اضربوا الحديد وهو حامي مع داعش سورية 

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

اضربوا الحديد وهو حامي مع داعش سورية 

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

[email protected]

في عرفنا الاسلامي تُعتبر داعش " تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام : بغاة متأولين بالباطل يستوجب حوارهم أولاً فإن رفضوا الخضوع الى الحق ، فإنه يستوجب قتالهم حتى يفيئوا الى الحق الأعلى والأسمى ، وحينها تضع الحرب أوزارها باشتراطات مُحكمة لايزيغ عنها إلا الضالون ، وهم بأعمالهم وما فعلوه من البغي والاستكبار وتقطيعهم لطرق الثوار والمجاهدين وقتلهم ، وقتل اعلاميين وعسكريين ومدنيين ومختطفين عندهم لم يخدموا بذلك الثورة السورية ولا الشعب ، بل خدموا نظام الاجرام الأسدي والمحور الطائفي الفارسي الذي تكالب علينا وهو يُشارك في قتل أهلنا وتدمير مدننا ، وثبتوا على أنفسهم من حيث يدرون أو لايدرون تواطؤهم مع هذا المحور وكذلك هم أرادوا فرض وصاية علينا وثوارنا تحت مسمّى الدين ، والدين من أعمالهم هذه براء لنذكرهم قبل الدخول في الموضوع ، أننا كسوريين من قمنا بالثورة ، وأنهم من أفشل قيام ثورتنا عام 2005 عقب مقتل رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري ، عندما دعموا مخططات النظام ووقفوا بالدفاع عنه باسم مقاتلة الأمريكان وحققوا مآربه عن علم أو غير علم ، وشاركوا في التهييج الطائفي وقتل العراقيين ، وخسارة السنّة لمواقع في الدولة والدولة ، ووأد حلم السوريين آنذاك ، وهنا أُكرر مقولة مافعلوه بعلم أو غير علم ، ولذلك وقبل الدخول بأي مصالحات وتوافقات بمراجعة حساباتهم وأخطائهم ، لنؤكد للعالم أجمع : أنّ ثورتنا في سورية ليست موجهة ضد أحد غير النظام المجرم السافل الأسدي ومن معه من القتلة لاسترداد حريتنا وكرامتنا 

لأعود الى دعوة أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) لما أسماه الفصائل المسلحة التي تقاتل ضد تنظيمه ، بل لآؤكد أنها ليست الفصائل المسلحة بل إرادة الشعب السوري التي عليه أن يحترمها ، والذي رأيت في خطابه الدعوة الى التصالح للخروج من المأزق ، ونحن مما لاشك فيه هذا الذي نسعى له لكوننا لسنا طلاب حرب أو قتال ممن جاءوا من صفوفه بقصد الدفاع عن السوريين وسورية ، والذين نُقدر لهم عالياً ذلك ، ولانستطيع ان نوفهم أجرهم إلا الثواب الجزيل من الله ، ولم نتخذهم أعداء إلا عندما بغوا علينا ، فإن زال البغي فليس لنا عليهم سبيل ، وسيتم الترحيب بهم ثانية إن التزموا بمحددات الشعب السوري ، ورضوا الانصياع الى الحق الذي نحن جميعاً نستظل بظله ، ومن أبى فما هو إلا استكباراً وتصلية واستعلاءً وخروجاً عن الحق لأدعو الجميع بإعطائهم الفرصة للمصالحة ليكونوا يداً معنا لاعلينا ، ولتفويت فرص المتآمرين علينا وقضيتنا العادلة ، فنمتحن مبادرتهم ولنعتبرها الأخيرة ، عبر مفاوضات مصورة ومختومة وعليها الأشهاد ، فهم مما فعلوه في السابق بغاة ، فإن رجعوا للحق وردوا المظالم الى أهلها وقبلوا بالتحكيم العادل الشرعي لعلماء أجلاء من سورية بالذات ممن يوثق بدينهم وإخلاصهم في سورية فهم إخوة لنا ، ومرحب بهم مالم يخرجوا عن ثوابت الثورة السورية وأهدافها ، وبالتالي لأطالب جميع الحراك الثوري في سورية باستغلال هذه المبادرة للضرب على الحديد وهو حامي كما يقولون 

وأخيراً أود أن أذكر داعش وغيرهم بكتاب " الذريعة إلى مكارم الشريعة " للراغب الأصفهاني الذي رأى استحسان كبار العلماء ومنهم على زمانه معاصره الإمام الغزالي حجة الإسلام ( القرن الخامس ) الذي كان لا ينفك عن مطالعة كتب الراغب حيث قال فيمن يُريدون إقامة دولة الاسلام أو خلافة الله في الأرض بأنها لا تصح إلا بطهارة القلب والنفس كما أن أشرف العبادات لا تصح إلا بطهارة الجسم ..فأين أنتم يامن تريدون ان تكونوا خلفاء الله في الأرض من هذا ،ولازلت أذكر الخليفة العثماني السلطان بايزيد الأول الذي أراد الاستحواذ على شرف فتح القسطنطينية لحديث النبي صلى الله عليه وسلم لفاتحها بأنه خير الأمير أميرها وخير الجيش جيشها ، ففعل كل مايستوجب نيل هذا الشرف من الاعداد والقوة ، ولكنه غفل عن شيء واحد أنه لم يكن طاهر اليد بنفسه ، بل اشترك في قتل أخيه يعقوب دون ذنب سوى خشيتة أن ينازعه السلطة ، وعندما أراد فتح القسطنطينية خذله الله مع كل هذا الاعداد الضخم ، بينما منح ذلك حفيد إبنه محمد الفاتح طاهر النفس والقلب ومن يستحق بحق هذا الشرف ، والسؤال هو هل أنتم طاهري القلب والنفس بعدما تلوثت أياديكم بدماء الأبرياء ، فتوبوا الى الله عسى أن يطلع على قلوبكم بعد التوبة ، ويمنح شعبنا السوري النصر القريب بإذنه إذا ماطابت النفوس ، والله أكبر والنصر لشعبنا السوري بإذن الله.