عواقب وخيمة للتغطية الصحفية غير الملتزمة بالمعايير الأخلاقية
في ندوة لشبكة إعلاميون من أجل طفولة آمنة : صحفيون وخبراء : عواقب وخيمة للتغطية الصحفية غير الملتزمة بالمعايير الأخلاقية
أكد المشاركون في ندوة المعايير الأخلاقية للتغطية الصحفية لقضايا الأطفال في اليمن أهمية التزام الصحفيين اليمنيين ونشطاء التواصل الاجتماعي بالمعايير الأخلاقية في تناول قضايا الأطفال واحترام حقوق الأطفال إذ ليس ذنب طفل انه ولد في بلد يشهد نزاعا مسلحا او أنه مختلف باللون او البيئة التي يعيش فيها.
وأشار المشاركون في الندوة التي نظمتها شبكة إعلاميون من أجل طفولة آمنة بالشراكة مع اليونيسف (منظمة الطفولة) في اليمن وشارك فيها العشرات من الصحفيين والصحفيات اليمنيات إلى العديد من الأخطاء التي ترتكب أثناء التغطية الصحفية في محاولة البحث عن السبق الصحفي او الاثارة ولفت الانتباه.
وقال رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادية مصطفى نصر في افتتاح الندوة بأن المركز يسعى من خلال الشبكة إلى ترسيخ معايير الكتابة الجيدة لقضايا الأطفال لدى الصحفيين اليمنيين. مشيرا إلى خطورة الانتهاكات التي يمارسها الاعلام تجاه الأطفال الذين يتم تناول قضاياهم بطريقة غير مهنية.
كما أشاد بجهود الصحفيين والصحفيات الذين انجزوا العشرات من القصص الصحفية الملتزمة بالمعايير الأخلاقية في الكتابة حول قضايا الأطفال. من جانبه قال مسؤول الاعلام والتواصل في يونيسف كمال الوزيزه بأن الصحفي قد ينجرف امام المشاعر تجاه انتهاك يتعرض له الطفل ويعتقد انه يساعده بالتغطية لكنه قد لا يدرك العواقب التي يمكن تسببه التغطية للطفل.
مؤكدا على ضرورة ان يحقق الصحفي التوازن بين السلبيات والايجابيات بمعرفة العواقب المترتبة على نشر قصته الصحفية على الطفل او اسرته.
وقال " عليك كصحفي أن تتخيل بأن الطفل الذي ستتناول قصته هو ابنك وأوضح الوزيزه إلى الكثير من الانتهاكات التي يعاني منها الأطفال في اليمن كالحرمان من الحق في التعليم والحق في الوصول إلى المساعدات وغيرها من الحقوق الأساسية للأطفال في اليمن، مشيرا إلى جهود يونيسف في مساعدة الأطفال في اليمن رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها في العمل بيئة تتسلم بالنزاعات.
واستعرض الصحفي ومراسل مونت كارلو نشوان العثماني حضور قضايا الأطفال في الصحافة اليمنية حيث أشار إلى الاثار السلبية للحرب في اليمن على صحافة الطفل وانعدام المنصات والوسائل المتخصصة بقضايا الأطفال. كما أشار إلى العديد من الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في اليمن كالتجنيد والعمل المبكر والحرمان من أبسط الحقوق الأساسية.
الخبير الإعلامي والمدرب ياسين الزكري أشار إلى العديد من المعايير التي يفترض على الصحفيين الالتزام بها والمتمثلة في التحقق من دقة المعلومات واخذ الاذن من الطفل في مرحلة عمرية معينة او من والديه إذا كان في عمر لا يسمح له باتخاذ القرار.
وحذر من الأخطاء التي يقع فيها الصحفيين كذكر أسماء الأطفال الناجين من العنف او ذكر معلومات قد تجعلهم يعانون من تبعات سلبية في حياتهم المستقبلية.
وفي الندوة تحدثت الصحفيات منيرة الطيار وخولة خالد والصحفيين محمد الحسني ومحمد محروس ومحمد الحريبي عن تجارب العمل الميداني في تغطية قضايا الأطفال في اليمن. وأشاروا إلى العديد من الصعوبات التي يواجهونها في التحقق من المعلومات وفقدان حالة الثقة بين وسائل الاعلام والجمهور.
كما استعرضوا الكثير من الأخطاء التي ترتكب من الصحفيين أثناء التغطية الصحفية.
وفي ختام الندوة اقترح المتحدثون والمشاركون العديد من التوصيات التي من شأنها تعزيز الصحافة المراعية للمعايير الأخلاقية في تغطية قضايا الأطفال حيث أكدوا على ضرورة توسيع دائرة الاستهداف للصحفيين من خلال التدريب وتوسيع شبكة اعلاميون من أجل طفولة آمنة وتوفير منصات مستقلة للنشر الإعلامي.
يذكر أن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي منظمة مجتمع مدني غير ربحية تعمل من أجل التأهيل والتوعية بالقضايا الاقتصادية وتعزيز الشفافية ومشاركة المواطنين في صنع القرار والعمل على إيجاد إعلام مهني ومحترف وتمكين الشباب والنساء اقتصاديا وتعزيز دورهم في بناء السلام.
وسوم: العدد 904