .. إرهاب .. وتطرف .. وتشدد .. وعدم المبالاة بإعلامهم الخبيث .. الذي لن يتوقف عن بث روح الهزيمة .. والاستسلام .. في نفوس المسلمين .. وتشويه الإسلام .. ووصمه بكل القبائح !!!
9- تشكيل خلايا .. وسرايا جهادية .. مع أسلحة خفيفة .. والانظلاق في حرب عصابات .. تزلزل الأرض تحت أقدام المحتلين .. وتقض مضاجعهم .. ولا تبقي .. ولا تذر لهم أي راحة أو استقرار .. أو أمان .. مع عدم نشرها في الإعلام .. وعدم تبنيها .. ولتبقى مجهولة عند البشر .. معلومة عند الله ..
فإنه ما أضر .. وآذى المقاتلين إلا تبنيهم لها .. قصد السمعة والرياء .. ومنافسة الآخرين بالتظاهر بالعمليات العسكرية .. والتسابق إلى تبنيها ..
وسوم: العدد 810