عادا بـ"خفي حنين"
عادا بـ"خفي حنين"
م. شاهر أحمد نصر
أكد الأخضر الإبراهيمي في 31/12/2014 فشل المباحثات التي تمت بين الوفدين السوريين إلى جنيف2، ويعني ذلك موافقتهما وساسة راعيي المؤتمر (روسيا وأمريكا)، والأمم المتحدة على استمرار نزيف الدم السوري، واستمرار الدمار، ومعاناة، وآلام الشعب السوري! وتبقى تطلعات أبناء الشعب السوري معلقة على الجولة القادمة التي ستعقد في 10/2/2014، متسائلين: ما العمل لنجاح الحل السياسي للمسألة السورية؟
الحل سيأتي، فلم، ولن، ولا توجد قضية بلا حل، أو بلا نهاية... وأحد سبل الوصول لذلك الحل، وتخفيف آلام الشعب السوري؛ هو أن يمثل الوفدان آلام وتطلعات السوريين جميعا، وأن يشعرا بأن أي وفد منهما لا يمثل وحده الشعب السوري بمجمله، وإلا لما كانا وفدين... وقد يكون مفيداً تشكيل وفدين جديدين، وفي كل الأحوال من الضروري أن يمثل وفد المعارضة كافة أطيافها، بمن فيهم من غادر وظيفته احتجاجاً، ومن هم في الداخل، والمستقلين، ومن الضروري تقديم كل الدعم للوفدين كي يعملا معاً ويضعا نصب أعينهما حقيقة النهاية التي يتطلع السوريين إليها، والبدء من النهاية التي سنصل إليها... مع أن النهاية تستدعي البداية؛ بداية الحراك السلمي الذي دشنه الشعب السوري في أواسط آذار 2011 مطالباً بتغيير البنية السياسية التي تجاوزها الزمن سلمياً... ويتطلب ذلك بكل تأكيد اتفاق الجميع على القضاء على التطرف والإرهاب، وفي الوقت نفسه تحديد سبل ذلك، والإقرار بأن مواجهة الإرهاب تتم بفعل سياسي اجتماعي جامع، وليس عن طريق العنف وحده... والفعل السياسي الجامع يعني وجود بنية سياسية بديلة للبنية السياسية التي تتحمل مسؤولية ما وصلت البلاد إليه، بنية لا تلغي أحداً، ولا تعفي أحداً من المساءلة... ففي النهاية سيصل الجميع إلى اعتماد بنية سياسية تلبي تطلعات الشعب السوري، وتجفف منابع التطرف والإرهاب عند جميع الأطراف، وتلبي متطلبات العصر، وحسن العلاقة مع جميع الدول لمساعدة الوطن في الخروج من آلامه... مما لا شك فيه أن قوى كثيرة داخلية وخارجية ستتضرر من الحل السياسي للمسألة السورية، وبالتالي ستعمل على عرقلته... ومواجهة ذلك تتطلب شجاعة وتضافر رأي عام دولي للدفع نحو ذلك الحل، وقد يتطلب ذلك من الأمم المتحدة فرض ذلك الحل إن كانت غيورة على دماء الشعب السوري... وفي هذا السياق يتطلع كثير من السوريين إلى روسيا والدول الصديقة لسوريا للعمل جدياً للوصول إلى الحل السياسي، ومساعدتهم في الخروج من آلامهم ضمن جدول زمني محدد، وليس مؤتمرات لانهائية تزيد من إحباط السوريين، وكيلا يعود الوفدان من مباحثات 10/2/2014 بخفي حنين. كيلا يعود الوفدان من مباحثات 10/2/2014 بخفي حنين.