الشقيقين المقدسيين أمير ومنير الزغير

أحرار:

أحبا الوطن وقدما له.. فكان مصيرهما السجن..

أخوين زرع فيهما الأب والعائلة روح الانتماء وتقديم الغالي فداءً للأرض والوطن... لكن لذلك كله ضريبة تدفع، وكانت الضريبة التي دفعها الشقيقين أشرف وأمير منير زغير من مدينة القدس هي الاعتقال، وعلى الرغم من ذلك فإنهما يواصلان عطاءهما وعونهما لإخوانهم الأسرى في داخل السجون.

قصة الاعتقال الأولى والتي بدأها (أبو أشرف) والد الأسيرين لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، كانت مع ابنه البكر أشرف 34 عاماً، والذي اعتقل بتاريخ: 16/10/2002، من منطقة بير نبالا في القدس المحتلة.

أشرف.. وكما قال والده، كان أحد الجنود المجهولين المجندين للدفاع عن ثرى القدس من اليهود الغاصبين، وكانت التهمة التي وجهها له الاحتلال هي نقل استشهاديين للأراضي الفلسطينية المحتلة وللقدس، لذا حكم الاحتلال عليه بالسجن 6 مؤبدات بعد أن مكث في تحقيق المسكوبية أربعة أشهر متواصلة من التعذيب والتكبيل.

حكم المؤبد لم يحن أشرف ولا العائلة التي أكدت بأن في فلسطين ثمن يجب أن يدفع حتى تتحرر الأرض، وإن عائلته كانت وعلى الدوام فخورة به وبعمله الجهادي الذي أدى به للأسر والاعتقال، في الوقت الذي لم يعني حكم السجن المؤبد لأشرف الكثير، لأنه احتسب تلك العذابات في سبيل الوطن.

ويضيف أبو أشرف:" كنت دائماً أقول لأشرف متى سنفرح بك يا ابني وتتزوج؟؟، فيرد علي قائلاً:" ليس الآن يا أبي"، فكان على الدوام منشغلاً بهموم القضية ومنشغلاً بالجهاد ومقاومة الاحتلال بسرية تامة وكتمان كبير".

وكان الأسير أشرف زغير يساعد إخوانه المقاومين والاستشهاديين ويرسم لهم الطرق، ويدلهم على المناطق بدقة متناهية حتى يتم كل شيء بنجاح.

والآن.. الأسير أشرف زغير الذي يقبع في سجن ريمون، أنهى وكما ذكر والده حفظ القرآن الكريم، ودرس أصول الفقه والخطابة، كما انتسب وخلال اعتقاله بالجامعة العبرية المفتوحة وحصل منها على البكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصاد، وهو حالياً يقوم بتدريس طلاب التوجيهي في السجن.

أما الأسير الآخر من عائلة أبو أشرف زغير، فهو أمير (27) عاماً، والذي اعتقله الاحتلال في 28 رمضان من العام 2012 من سيارته على أحد الحواجز العسكرية كما ذكر والده.

وأمير الأب لطفلين( قيس وسارة) والذي أنهى دراسة تخصص العلوم المالية والمصرفية وكان يتدرب في مدينة رام الله، اعتقل بدافع تقديم المساعدة للمصلين وللقادمين من قرى ومدن أخرى للمسجد الأقصى في شهر رمضان، وقيامه بتنظيم المشاركين والمتواجدين في ساحات المسجد الأقصى، وحكم الاحتلال عليه بالسجن مدة عامين.

وأمير وكما ذكر والده لأحرار، كان قد اعتقل في عام 2001 وحكم بالسجن 10 أشهر، كما اعتقل مرة ثانية وبعد الإفراج عنه بسبعة أشهر وحكم عليه بالسجن خمسة أعوام.

ويقول مدير مركز أحرار فؤاد الخفش إن الأسير أمير و أشرف يقبعان في سجن ريمون، لكن ما تبقى لأمير علىتحرره هي أشهر فقط، بينما يترك أخاه في الأسر (أشرف) الذي يقضي حكم المؤبدات، لعل الفرج له يكون قريباً ويتحرر من براثن السجن.