التآمر القرمطي الصفوي على العروبة والإسلام ( 9)

التآمر القرمطي الصفوي

على العروبة والإسلام ( 9)

د. أبو بكر الشامي

* نكتفي بهذا القدر من مخاذي الشيعة الصهاينة في التاريخ القديم ، ونلتفت إلى جرائمهم في تاريخنا المعاصر ، وهو ما يهمنا أصلا من هذه الدراسة ، فنقول والله المستعان :

عندما قرر حاخامات اليهود والصهيونية في العالم ، في مؤتمرهم الشهير ، في بازل بسويسرا ، أن يعيدوا مجدهم التاريخي ، ويؤسسوا لهم دولة دينية في فلسطين ، كانت خطتهم ترتكز على مرحلتين اثنتين :

المرحلى الأولى : ويتم فيها تكوين الدولة اليهودية في فلسطين ، ثم إحاطتها بمجموعة من الأنظمة العميلة لحمايتها مما قد يتهددها من الشعوب العربية والإسلامية المحيطة بها ، وذلك ريثما يمر الوقت الكافي ، الذي تتمكن فيه من بناء قوتها الذاتية ، التي  بواسطتها تكون قادرة على الدفاع عن نفسها وعن عملائها أيضاً  ، تماماً كما يحيط الفلاح فسيلته الغضة الطرية المزروعة توّاً بالسواتر والجدران ، وذلك ريثما يقوى عودها ، ويشتد ساعدها ، وتصير قادرة بنفسها أن تدفع عاديات الزمن عنها ...

والمرحلة الثانية : البدء بالتوسع التدريجي لدولتها ، واحتلال المزيد من الأراضي المجاورة لها ، إلى أن تتمكن أخيراً من بسط أجنحتها على طول الشريط الخصيب ، الممتد من أفغانستان شرقاً إلى فلسطين غرباً ..

ولقد استغرق تنفيذ المرحلة الأولى لهذه الخطة الخبيثة قرناً كاملاً ، وهو القرن العشرين الميلادي بكامله ، وها هي تباشير المرحلة الثانية توضع موضع التطبيق الفعلي مع إطلالات القرن الحادي والعشرين ، وذلك باحتلالهم لأفغانستان المسلمة ، ومن بعدها العراق الحبيب ، وسورية العزيزة ، ولبنان ، وتغلغلهم في دول الخليج ومصر والسودان والمغرب العربي ودول أفريقيا المسلمة كالنيجر وغيرها ...

والأمة غافلة لاهية  ، وتغط في سبات عميق.!

* المرحلة الأولى :

لقد كان الوطن العربي والإسلامي في معظمه خاضعاً لقوى الاحتلال الصليبي الغربي عندما قرر دهاقنة الصليبية والصهيونية في الغرب تشكيل وطن قومي لليهود في فلسطين قلب العالمين العربي والإسلامي ، وبالتالي فإمكانية الحفاظ على  هذه الدولة لحظة ولادتها ، وحمايتها من ثورة الشعوب العربية والإسلامية المحيطة بها ، كانت مضمونة من قوات المحتلين أنفسهم …

فلما اضطرت تلك القوات الصليبية الغازية للخروج من المنطقة العربية والإسلامية ، تحت ضغط تلك الشعوب الثائرة ، والتي فجرت مئات الثورات ، وسيرت مثلها من المظاهرات ، ودفعت على طريق استقلالها وتحررها أنهاراً من الدماء …هنا كان لا بد من وضع خطة جديدة ، والإجابة على سؤال مهم

من يقوم مقام القوات المستعمرة في حماية الكيان الصهيوني ، في حال انسحبت تلك القوات إلى بلادها ، ونالت الشعوب العربية والإسلامية حريتها واستقلالها ..!!؟

ولكي يطمئن أساطين الصهيونية والماسونية والصليبية على كيانهم المدلل ، كان لابد من إحاطته بجدار من الأنظمة العميلة لهم ، والمرتبطة بهم ، ليؤدوا بالوكالة ، ما كانت القوات الصليبية المحتلة تقوم به بالأصالة .

* ففي مصر : كان عملاء الإنكليز من الملوك الحاكمين يقومون بهذا الدور الخياني على أحسن وجه ، فلما ضعفت قبضتهم على الشارع المصري أمام زحف الإخوان المسلمين ، والأحزاب والحركات الوطنية الأخرى ، منتصف القرن الماضي ، أوعز الصهاينة والصليبيون إلى عملائهم في الجيش بقيادة ( العبد الخاسر ) وزمرته الخائنة ليأخذوا زمام المبادرة ، ويسحقوا التيارات الوطنية والإسلامية ، ويفرّغوا مصر الكنانة من أي دور وطني وعروبي وإسلامي ، وفعلاً قام العسكر _ ابتداءً من العبد الخاسر ، ومروراً بالسادات الخائن ، وانتهاءً بالصعلوك العفطي اللامبارك _ بالدور المنوط بهم خير قيام ، وهاهي مصر منذ ما يزيد على نصف قرن تعتبر ( بحبوحة لليهود ) و( الحارس الأمين ) لكيانهم الصهيوني الغاصب ، ولقد حولها أولئك الحكام اللقطاء إلى مجرد وكر للدعارة والفجور ونشر المسلسلات الهوليودية الساقطة ، التي ما جنت الأمة منها غير خراب البيوت ، وتفكيك الأسر، وفساد الأخلاق …

* وأما في سورية ولبنان :

 فقد درس الفرنسيون الصليبيون ، التركيبة السكانية لهذا البلد قبل أن يخرجوا منه على يد ضربات المجاهدين والمقاومين وطلاب التحرر ، وكعادتهم ، وعادة أي مستعمر خبيث ، بحثوا عن لغم كبير قابل للانفجار ، ويكونون قادرين على تفجيره في أية لحظة يشاؤون ، وكان لغمهم الكبير هو ( الشيعة الصهاينة ) وأعني بهم ( النُّصَيريّة ).!   فماذا تعرفون عن النصيرية …!!!؟