الشام شامنا وليست شام باب الحارة
طبيب سعودي يعمل في مستشفى بالرياض يتحدث غن قصة حدثت معه فيقول؟؟!!
جاءت الدورية بشاب سوري مغمى عليه وأدخل قسم الطواريء وأجرينا له إسعافات أولية وحالته استقرت وتم تحويله لغرفة لأنه ما زال مغمى عليه حيث يحتاج لمراقبة ليومين ولعلاج مكثف..
المهم أدخلت يدي في جيب الشاب وأخرجت محفظته لابلاغ اهله فلم أجد اي رقم لهاتف اتصل به؛
وبقيت جالساً حتى يفيق، وطال الإنتظار من الظهر للعصر،
وحين صحى تفاجأ أنه في المستشفى وحوله الطاقم الطبي!
المهم طمأنته أنه بخير وأحضرت له ماء فشرب وأخبرته أنه تم العثور عليه مصاباً بالشارع وأحضرته الدورية..
فقلت له يلزمك علاج لا نستطيع جابه لك ولم نجد معك سوى ٢٠ ريال فقط بالمحفظة،
فقال نعم صحيح لا أملك غيرها في جيبي فقلت له علاجك يتكلف ٤٠٠ ريال، فهل تعرف أحد بالرياض؟
قال لا أعرف أحد. لكن أين روشتة العلاج؟ فقلت له هذه الروشتة! أمسكها بيده ونظر إليها وأعطاها للممرض وقال له بثقة:
( أخرج خارج المشفى لالشارع وأي سوري أو شامي تلاقيه أعطه إياها وقل له أخوك سوري مريض ومقطوع هنا بالمشفى ويقول لك إصرف له الروشتة) فأصابنا جميعنا الذهول؟!
وبعدها أصابني الفضول
فقلت سأفعل مثل ما قال.. فأخذت الروشتة وخرجت للشارع أراقب المارة وبعد عدة دقائق رأيت شخصين قادمين لزيارة صديق لهم بالمشفى! لهجتهم سورية شامية فأوقفتهم وقلت لهم مثل ما قال لي المريض؟!
فاستلموا مني الروشتة وسألوني عن رقم غرفته وانصرفوا.. فأصابني الشك انهم لن يعودوا وسيمزقون الورقة ..فعدت وجلست بجانب المريض وهو نائم ورويت لزملائي الموقف فضحكوا لأنهم لم يصدقوا ماحصل، وأثناء ضحكنا أتى الرجل ومعه العلاج كاملاً وبعده أتى الآخر محمّلاً بأكياس العصير والفواكه!
ذهلت من الموقف ولم أصدق؟!
المهم جلسوا معه وصحوه وأقعدوه وصاروا يضحكوا بوجهه ويطمئنوه أنه بخير وسوف يتعافى ويخرج بخير ويعطونه العصير والفواكه في فمه وجلسوا عنده قرابة الساعة، ولما أرادوا الذهاب رفعوا الوسادة ووضعوا شيئاً تحتها وأنا أراقب تحركاتهم،
ولما انصرفوا والمريض نائم، أدخلت يدي تحت راْسه ووجدت ٢٠٠٠ ريال.
والله بكيت وشعرت بنفسي اني ما أنا بإنسان ..
كان بإمكاني أعمل كل إللي عملوه وزيادة لكني لم أجرؤ ولا فكرت بذلك!!
يا سبحان الله ...
هل نحن بشر مثل هؤلاء النشامى في الشام ؟!
هل مازال السوري يستطيع مساعدة الغريب في الوقت الذي أهله في الشام في أشد الحاجة للمساعدة ؟!
اللهم احفظ الشام وأهل الشام وبلاد الشام ...
وسوم: العدد 830