نهاية السفاح شارون موعظة وعبرة للطواغيت
رحاب أسعد بيوض التميمي
((قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ)) ] النمل:69[
طبعا قلوب الطغاة منكوسة أُشربت الفتن بحُب السلطة والمال حتى إسود قلبها,فاصبحت ﻻ تعرف معروفاً وﻻ تُنكر مُنكراً,فلذلك فلن تتعظ ولو لحق العذاب بالبشرية جمعاء
)) تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عودا فأيما قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأيما قلب رفضها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصبح القلوب على قلبين: قلب أبيض خالصا وقلب أسود مرباداً كالكوز مجخياً، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً ((صحيح مسلم
أﻻ يستحق ما حصل لشارون الوقوف والتفكر فيه،بإعتبارها أية نعيشها أم نمُرعليه كما نمُر على قصص فرعون وعاد وثمود,نقرأ دون أخذ الموعظة,وكما فعلت القنوات الفضائية الإخبارية بإعلان خبر موته بتحفظ وليس بموت سفاح القرن العشرين.
من لم يعتبر ما حصل لشارون أنه أية من أيات الله في العذاب فليُراجع إيمانه،لقد إجتمع الدعاء على شارون وقت الإنتفاضة الثانية(أن يعيش سنوات يتمنى الموت فلا يموت ويتمنى الحياة فلا يحياها)وهذا بفضل الله ما حصل،فقد قعد طريح الفراش متعفناً يُقلب ذات اليمين وذات الشمال لأكثر من ثمانية سنوات لم يستطع الطب رغم تطوره من إنقاذه ليقطع الله سبحانه بالحُجة أنه حتى في زمن الثورة الطبية المُفاخر بها أصحابها يبقى أكثر الناس قوة وطغياناً ضعيفاً أمام قدرة الله،ﻻ ينفعه ماله وﻻ ينقذه جبروته,وإبطالاً لكذب الحاخامات الذين كانوا ينتظرون حصول معجزة
بعودته الى الحياة تكريماً له بما قدم من خدمات لبني اسرائيل طبعاً لن يتعظ أي طاغية مما حصل لشارون،لأن الإنسان حين يتجبر ويطغى ويتكبر يُصيبه الغرور بإمكانياته فلا يقيس نفسه على أي جبار،ولو أراد المجرم أن يوقف إجرامه لإتعظ بما حصل لفرعون من قبل،فلا قصص الاولين،وﻻ أية العذاب في اللاحقين ستجعل هذا الانسان الذي نكس قلبه
((واصبح كالكوز المائل أيما ماء أدخلته فيه خرج فوراً لشدة ميلانه تشبيهاً أنه ﻻ يستقر فيه أي خير بإعتبار الماء هو الخير))
لأنه أشرب إثم المعاصي حتى مال قلبه عن مكانه وإسود بالران الذي يعطل القلب
((كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ))]المطففين:14 [
لأنه أُشرب إثم المعاصي حتى مال قلبه عن مكانه واسود بالران الذي يعطل القلب،لأن الطاغية هو نفسه الطاغية في كل زمان ﻻ يتعظ بما أصاب غيره ويعاند حتى تلحق به نازلة من العذاب،فلا بشار الفأر وﻻ أبو مازن وعصابته وﻻ السيسي وﻻ أحد من الحكام وﻻ الهالكي وﻻ مجرمي الشيعة سيتعظو حتى تصيبهم فتنة أو تلحق بهم قارعة من العذاب,وحتى يُصيبهم ما أصاب شارون أو غيره من الطغاة,ومن لم يتعظ من الموت فلا واعظ له.
وبما أن الوصول للسلطة في اسرائيل شرط فيه حجم القهروالتنكيل والقتل الذي سيتم بحق الشعب الفلسطيني حتى يصل الطاغية لأعلى المراتب،وهذا ما حصل مع شارون فقد حقق شارون حلمه في الوصول إلى وزارة الدفاع وبعدها رئيساً للوزراء مكافئة له على على خوض بعض الحروب والمجازر التي إرتكبها,وكانت أهمها الضربة القاضية في(صبرا وشاتيلا)حيث كانت الفاجعة التي لم نعتد على روئيتها قبلاً من خلال وسائل الاعلام،بتسجيل أرقام قياسية في حق الشعب الفلسطيني من تعذيب وقهر وقتل في مخيمات الشتات في لبنان بالتعاون مع(الكتائب الموارنة،وحزب أمل الشيعي)في أبشع صورة
شهدها القرن العشرين بتواطؤعربي كامل بمحاصرة المخيمين وإبادة من فيهم بصورة تجاوزت بشاعتها بشاعة ما يحصل(مخيم اليرموك الفلسطيني في سوريا اليوم)ثم تمت مكافئته حتى وصل منصب رئيس الوزراء مستغلا منصبه في دخوله(المسجد الاقصى)مستفزاً الفلسطينيين مشعلاً (الإنتفاضة الثانية في عام ألفين) ليُسجل الرجل الأول واﻷهم في دولة اسرائيل ثم قيامه بمنع ياسر عرفات من الخروج من رام الله ﻹذﻻل هذا الشعب من خلال إحتقار قائده ياسر عرفات،رغم تحفظي عليه بقبوله السلام,لأن السلام مع المحتل حرام,لكنه تفاجأ بكم التنازلات المفروضة عليه،فإعترض حيناً وساير
حيناً حتى شعراليهود أنه مُراوغ،وأنه لن يستجيب لطلباتهم التي إستجاب لها لاحقاً أبو مازن وعريقات،البديل الرخيص الذي يتواطأ حالياً على قتل الفلسطينيين في مخيم اليرموك،جاعلاً من نفسه غطاء هو وعصابته لتمرير إسرائيل ماتريد من توسع استيطاني سيبتلع القدس بأكملها،ويُعرض(المسجد الاقصى) للانهيارفي عهده،وبكل وقاحة وصراحة الفاجر يُعلن أنه لن يوقف المفاوضات مهما حصل, وها هو يُطلق صراخة لنجدة مخيم اليرموك بعد أن تمت عملية النيل من أصحابه مستخفاً بالعقول بأنه ليس عميل.
طبعا لا أحد من هوﻻء يُفكر كيف مَلك شارون الدنيا وتجبر وتكبر وخرج منها حقير ذليل,وﻻ يفكر من أجل ماذا كل هذا التنازل،رغم أن حياته قصيرة مهما طالت،وأن الموت له بالمرصاد وأنها ما دامت لغيره حتى تدوم له،ومن تنعم بها كامل المتعة تركها ورحل عنها,ولكنه إثم المعاصي التي تحول بين المرء وقلبه وتجعله شقياً ﻻ يتعظ بغيره.
فيا طواغيت العالم العربي والإسلامي والعالم إن شارون مَلك الدنيا وتجبر وتكبر وكان يمشي في الأرض مرحاً حتى ظن بنفسه أنه قادرعلى كل شيء,فكان الله له بالمرصاد,فأخرجه من الدنيا حقيراً ذليلاً رأى ذل نفسه في الدنيا قبل الأخرة كفرعون
(لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ))] البقرة:114 [
فلا تظنون بأنكم معجزي الله مهما إمتلكتم من قوة,فقوة الله فوق كل قوة,فلا تغفلوا بأن الله هوالذي خلقكم وهو الذي يأخذكم عندما يشاء وكما يشاء ولكنكم جميعاأيها الطواغيت مصابون بمرض فرعون ونهايتكم دائما تكون مثله .
)) لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ)] النور: 57 [
فالله سبحانه وتعالى يُمهل ولا يُهمل
((وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ)) ] ال عمران:178 [