من سيستلم الملف السوري في الإدارة الأمريكية

عبد الرحمن السراج

من سيستلم الملف السوري في الإدارة الأمريكية

عبد الرحمن السراج

مسار للتقارير والدراسات - 1 آذار 2014

بغض النظر عن الشخص الذي ستختاره الإدارة الأمريكية لشغل المنصب الجديد، إلا أن المؤكد أنه سيأتي بأجندة جديدة، لا يشترط أن تكون لصالح الثوار أو نظام الأسد، إلا أنها مختلفة عن أجندة فورد اختلافَ علاقات المسؤول الجديد بالمعارضة عن علاقات سابقه

أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي يوم الجمعة 28 شباط أن القائم بأعمال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى لورنس (لاري) سيلفرمان سيكون مسؤولا عن الملف السوري بشكل مؤقت، بديلا عن روبرت فورد.

وقالت ساكي إن قيادة فورد "الاستثنائية وجهت سلوكنا مع أصعب تحديات السياسة الخارجية في المنطقة"، مضيفة أن الوزارة ستعلن "قريبا عن البديل الدائم".

وفي الوقت الذي تربط فيه تحليلاتٌ قدراتِ فورد الدبلوماسية بالدفع نحو تشكيل الائتلاف ومشاركة المعارضة السورية في مؤتمر جنيف2 إلى غير ذلك من "النجاحات الدبلوماسية"، فإن هذه الإجراءات لا تؤثر في الحقيقة على واقع ما يجري في سوريا؛ حيث لم تتوقف مؤشرات الأزمة عن الصعود؛ من استعصاء سياسي وكارثة إنسانية بمختلف صورها.

سيلفرمان في مسار آخر

عمل لورنس سيلفرمان في بعثات الولايات المتحدة في كل من الأردن وسوريا والقنصلية الأمريكية في القدس، وكان مستشارا خاصا لمساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى وليام بيرنز، كما ساهم في تأسيس الرباعية للسلام في الشرق الأوسط، واضطلع بمهمة الاتصال بين الولايات المتحدة والوفد الأردني - الفلسطيني في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، وبين الولايات المتحدة والوفد الإسرائيلي في محادثات واي ريفر عام 1998.

في إطار ما وصفته بعض التقارير الغربية حينها بإعادة انفتاح أمريكي على نظام الأسد، أوفدت الولايات المتحدة في 31 أيار 2013 سيلفرمان إلى العاصمة الإسبانية مدريد، للقاء وفد من نظام الأسد يضم رجال دين أرثوذوكس. وخلال اللقاء، هاجم الوفد الثورة واصفا إياها بالثورة السنية كما مدح الأسد لحمايته الأقليات حينها علق سيلفرمان بأن هذا يوافق رأي الروس. كما أوصل الوفد رسالة إلى الولايات المتحدة مفادُها أن هناك تصعيدا قادما في الهجمات العسكرية ضد الثوار.

وبعد أن كشفت وسائل إعلام زيارة سيلفرمان إلى إسبانيا، ظهرت تساؤلات حول سبب إيفاده دون روبرت فورد الذي أمضى عامين سفيرا للولايات المتحدة في سوريا. رأى حينها محللون أن غياب فورد قد يكون مؤشرا على أن موقف واشنطن تجاه سوريا بدأ بالتغير.

في الواقع، جاء اختيار سيلفرمان موفدا إلى مدريد بسبب لقاءات فورد المتكررة بالثوار السوريين وتعهده بدعمهم في مناسبات عديدة، والذي وصل إلى درجة مطالبته الصريحة في شهادة أمام الكونغرس بدعم أمريكي إغاثي وعسكري للثوار. وعلى هذا فإن موقفه متناقض مع المهمة التي أوفد إليها سيلفرمان في مدريد، بالنظر إلى أن الزيارة بحدّ ذاتها تأتي في إطار مسار سياسي جديد.

روبنستاين المرشح الأبرز

في الأثناء، صرح مسؤولون في الإدارة الأمريكية لموقع "المونيتور Al-Monitor" بأن الدبلوماسي الأمريكي دانييل روبنستاين سيكون الخليفة الدائم لفورد. وأوردت صحيفة الحياة اللندنية أنه بالرغم من كون روبنستاين المرشح الأبرز، إلا أن هناك أسماء أخرى قيد التداول كالسفير الأمريكي لدى تركيا فرانسيس ريكاردوني.

روبنستاين دبلوماسي أمريكي يهودي، يُعرف بين زملائه بأنّه "مُستعربٌ مرموق"، ويشغل الآن منصب النائب الرئيسي لمساعد وزير الخارجية الأمريكي في مكتب الاستخبارات والبحوث في وزارة الخارجية (INR). وهو موظف عريق في الخدمة الخارجية برتبة مستشار وزير.

كان روبنستاين سابقا نائبا لرئيس البعثة في السفارة الأمريكية في الأردن 2005 - 2008، وقنصلا أمريكيا عاما في القدس 2009 - 2012. كما شغل منصب رئيس وحدة المراقبة المدنية في "القوات متعددة الجنسيات والمراقبين (MFO)" في سيناء بمصر. وقد خدم سابقا في البعثات الأمريكية بدمشق وتونس وتل أبيب وبرازيليا ولواندا وفي سلطة التحالف المؤقتة ببغداد.

يجيد روبنستاين اللغات العربية والعبرية والبرتغالية، وقد تلقى جائزة سينكلير للغة من رابطة الخدمة الخارجية الأمريكية، وجائزة هيربرت سالزمان للتميّز في الأداء الاقتصادي الدولي، وعددا من جوائز الشرف للتفوق والاستحقاق. وهو خريج من جامعة كاليفورنيا في بيركلي.

ولا تزال الإدارة الأمريكية تدرس المنصب بحد ذاته، فقد أوردت صحيفة الحياة أن هناك إمكانية لتغيير المنصب من سفير في دمشق إلى منسق للملف السوري، أو إضافة مقعد آخر بوصفه مبعوثا للمعارضة.

بغض النظر عن الشخص الذي ستختاره الإدارة الأمريكية لشغل المنصب الجديد، إلا أن المؤكد أنه سيأتي بأجندة جديدة، لا يشترط أن تكون لصالح الثوار أو نظام الأسد، إلا أنها مختلفة عن أجندة فورد اختلافَ علاقات المسؤول الجديد بالمعارضة عن علاقات سابقه.