الداهش جواب بيان الدولة داعش

عبد الله المنصور الشافعي

عبد الله المنصور الشافعي

بسم الله الرحمن الرحيم ولا عدوان إلا على الظالمين 

أصدرت داعش بالأمس بيانا تهاجم فيه جبهة النصرة خاصة والمجاهدين عامة والقصد من ورائه تجييش الدعم لها بعد أن بدأت تشعر بالعوز ونفور العقلاء منها والله تعالى أسأل أن يفضح قادتها ويلهم الرشد لأتباعها المغرر بهم, والذين لا يجوز قتالهم مباغتة إلا من ضرورة ملجئة ولا يجوز قتالهم قبل إعلامهم ومراجعتهم وقصفهم بالمنشورات قبل الراجمات .

وما ذاك إلا لكون أتباعها وكثير من المجاهدين منقطعين عن الإعلام والأخبار مما يسهل خداعهم واستغفالهم .

في ختام بيانها حذّرت داعش النصرة بقولها "الأحمق من يجرب المُجَرَّب" وأقول كتب الحجاج وهو من دهاة الرجال وليس من خفافهم يوما إلى أحد أتباعه يحذره غضب أهل الشام :" لايغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم اذا قاموا نصرةً لرجل ماتركوه الا والتاج على رأسه وان قاموا على رجل ماتركوه الاوقطعوا رأسه فانتصروا بهم فهم خير اجناد الأرض واتق فيهم ثلاثة نساءهم فلا تقربوهم بسوء وألا اكلوك كما تأكل الأسود فرائسها وأرضهم والا حاربتك صخور جبالهم ودينهم و الااحرقوا عليك دنياك" فمن هو ذا يا بغدادي الغارق في الحمق والتخريف !؟ وهل استفدتم قط قط من تجاربكم يوما !؟ ما أراكم إلا كأحمق يقحم يده في جحر صُلّ مرة بعد مرة وما يمنعه مانع غير الورم .

قال عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) في الخوارج "انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المومنين" ولعمر الله إن القرن أشبه بالقرن كالعين بالعين وإن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الخوارج "كلما خرج منهم قرن قطع" عدها أكثر من عشرين مرة "حتى يخرج الدجال في عراضهم" وقديما قالت الخوارج لعلي بن أبي طالب أسد الله الضارب في المشارق والمغارب وهو في الصلاة يصلي فناداه أحد الخوارج (لئن أشركت ليحبطن عملك) فأصغى له علي رضي الله عنه ثم استأنف القراءة وهو في الصلاة بقوله تعالى (كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون * فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون) الله أكبر . استهلت داعش بيانها بالقول:"... فيصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط كفر لا إيمان فيه ثم استظهر صاحب البيان بقوله تعالى (أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ... ولتعرفنهم في لحن القول ... ونبلو أخباركم) قال شيخ المفسرين الإمام الطبري وهو من السلف حقا ومن القرون الثلاث المشهود لها بالخيرية في تفسيرهذه الآية :"أحسب هؤلاء المنافقون الذين في قلوبهم شك في دينهم وضعف في يقينهم فهم حيارى في معرفة الحق أن لن يخرج الله ما في قلوبهم من الأضغان على المومنين ، فيبديه لهم ويظهره حتى يعرفوا نفاقهم وحيرتهم في دينهم" وكفى الله المومنين القتال . ثم وامعانا في جهالتهم الفقهية وكشفا لحقيقتهم الخارجية استظهر قادة داعش بقوله تعالى (أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المومنين وليجة والله خبير بما تعملون) ولا المومنين وليجة فلم يجد قادة داعش لصحة استدلالهم بهذه الآية غير إكفار كل أهل الشام قاطبة ,وهذا من أوضح الأدلة العيان على أن قادة داعش من ضئضئي أهل النهروان, فقد نصبوا أنفسهم محل أهل الايمان كما قال صاحب البيان :"فيصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط كفر لا إيمان فيه ... وإننا في الدولة الإسلامية في العراق والشام، اخترنا بتوفيق الله ما نحسب يقيناً أنه فسطاط الإيمان الذي لا نفاق فيه، والذي ليس فيه مداهنة للغرب والشّرق الكافر، أو مجاملةٌ للمنافقين من أصحاب المناهج الفاسدة" ويتألون على الله تعالى وهم من يسخر بالصوفية فيقولون "بتوفيق الله" فما أدراهم ؟ ولم لا تكون بغواية الشيطان وحق لها أن تكون وفيها تكفير من هم المومنون, ثم شاء الله تعالى أن يفضح جهله وحقيقته فقال صاحب البيان "ما نحسب يقينا" !!! وهو كقولك أشك متأكدا ! , فيحسِب يحسَب والكسر أفصح وهي قراءة أبي عمرو وابن كثير ونافع وعلي من السبعة ويعقوب وخلف من الثلاثة المتممة للعشرة ومعناه الظن ولم تأت في القرآن إلا للظن الضعيف وفي موضع الذم وفي الكافرين أكثر  والله أعلم, فشاء الله أن يقيم عليه الحجة من يده وبقوله فجعل قوله كله ظنا (وإن الظن لا يغني من الحق شيئا) صدق الله . فالله الله يا أفراد داعش ثوبوا إلى الحق والجماعة .

وأخيرا أذكر هذا الجاهل صاحب البيان القائل بأن منهجهم ليس فيه مداهنة, بأن المداهنة شيء والمصانعة والمصالحة شيء آخر وهذه الثانية أجمع على جوازها بل وجوبها حينا كافة العلماء ولم يخالف فيها غير الخوارج وداعش وقد أجاو الاستعانة بالكافرين الإمام المطلبي ابن عم النبي الشافعي وأبو حنيفة وأجازا دفع الأجرة عليها وهو قول في المذهب المالكي والحنبلي فلم يبق لهذا اللغو محل في نقل ولا عقل ، وأما مجاملة المنافقين فما أدراك بالمنافقين ولم يعلمهم محدث الأمة عمر رضي الله عنه وأرضاه حتى سأل حذيفة ! ثم أتدري ما معنى المجاملة ؟ إنها يا أيها الفظ الغليظ المعاملة بالجميل فهل بلغ من جهلك أن لم تجد في دين الله تعالى أمرا بالإحسان ولا بالحكمة والموعظة الحسنة ولا بالصبر الجميل !!!؟