الموقف من تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني
القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري
بيان حول
الموقف من تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني
الرقم: 189 ق.م/ك.أ.ك
التاريخ:27.01,2014
تعتبر القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري أن إيران دولة احتلال، تحتل أراض عربية وسورية ، صادرت القرار الوطني السوري، وتهيمن عليه ،وانتهكت السيادة السورية، وهي من يقود غرفة العمليات العسكرية، في مواجهة وعداء الشعب السوري، وثورته المجيدة .
كان يمكن أن نعتبر تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني في جنيف إيجابية، فيما لو اقترنت الأقوال بالأفعال، حيال الحل السياسي في سورية، بدءاً من الالتزام باحترام إرادة الشعب السوري، والإقرار بمطالب ثورته المجيدة، وصولاً إلى الموافقة على بيان جنيف 1 ،لتشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات كاملة.
لم يُشارك النظام السوري في جنيف 2 من أجل إيجاد حل سياسي، بل بهدف المناورة السياسية ،وكسب الوقت والتفاوض من أجل التفاوض، وإغراق المفاوضات بمناقشة الثانوي من التفاصيل، وفقاً لتوجيهات طهران، ليبدو النظام بمظهر المتعاون، وأن المفاوضات تحرز تقدماً حتى يتمكن من الهروب نحو الأمام من القضية الأساسية، مُعتقداً أنه سينجح في تمييع وفكفكة الثورة وإضعاف المعارضة أكثر، علماً بأن النظام لم يتوقف عن استهداف المدنيين بالطيران الحربي والبراميل المتفجرة ،وقام بعدة مجازر مروعة مع بدء متاهة جنيف 2 ولم يبذل الرعاة الدوليون جهداً لوقف استهداف المدنيين وحمايتهم.
1 ـ الرئيس روحاني: "الانتخابات هي الحل الوحيد للأزمة السورية":
نعتبر تصريح الرئيس روحاني حول ضرورة "تمهيد الظروف من أجل المستقبل لكي تحكم إرادة الشعب من خلال إجراء انتخابات حرة" إشارة إيجابية تدل على عدم تمسك طهران بالأسد ويقينها بانتهاء عهده.
إن تمهيد الظروف لإجراء الانتخابات تعني وتقتضي بالضرورة أن لا يكون البلد محتلاً من دولة أخرى صادرت قراره الوطني وسيادته، إلى جانب الالتزام بتطبيق مقررات جنيف 1 وهي الحد الأدنى من "تمهيد الظروف"، بما فيها وقف العمليات العسكرية و خروج جميع القوى المسلحة غير السورية وفك الحصار عن المدن والمناطق المحاصرة وإطلاق سراح جميع المعتقلين وعودة جميع اللاجئين والنازحين والمبعدين إلى ديارهم وضمانات تقديم كل من أعطى الأوامر أو ارتكب جرائم حرب ومجازر ضد الإنسانية أمام القضاء، ووقف حركة المال السياسي والوصايات الخارجية على النظام والمعارضة، والتعهد بسيادة سورية واستقلالها ووحدتها الوطنية والترابية، فإن كان ما ورد هو ما يعنيه الرئيس روحاني حول "تمهيد الظروف" فإننا سنعتبره بمثابة تقدم إيجابي في الموقف الإيراني.
إن الانتخابات عملية أكثر تعقيداً من هذا التبسيط المضلل الذي مارسه الرئيس الإيراني، وهي تحتاج إلى شروط موضوعية وآليات وبيئة مناسبة وصحية متعددة الجوانب، فهي تحتاج أولاً إلى دستور يقره السوريون وإلى قانون انتخاب شامل وواقعي ،يحقق الشفافية والعدل بين المرشحين، ويحدد بشكل واضح كل آليات العملية الانتخابية وإلى قانون أحزاب يتيح لكل تيار سياسي أن يحدد مرشحه ويطرح برنامجه على الشعب ليستطيع الناخب أن يتبين هذا المرشح من ذاك , وإلى ضمان حيادية السلطة التنفيذية وكف يد كل مؤسسات الضغط القائمة وعلى رأسها الأجهزة الأمنية بشكل حاسم عن التدخل بالعملية الانتخابية أو الإيحاء بالتهديد في الحاضر والمستقبل.
كما تحتاج العملية الانتخابية إلى حرية تعبير وحرية إعلام، وحق استخدام جميع وسائل الإعلام الرسمية بالتساوي بين المرشحين، وإتاحة الفرصة لكل مرشح أن يُبدي رأيه بحرية ،ويعرض برنامجه وإلى اطمئنان لدى الناخب ،والشعور بالأمان ليذهب إلى صندوق الاقتراع ويبدي رأيه، وإلى أن يزيل الخوف التاريخي القائم في أعماق ثقافة الشعب السوري، إلى جانب السماح للاجتماعات الجماهيرية للدعاية الانتخابية. وكذلك الإشراف القضائي الصارم على العملية الانتخابية من هيئة قضاة محايدين ومشهود لهم بالنزاهة والحرفية ، وهذا يقتضي وجود استقلال حقيقي للسلطة القضائية إلى جانب السماح للمنظمات الحقوقية المحلية والعربية والدولية بمراقبة العملية الانتخابية بشكل كامل وتسهيل مهمتها ومساهمة هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختصة على العملية الانتخابية.
2 ـ حول دعوة الرئيس روحاني الجميع لمكافحة الإرهاب وطرد الإرهابيين من سورية:
يمكن أن تكون هذه الدعوة فعالة وناجعة لسحب الأسباب أمام تدفق جماعات ومقاتلين غير سوريين إن بدأت إيران عملياً سحب أدواتها من القوى المسلحة الموجودة على الأراضي السورية وتوقفت عن تقديم الدعم المالي والعسكري واللوجستي الذي تقدمه سراً لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ داعش والبعض من قيادات جبهة النصرة.
نذكر بأن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري كانت أول من كشف حقيقة داعش ووجهت دعوة لجميع المقاتلين العرب والأجانب دون أي استثناء لمغادرة الأراضي السورية فوراً و دون أي قيد أو شرط باعتبارهم ليسوا جزءاً من ثورة الشعب السوري، كما أعلنت بدء المرحلة الثانية ضد الإرهاب .
إن استدعاء إيران لأدواتها للقتال في سورية مع تخاذل المجتمع الدولي عن حماية المدنيين العزل كان العامل الأساسي لاستدراج دخول المقاتلين العرب والأجانب والمتطرفين والأصوليين واستثمار قوى إقليمية ودولية للأزمة السورية في ملفات لا علاقة للشعب السوري وثورته المجيدة بها.
3 ـ المفاوضات بين النظام والمعارضة:
إن تمهيد الأرضية لإجراء مفاوضات بين المعارضة والنظام لا بد أن يقترن بالتزام إيران والنظام السوري ببنود اتفاقية جنيف 1، وسنرحب بتصريح السيد روحاني بأن القوى الخارجية لا تقرر مصير الشعب السوري إن أوقف تدخل بلاده في الشأن السوري لسحب الذرائع أمام تدخل قوى أخرى.
إن الالتزام ببنود جنيف 1 والتركيز على جوهر جنيف 2 بتشكيل هيئة الحكم الانتقالي سيعتبر بداية للخروج من النفق المظلم، ونذكّر بأن الشعب السوري لم يعاد إيران حتى تناصبه العداء، ونشدد بأن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري لن تسمح أن يقرر مصير الشعب السوري ومستقبله إلا الشعب السوري نفسه.
4 ـ ثورة كرامة وحرية لا ثورة طائفية:
إن سورية على مر التاريخ كانت نبع الإسلام المعتدل ونموذج التعايش المشترك ونبذ العنف والتطرف، ودمشق التي كانت عاصمة أعظم دولة في تاريخ الإسلام ونشرت العلوم والفنون والفلسفة و فكر و ثقافة التنوير تحتضن مراقد العديد من آل البيت وحماها ويحميها الشعب السوري منذ مئات السنين.
إن تعاليم وقيم الدين الإسلامي الصحيح لا تمثله الحركات الأصولية والإرهابية والتكفيرية، فالمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، وما أتى رسول الإسلام إلا ليتمم مكارم الأخلاق التي أتت بها الكتب والأديان السماوية.
إن الشعب السوري انطلق في ثورة ضد الظلم من أجل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، ثورة ضد الطائفية.ثورة أعتبرناها ثورة الإمام الحسين الثانية واعتبرنا كل ثائر و شهيد سوري هو الحسين وكل ثائرة وشهيدة سورية هي زينب. إن تدخل قوى مسلحة تابعة أو موالية لإيران في سورية إلى جانب عصابات الأسد هو رفع للسلاح في وجه الإمام الحسين وزينب ووقوف مع الظالم ضد المظلوم.
إن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري تعتبر إيران دولة إقليمية هامة، لكنها لن تتمكن من فك عزلتها الدولية دون الخروج من عزلتها الإقليمية، والتي لن تستقيم إلا عندما تتوقف إيران عن مناصبة العداء لجوارها العربي والإسلامي ووقف زعزعة أمنه واستقراره والتعاون معه على قاعدة الاحترام المتبادل ووقف عمليات التحريض وإثارة الأحقاد والضغائن التاريخية والنعرات الطائفية والقومية.
إن محاولات إيران زعزعة الأمن والاستقرار في سورية والعراق ولبنان وتهديد أمن واستقرار الخليج العربي لا يعتبر إلا خطيئة تاريخية بحق الشعب الإيراني وشعوب المنطقة العربية والمسلمة و واهم من يظن أنه بمنأى عن النار التي يشعلها في بيوت جيرانه.
إن رعاة جنيف 2 أمام استحقاق ،ومسؤوليات إنسانية أخلاقية ،وقانونية وسياسية، لحماية المدنيين في سورية ،و لممارسة كل أشكال الضغط، للدفع نحو التزام النظام، وحليفه الإيراني، بجوهر الحل السياسي، والاستعداد والتأكيد بأن كل الخيارات متاحة، بما فيها إمكانية اللجوء للفصل السابع، من ميثاق الأمم المتحدة.
لمزيد من المعلومات والاستفسار:
القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري
فهد المصري ـ المتحدث الإعلامي
مسؤول إدارة الإعلام المركزي
هاتف 0033667474703