ذكرى ملجأ العامرية
بالأمس ١٣ فبراير
كانت ذكرى احد اكبر و ابشع المجازر البشرية في تاريخ الانسانية
مجزرة بأمر المقبور بوش الاب الذي أودع في حفرة من التراب غابرا غير مأسوف عليه من أشهر غير بعيدة
انها ذكرى ملجأ العامرية اللذي تبخر فيه و في لحظات من وطاة نار عاتية اكثر من ٤٠٠٠ بريئ من الأطفال و النساء و العجز العراقيين نتيجة معلومة استخبارية خاطئة
نرجوا و نتمنى على الله أن يحسبهم في عداد الشهداء.
لكنني لن انسى ما دام فيا نبض حياة.
لقد زرت ملجأ العامرية هذا في أول زيارة لي للعراق الاصيل
وكنت بمعية صديقين عزيزن خطفتهما المنية منذ سنوات و هما
- المناضل الحقوقي ووزير الصحة الفرنسي السابق ليون شواتزنبرغ
رجل صادق و مناضل حقيقي دافع بكل شراسة عن حقوق الضعفاء و المهاجرين الغير قانونيين حتى آخر رمق في حياته
سوف اكتب عنه مطولا اذا سمح لي ربي ذلك
لانني أتكلم من موقع شاهد على ما قدمه للانسانية بصرف النظر عن الدين و العرق و الانتماء
وكان معنا المرحوم بإذن الله، بن قرية بئر صالح قرب اللحم اخي و صديقي :
- العجمي التومي
صاحب الكرم و الجود و القلب الكبير رغم اختلافنا المزمن في الآليات و الطرق و ليس في الأهداف
كان نبيل المسعى و جوادا كريما لم يدخر وقته و لا ماله في صالح الآخرين.
دخلنا الملجأ وكانت الصدمة اللتي احدثت في كياننا شرخا عميقا لا ينسى
شرخا أحدثه هول المشهد من وحشية غير سابقة في تاريخ البشرية
اكبر جرم حرب قطعا منذ نزول آدم إلى الارض
آلاف البشر من أطفال و شيوخ و نساء
تبخروا
قنبلة تحدث حرا يفوق ال 4000 درجة
نعم تبخروا بالمعنى الحسي للكلمة و ليس مجازا
رأينا جلودا ملتصقة بالحائط حيث ذاب اللحم و العظم و ولم تبقى الا مُقل عيون آدمية مرشقة بالسقف و الجدران
يومها رأيت البروفيسور ليون يبكي بحرقة و زفيىر
وطلب الخروج لانه لم يبقى يحتمل المشهد
وكان له ذلك
وكنا كلنا نبكي من هول ما شهدنا
أمر لا و لن أنساه
جريمة داعشيىة بالعراق قام بها الامريكان مع آلاف الجرائم الحربية الأخرى بدون رحمة و لا شفقة
وبعد ذلك ياتون الإعلام يتباكون و ينددون بوحشية العرب و المسلمين.
الذاكرة العربية المسلمة تبلدت إلى حد اننا نسينا جرائم العدو الشيعة و صرنا نقاتل بعضنا البعض و نتبادل التهم جزافا
لا بل وصرنا ندافع عن أمريكا "الضحية المجرمة"
يا للهول
لكن الله يمهل المجرمين و اعضادهم من بني جلدتنا و لا يهمل
لقد قال لي المرحوم بإذن الله، شوارتزنبارغ:
لقد شاركت في الحرب العالمية الثانية كمقاوم يهودي للدفاع عن بني جلدتي
ورأيت اهوالا ما كنت اعتقد ان ارى أعظم منها اليوم
وعلى الرغم من ذلك لم افقد أملي في الإنسانية لأنها قادرة على الإبداع
وسوم: العدد 812