أزمة تشكيل حكومة في إسرائيل لن تحل بانتخابات ثالثة ..!
ازمة كبيرة في اسرائيل لم تسجل منذ قيام هذا الكيان الغاصب , انها ازمة سلطة بات الكل يسعي ورائها دون ان ينالها بسبب بيروقراطية الكتل الحزبية ,نتنياهو يريد ان يبقي الحاكم الوحيد باسرئيل بل وامبراطور اسرائيل الجديد ويريد ان تعمل كل الاحزاب حسب اهوائه واجنداته , بيني غانتس لا يريد ان يتشارك مع نتنياهو الا اذا تخلي الاخير عن كتلة اليمين التي شكلها , ليبرمان يريد ان يتفق الطرفان علي حكومة ليبرالية وقد ادي دور الوطني الغيور علي اسرائيل وسمعة الديموقراطية فيها وبالتالي هو صاحب المبادرات الوطنية المنقذه . ازمة سلطة بكل المقايس اسبابها التطرف الاسرائيلي واستئثار اليمين بالحكم وادارة البلاد لابقاء المنطقة متوترة وتمدد الاحتلال من خلال حسم ضم المستوطنات في الضفة وغور الاردن علي اعتبار ان اسرائيل تتهددها تحديات كبيرة تنذر بزولها عن الخارطة . نتنياهو يصور للاسرائيلين ان ايران ستمحوا اسرائيل ان لم يحكم اليمين الاسرائيلي ويبقي هو راس هذا اليمين ,كما ويصور ان الفلسطينيين في غزة والضفة لا يريدوا ان يعيشوا بسلام وهم من يهدد الامن والاستقرار لكل اليهود بالضفة وحواف غزة والقدس , بيني غانتس يتهم نتنياهو بانه غير مكترث بمصلحة اسرائيل ولا مواطنيها وما يهمه هو فقط ذاته لا شيئ اكثر لكن لا يختلف معه في موضوع ايران وغزة وسوريا وهو يؤمن بما يؤمن به نتنياهو ويولي الخطة الامريكية في الشرق الاوسط اهتمام كما نتنياهو والتي باتت الولايات المتحدة تطبق شقها السياسي دون انتظار تشكيل لحكومة في اسرئيل ودون انتظار نتائج الانتخابات الثالثة ان حدثت , الازمة في اسرائيل ليست بسيطة ولا يمكن تفكيك تعقيداتها بسهولة فلن يتمكن الاسرائيلين من تشكيل حكومة ما لا يمينة ولا يسار و وسط ولا حكومة وحدة ولا حكومة اقلية ولا حكومة خبراء طالما بقي نتنياهو يتصدرهذا المشهد في انتخابات جديدة وبقية تركيبة الكتل البرلمانية كما هي .
محاولات لانقاذ اسرائيل من انتخابات ثالثة تجري علي قدم وساق كلها تأتي بصورة مبادرات مرة يقدمها نتنياهو ومرة ليبرمان ومرة رئيس الدولة رؤوفين ريفلين لكن يبدوا ان الامور مستعصية لان العقده باتت في وجود نتنياهو ذاته علي راس المشهد السياسي والذي هو قدم مبادرة لحكومة وحدة وطنية مع ازرق ابيض يتولي هو رئاستها اولا ويقدم استقالته بعد ستة شهور دون ان يوضح الاعلام مغزي الستة شهور التي يريدها نتنياهو للبقاء في الحكم لكن بتقديري انها الفترة التي يريدها لانجاز برامج ما تتعلق بملفات الفلساد التي تقض مضجعه كل ليلة والملف الاخر هو ما يجري الان بوساطة مصر وقطر والامم المتحدة لانهاء ملف غزة وعقد اتفاق تهدئة يمهد الطريق لتسوية شاملة مع حركة حماس .كما وان نتنياهو يريد ان يستثمر هذه الشهور بالاستمرار بضرب قواعد ايران في سوريا والعراق ولبنان ليقول انني اعدت الردع والهدوء معا لاسرائيل , واعتقد ان تولي ابيض ازرق اي بيني غانتس بعد ذلك الحكم لن يطول فسرعان ما يتمكن الليكود من نسف الائتلاف والعودة لانتخابات مبكرة يخطط فيها نتنياهو للعودة للمشهد بقوة . الساعات المقبلة حرجة في اسرائيل فاما ان تولد حكومة وحدة وطنية بمزاج يميني او ان تذهب البلاد الي انتخابات ثالثة لا يحبذها احد لان تنائجها ياضا لن تمنح احد القدرة علي تشكيل حكومة اسرئيلية ذات اغلبية .
الكل بات مقتنعا ان الازمة ليست في نتائج اي انتخابات لكن الازمة في تركيبة الخارطة الحزبية و التكتلات و بالتالي الذهاب الي انتخابات ثالثة قد يتبعها انتخابات رابعة وخامسة ايضا ان بقي نتنياهو هو اللاعب الاكبر في معادلة الكتل الحزبية والمتنفذ الوحيد في كافة السياسات الداخلية والخارجية وخاصة الامن وان لم يتفق الاسرائيلين علي طريقة جديدة يتفادوا فيها اللجوء لهذه الانتخابات من خلال ما يقترحهبعض الساسة مثل ما اقترح ليبرمان لتشكيل حكومة خبراء او ما يقترحة اريه درعي اليمني لاجراء انتخابات مباشرة لرئاسة الوزراء فقط، يتنافس فيها بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، بدون حل الكنيست ويدعم هذه الفكرة رئيس حزب العمل عامير بيرتس أيضا .لكن في هذا الخضم بدا رئيس الدولة اكثر تشاؤما واتهم كل من نتنياهو وبيني غانتس بالجنون وانهما سيأخذان اسرائيل الي الجنون ذاته . مهما احتدمت الصراعات علي الحكم في اسرائيل الا ان نتنياهو لن يتخلي عن قيادة الليكود والذهاب الي انتخابات ثالثة لانه بذلك سيحصل علي مدة الشهور السته التي يريدها ليبقي بعيدا عن قفص الاتهام من ناحية ويحقق مما يريد تحقيقة في الملفات السياسية تكون ورقه رابحة بيده في اي معترك انتخابي قادم, الخلاصة ان انتخابات ثالثة في اسرائيل بدون تغير في الكتل والاحزاب الانتخابية ستأتي بنتائج مقاربة للنتائج انتخابات الجولة الثانية وهذا ما يجعلنا نؤكد ان ازمة اسرائيل اليوم ذاهبة الي مزيد من التعقيد لانها ازمة سلطة لن تحلها انتخابات دون تغيرات دراماتيكية وجذرية في تشكيلات الاحزاب الاسرائيلية بل وتفكيك كتلة اليمين وبالتالي سقوط نتنياهو ودخولة القفص , وخروجه من الحياة السياسية .
وسوم: العدد 854