الصين غير قادرة وغير راغبة في مواجهة أمريكا ....الان

في ١٥ مايو الماضي، أضافت الولايات المتّحدة شركة «هواوي» الصينية إلى قائمة كيانات الأمن والسلامة، التابعة لوزارة التجارة الأميركية وذلك بناءً على أمر تنفيذي من الرئيس دونالد ترامب يحظر بموجبه «هواوي» رسمياً من شبكات الاتصالات الأميركية. 

جوهر الشق الاقتصادي يكمن في أنّ الشركة الصينية تطوّر تقنية شبكات الاتصال من الجيل الخامس (5 جي) التي تتيح سرعات خرافية للمستخدمين وهي متقدّمة على جميع المنافسين حول العالم بما في ذلك المنافسين داخل الولايات المتّحدة بسبب الدعم الحكومي للشركة الصينية وغياب الحرية الاقتصادية والتنافسية داخل البلاد مقارنة بالتنافس الشديد بين الشركات الأجنبية داخل بلدانها. 

تقنية الـ(5 جي) سترسم شكل المستقبل الرقمي العالمي، ومن سيسطر عليها سيتاح له ان يسيطر على جدول أعمالها ومخرجاتها والبنية التحيّة المتعلّقة بها إضافة الى كل ما يرتبط بها من تكنولوجيا وإلكترونيات. من المنتظر أن تغير هذه التقنية شبكة الإنترنت بشكل جذري وكذلك الامر بالنسبة الى عدد من المجالات المتعلقة بالتجارة والصناعة والطب والاقتصاد والمال، وأن تولّد هذه التقنية حوالي 12.3 تريليون دولار في عام 2035 في الاقتصاد العالمي. اذا ما نجحت الصين في فرض نفسها في هذا الميدان، فستتسيّده من دون شك. 

وعلى الرغم من انّ القرار جاء في سياق ما يوصف بالحرب التجارية الباردة بين الولايات المتّحدة والصين، إلاّ أنّ آخرين يعتقدون أنّ المخاوف الامنيّة المتعلقة بهذا الموضوع لا تقل أهمّية كذلك عن الشق الاقتصادي. من وجهة النظر الاميركية، سبق للصين أن قامت بعمليات تجسس صناعي واسعة النطاق خلال العقدين الماضيين، كما استفادت من الأزمة المالية العالمية التي ضربت العالم العقد الماضي لشراء أصول ومصانع أميركية في مجالات حسّاسة للغاية، الأمر الذي دفع المشرّعين حينها الى وضع حظر على بيع القطاعات الأهم في البلاد الى الصين. 

وفيما يتعلق بشركة هواوي تحديداً، فان واشنطن كانت قد أبدت قلقاً حيال أنشطتها منذ فترة طويلة وذلك بسبب مخاوف تتعلق بإمكانية استغلال الحكومة الصينية -بعلم وتعاون الشركة أو من دون علمها- أجهزة الاتصالات الخاصة بها والبنية التحتيّة للقيام بعمليات تجسس وقرصنة واسعة النطاق سيما وأنّ الشركة باتت تتوسّع بشكل سريع على النطاق العالمي ويشمل ذلك الدول الغربية أيضاً..

وسوم: العدد 832