من الصف
جلب انتباهي طالب يتكلم العربية والكردية وطبعا الفارسية.
أما العربية فأمرها ليس غريبا حيث المحمرة منطقة عربية؛ والفارسية يتعلمها الطلاب في مرحلة الابتدائية نسبيا ذلك لأن الدروس تلقى بها؛ ولكن أن تجمع بين العربية والكردية وأنت تقطن في الأهواز، فهذا ما يثير الانتباه!
ولا يخفى عليكم أن ثلة من الأكراد هاجروا إلى المحمرة في عهد البهلوي محمد رضا وعملوا في مينائها ومكث معظمهم فيها إلى يومنا هذا.
استفسرت من الطالب كيف تعلم الكردية والعربية؛ فقال إن أباه عربي وأمه كردية.
ولم ينجرف الرجل أمام لغة زوجته الكردية كما انجرف الكثيرون الذين تزوجوا غير عربيات وذابوا في ثقافة الغير كما يذوب فص الملح في النهر، بل تدارك الأمر، فاحتفظ بلغته وعلمها أبناءه؛ ومن سعة أفقه سمح للزوجة أن تكلم أبناءها بلغتها الكردية؛ فتعلم الأبناء العربية من الأب، والكردية من الأم، والفارسية في المدرسة.
وصيت أبا الفضل ويبدو أن والدته سمته بهذا الاسم، أن يحتفظ بلغاته الثلاث؛ وإن كبر يقترن بزوجة من ذوي والده؛ ذلك ليتفادى الأضرار التي قد تنتج لاحقا فتؤدي إلى ضياعه وضياع أولاده. وهل هناك ضرر أعظم من أن تخسر لغتك العربية؟!
ومن يعلم لربما أبو الفضل ليس بقوة والده فتتيه منه زمام الأمور فيضيع ضياعا بعيدا!
وسوم: العدد 843