مطلب كل العرب - الجزء الثاني
لنَمْنَحَ الدليل لمن يريد أن يفهم أكثر عنَّا، أننا لا نَقِل كفاءةً ولا فطنةً ولا ذكاءً ولا عِلْماًً ولا تجربةً عَن غيرنا ، لنجعلهم هذه المرة يتساءلون بجدية وصدق مََن عنهم تمسكنا مرغمين بما أخرنا ، وليتزودوا مِن معين أجوبتنا ، أن الإنسان ككيان هو نفسه أينما كان بفارق أن مثله في "كندا" يحيا في أمان عكس ديارتا ، وفي "السويد" أروع ما سيكون انطلاقا من كان نائيا وبمسافة لاتُقْطَع بيسر عن ضعف مقامنا ، وفي "المانيا "لا يزداد عبثاُ بل رقماً روحياً يتطور حيال تقهقرحالنا ، وفي "نيوزيلاندا" متمتعا بالهواء والماء العذب والمالح وانارة القمر وقرب السماء خلافاً لما عهدناه عندنا ، وفي "اوستراليا" له الفضاء الرحب والانطلاق السمح والتكيف المباح مع مختلف سبل النجاح في خلاف وطيد مهما كانت في الأقصى تطلعاتنا .
نحن لن نكتفي بين أوطاننا العربية بالتحاليل الرسمية والمقارنات الجوفاء من خلال الحوارات التائهة مع سياسات تتشدق بها بعض الأحزاب والنقابات وثرثرة بعض الندوات بل نرافق خلال مسيرنا ، الأعتماد على أنفستنا ، كمجموعة عاهدت عصرها أن تُقَوِّمَ الاعوجاج لتدارك الفرق المهول بين تلك الدول المذكورة الموزعة على القارات الثلاث ودولنا ، المحدَّدة في كل القواميس اللغوية بالعرب المنتشرين بفوائد وقيم متفاوتة الأهمية قياسا على الدرجة الثانية من المغرب إلى البحرين متكبدين كل الخسائر المادية والمعنوية بدءا مما تحياه فلسطين إلى حاضرنا ، لذا الاونة الحسم حلَّت تنبهنا ، أن القويَّ سيِّدُ المستقبل مهما حاولنا ، والخارج عن التكثل (عمود الموقف المؤثر) الآني ضائع حتى عن سؤال قد يلقيه متأخراً على أقْدَرِ خبرائنا أكانوا في مصر أو السودان او الامارات أو الجزائر داخل منظمتنا "المنظمة العالمية لحقوق العرب" (في طريق التأسيس).
تمنينا على امتداد السبعة عقود أن تتحسَّن ما انتسبنا إليها كأمة وما جعلناه أبا عن جد وطناً من أوطانها تربينا فيه على القبول بالصمت حيثما الكبار تكلموا والصبر على المكروه وما ملكنا غيره مهما اولياء الأمور غابوا أو حضروا أو لمعجزة حصلت فتبدلوا.. تمنينا أن نعايش زمنا خلاف زماننا ، وعصرا غير عصرنا ، وانسانية اكثر استحقاقا لانسانيتنا ، لنبدوا بالفعل بشرا وليس فقط حيوانات ناطقة ترعى أعشاب ضيعات لها أصحابها بالميرات أو الاستحواد بالسيطرة البشغة أو النهب الواضح على امتداد رقعة جغرافية تمتد من السودان إلى اليمن فسلطنة عمان بعدها مملكة البحرين وصولا للمملكة المغربية .
وسوم: العدد 814