أشرف مروان عمل جاسوسا مأجورا لإسرائيل فحسب… والكشف عنه كان خيانة
الناصرة ـ «القدس العربي»: على خلفية تقارير وجدالات واسعة حول حقيقة أشرف مروان صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وهل كان جاسوسا لإسرائيل أم عميلا مزدوجا بعلم السلطات المصرية، قال ضابط متقاعد في مخابرات الاحتلال إن مروان كان جاسوسا لها فقط.
ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن الضابط، الذي يستخدم اسم «دوبي»، أن زوج ابنة الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، حاول التواصل مع الملحق العسكري في السفارة الإسرائيلية في لندن قبل أشهر من وفاة عبد الناصر في سبتمبر/ أيلول 1970، لكن لم يتم الرد على رسائله.
وزعم دوبي (86 عاما) أن مروان كان يناصب عبد الناصر مشاعر سلبية، فيما تقول الصحيفة إن تلك المشاعر نمت على خلفية معارضة عبد الناصر لزواج ابنته الصغرى منى من مروان.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن دوبي، الذي قال إنه الحديث الأول له لوسائل الإعلام في هذا الخصوص، إن تجنيد مروان جاء عن طريق الصدفة.
وتابعت نقلا عنه «في لقاء جمع مسؤول الموساد في أوروبا مع الملحق العسكري الإسرائيلي في لندن، عبر الأخير عن ضيقه من شخص يطارده ويلح في الاتصال به من خلال مكتبه ومنزله ويدعى أشرف مروان، الأمر الذي أثار حنق مسؤول الموساد، الذي كان يعرف من هو أشرف مروان».
كما زعمت أن مسؤول الموساد قرر مخالفة عدة قواعد في ترتيب لقاء سريع مع مروان، الذي كان سيغادر لندن في اليوم التالي للقاء الملحق العسكري.
كما زعم دوبي ان اللقاء الأول بمروان تم في أحد فنادق العاصمة البريطانية في ديسمبر/ كانون الأول 1970، واستذكر كيف أن مروان قدم له تفاصيل كاملة عن الجيش المصري.
وقال دوبي إن مروان طلب الحصول على أموال كثيرة لقاء المعلومات التي كان يقدمها لإسرائيل، مشيرا إلى أنه في إحدى المرات قدم دوبي مبلغا من المال، لكن مروان رفضه وطلب 20 ألف دولار مقابل المعلومات التي قدمها. وأضاف دوبي للصحيفة كيف أن مروان كان يفضل الحصول على المال في صورة مبالغ نقدية، ولم يتم تحويل الأموال إلى حساب بنكي سوى مرة واحدة. وقدر دوبي ما حصل عليه مروان من الموساد بنحو مليون دولار، مشيرا إلى أنه بعد حرب أكتوبر/ تشرين الأول وبعد أن أصبح مروان ثريا وتشعبت أعماله التجارية، أبلغ الموساد بأنه سيستمر في تقديم المعلومات بدون مقابل. كذلك نقلت «هآرتس» عن دوبي قوله إنه التقى مروان نحو 100 مرة في مدن أوروبية، وغالبا ما كانت اللقاءات تتم في لندن. وقال إن مروان كان على اتصال بأجهزة استخبارات دول أخرى مثل المخابرات البريطانية، لكن الموساد كان الجهاز الوحيد الذي دفع له المال.
وكشف دوبي للصحيفة عن عدة وقائع قدم فيها مروان معلومات قيمة للجيش الإسرائيلي، وكان أهمها اللقاء الطارئ الذي عقد في وقت متأخر من يوم 5 أكتوبر/ تشرين الأول 1973. وادعى دوبي أن مروان حذر الموساد في اللقاء من أن مصر وسوريا ستشنان هجوما متزامنا ضد إسرائيل مع غروب شمس اليوم التالي.
يشار إلى أن رئيس جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلي «أمان» خلال حرب أكتوبر إيلي زعيرا سبق وكشف عن اسم مروان لوسائل الإعلام في 2002، في محاولة منه لتحسين سجله بعد أن أدانته اللجنة التي شكلت بعد الحرب وأجبرته على الاستقالة، مما أثار زوبعة كبيرة في إسرائيل، حيث اعتبرت أوساط مخابراتية ذلك خللا وخيانة للجاسوس وتعريضا له للخطر الشديد.
ولذا قال دوبي إن ذلك عرض حياة مروان للخطر، وقد عثر على مروان ميتا بجوار البناية التي يسكن بها في لندن عام 2007، بينما بدا وكأنه نتيجة لسقوطه من شرفة شقته. ونفت مصر وعلى لسان والرئيس المخلوع حسني مبارك وقتها، أن يكون أشرف مروان جاسوسا لإسرائيل وأقامت جنازة رسمية له، كان على رأس المشاركين فيها الرئيس المخلوع وكبار المسؤولين المصريين.
يشار إلى أن عدة كتب في إسرائيل صدرت عن أشرف مروان، أبرزها «الملاك» الذي تحدثت عنه كعميل للمخابرات الإسرائيلية، وأنه قدم معلومة ذهبية حول قرار الحرب ضد إسرائيل عام 1973، لكن تبليغه جاء قبيل شنها من قبل مصر وسوريا بيوم واحد، وهناك من قال ان إسرائيل لم تكترث بتحذيره الأخطر والأهم، فيما قال آخرون إنها لم تتمكن من فعل شيء لضيق الوقت.
وسوم: العدد 860