بل لا بد من محاكمة مرسى
بسام سائح
لا بد من محاكمته على ما فرّط فى حقوق المصريين ولم يدافع عنها حق الدفاع طوال فترة ولايته.
لا بد من محاكمته على مرور عام وهو فى الرئاسة من غير أن يحاول القضاء على كلبٍ واحد من الكلاب الإعلامية المسعورة التى كانت تنبح وتعضّه وتعضّ الناس فى كل طريق.
لا بد من محاكمته على مرور عام على رئاسته من غير أن ينشئ قناة إعلامية واحدة تدافع عن الحقيقة وعن مصر، على حين ترك عشرات الأفاعى من الأقنية المشبوهة تبثّ سمومها فى عقول الناس.
لا بد من محاكمته على مرور عام على رئاسته بدون أن يتمكّن من تخليص شعبه من عتاولة لصوص الأمن والشرطة والجيش الذين امتلكوا مقدّرات مصر على مدى عشرات السنين، وعاثوا فيها لصوصيةً وهدماً وفساداً.
لا بد من محاكمته على أن سمح لهؤلاء المجرمين بأن يتآمروا على شعب مصر ويمنعوا وصول الخبز والغذاء والدواء والطاقة إليه على مدى عامٍ كامل.
لا بدّ من محاسبته على أن عيّن فى وزارته وزراء يُظهرون غير ما يبطنون، ويتآمرون عليه وعلى الشعب بدلاً من خدمته وخدمة الشعب.
لا بد من محاسبته على أن أبقى من المحافظين والمسؤولين وأصحاب المراكز العليا من لا يخافون الله في الناس وفى مصر.
لا بد من محاسبته على إهماله لحقوق الشهداء من أنصاره الذين دافعوا عنه فى عهده، وقُتلوا بلا رحمة على أيدى هؤلاء اللصوص، من غير أن نرى أياً من رؤوس القتلة معلّقاً على أعواد المشانق.
لا بد من محاسبته على إهماله لحقوق أصحاب الأبنية والمكاتب من أنصاره التى أحرقها فى عهده أولئك المجرمون من غير أن يقتصّ منهم وينالوا جزاءهم العادل.
لا بدّ من محاسبته على أنه ترك القضاء رهينة بين أيدى من خطفوه من كبار فراعنة العصر الذين سمّوا أنفسهم قضاة، فخضع، وأخضع شعبه معه، لظلمهم وجبروتهم وفرعنتهم وطغيانهم.
لا بدّ من محاسبته على أنّه لم يقم بهدم كلّ الحدود والأسوار، المادية والمعنوية، بين أبناء مصر وإخوتهم المحاصرين فى قطاع غزة، واكتفى بفتحٍ جزئىّ للمعابر.
لا بدّ من محاسبته على تسريحه كبار الضباط الذين سلّموا له مصر وإدارتها، مع سلطاتهم وقياداتهم ومكاتبهم، بشرف وأمانة، وتعيينه بدلا منهم لصاً وخائناً وقاتلاً سمّاه وزيراً للدفاع، من غير أن يدرك أنّ القسَم الذى أدّاه هذا القاتل أمامه بالوفاء له ولمصر كان قسماً بإلهه هو وليس بإله المسلمين، وأنه كان يخطّط للخيانة وليغتصب رئاسة مصر منذ تلك اللحظة.
لا بدّ من محاسبة مرسى على أنه، وعلى مدى عام كامل من رئاسته، مثّل الطيبة المفرطة والسذاجة واللين والغباء والسطحية التى ظلت دائماً، وعلى مدى التاريخ، الثغرة الكبرى التى كان يؤتى منها المسلمون البسطاء على أيدى ثعالب البشرية وذئابها وأفاعيها.