التآمر القرمطي الصفوي على العروبة والإسلام (5)
التآمر القرمطي الصفوي
على العروبة والإسلام (5)
د. فوّاز القاسم / سوريا
ففي مشارق الأمة الإسلامية تآمروا مع المغول لإسقاط الخلافة الإسلامية :
فمن المعروف أن من أهم أسباب انهيار الحضارة الإسلامية و انتقالها للغرب ، هو سقوط دار العلم بغداد بيد المغول ، وهذا السقوط لم يكن ممكناً لولا مساعدة ( الشيعة الصهاينة والشيعة الفرس ) للمغول ...
و لا يخفى على من له أدنى وعي تاريخي بالشيعة الصهاينة ، دور الوزير ابن العلقمي الخياني في سقوط بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية آنذاك ، وما جره على المسلمين من القتل والخراب والذل والهوان ، وذلك باتصاله وأعوانه بهولاكو ، وإغرائه بغزو العراق ، وتهيأته كل ما من شأنه إنجاح تلك المهمة القذرة ...
ولكي نلم ببعض جوانب تلك الخيانة العلقمية الفظيعة ، نورد بعض أقوال المؤرخين في بيان حقيقة ابن العلقمي وما قام به من المساهمة في سقوط الخلافة الإسلامية : فهذا جلال الدين السيوطي يقول : ( إن ابن العلقمي كاتب التتر وأطمعهم في ملك بغداد ) . ويقول أبو شامة شهاب الدين بن عبد الرحمن بن إسماعيل : ( إن التتار استولوا على بغداد بمكيدة دبرت مع وزير الخليفة ابن العلقمي ) .
ويقول شمس الدين الذهبي : ( وأما بغداد فضعف دست الخلافة ، وقطعوا أخبار الجند الذين استنجدهم المستنصر ، وانقطع ركب العراق ، كل ذلك من عمل الوزير ابن العلقمي الرافضي ).
ويقول ابن شاكر الكتبي : ( وأخذ يكاتب التتار ( يعني ابن العلقمي ) إلى أن جرأ هولاكو وجره على أخذ بغداد ) . ويقول عبد الوهاب ابن تقي الدين السبكي : ( وكان شيعيا رافضياً ، ويعني ابن العلقمي ، وفي قلبه غل للإسلام وأهله ، فحبب إلى الخليفة جمع المال والتقليل من العساكر فصار الجند يطلبون من يستخدمهم في حمل القاذورات ، ومنهم من يكاري على فرسه ليصلوا إلى ما يتقوتون به ) .
ثم يصف لنا
السبكي مؤامرة ابن العلقمي في قتل الخليفة والعلماء والفقهاء واستباحة بغداد وإراقة
الخمور في بيوت الله تعالى فيقول :
( وقصد هولاكو بغداد من جهة البر الشرقي ، ثم إنه ضرب سوراً على عسكره ، وأحاط
ببغداد، فأشار الوزير على الخليفة بمصانعتهم وقال : أخرج أنا إليهم في تقرير الصلح
، فخرج وتوثق لنفسه من التتار ورجع إلى المعتصم وقال : إن السلطان يا مولانا أمير
المؤمنين قد رغب في أن يزوج بنته بابنك الأمير أبي بكر ويبقيك في منصب الخلافة كما
أبقى صاحب الروم في سلطنته ولا يؤثر إلا أن تكون الطاعة له كما كان أجدادك مع
السلاطين السلجوقية ، وينصرف عنك بجيوشه، فمولانا أمير المؤمنين يفعل هذا ، فان فيه
حقن دماء المسلمين ، وبعد ذلك يمكننا أن نفعل ما نريد والرأي أن تخرج إليه . فخرج
أمير المؤمنين بنفسه في طوائف من الأعيان إلى باب الطاغية هولاكو ولا حول ولا قوة
إلى بالله العلي العظيم ، فأنزل الخليفة في خيمة ، ثم دخل الوزير فاستدعى الفقهاء
والأماثل ليحضروا العقد ، فخرجوا من بغداد ، فضربت أعناقهم ..!!!
وصار كذلك يخرج طائفة بعد طائفة ، فتضرب أعناقهم ، ثم طلب حاشية الخليفة فضرب أعناق الجميع ، ثم طلب أولاده فضرب أعناقهم ، و أما الخليفة فقيل أنه طلبه ليلاً ، وسأله عن أشياء ثم أمر به ليقتل .!! فقيل لهولاكو : إن هذا إن أريق دمه تظلم الدنيا و يكون سبب خراب ديارك فإنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخليفة الله في أرضه ... فقام الشيطان ( نصير الدين الطوسي ) وقال : يقتل ولا يراق دمه ... وكان الطوسي من أشد الناس على المسلمين ...!
فقيل إن الخليفة غم في بساط و قيل رفسوه حتى مات.
و لما جاءوا ليقتلوه صاح صيحة عظيمة، و قتلوا أمرائه عن أخرهم ، ثم مدوا الجسر، وبذلوا السيف ببغداد ، و استمر القتل ببغداد بضعاً وثلاثين يوماً و لم ينج إلا من اختفى ...
و قيل إن هولاكو أمر بعد ذلك بعدّ القتلى فكانوا ألف ألف وثمانمائة ألف ( مليون وثمانمائة ألف قتيل) ، غير من لم يعدّ ، و من غرق ...!!!
ثم نودي بعد ذلك بالأمان فخرج من كان مختبئ ، وقد مات الكثير منهم تحت الأرض بأنواع من البلايا ، والذين خرجوا ذاقوا أنواع الهوان والذل ، ثم حفرت الدور ، وأخذت الدفائن والأموال التي لا تعد ولا تحصى ، وكانوا يدخلون الدار فيجدون الخبيئة فيها وصاحب الدار يحلف أن له السنين العديدة فيها ما علم أن بها خبيئة ...
ثم طلبت النصارى أن يقع الجهر بشرب الخمر ، و أكل لحم الخنزير ، و أن يفعل معهم المسلمون ذلك في شهر رمضان ، فألزم المسلمون بالفطر في رمضان ، و أكل الخنزير ، و شرب الخمر .!! و دخل هولاكو إلى دار الخليفة راكباً لعنه الله ، و استمر على فرسه إلى أن جاء سدة الخليفة ، كالمستهزئ بها ، و انتهك الحرم من بيت و غيره ، و أعطى دار الخليفة لشخص من النصارى ، و أريقت الخمور في المساجد و الجوامع ، و منع المسلمون من الإعلان بالأذان ... فلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، هذه بغداد لم تكن دار كفر قط و جرى عليها هذا الذي لم يقع قط منذ قامت الدنيا مثله ، و قتل الخليفة و إن كان وقع في الدنيا أعظم منه إلا أنه أضيف له هوان الدين و البلاء الذي لم يختص بل عمّ سائر المسلمين ) ...
ويقول الأستاذ
حسن السوداني( معاصر ) :
لقد اتفق ابن العلقمي والطوسي (و
أصله من طوس وهي من توابع مدينة قم ) مع ملة الكفر ضد الخلافة الإسلامية بحجة
الدفاع عن أنصار الإمام علي رضي الله عنه وشيعته .!!
ومعروف أن الطوسي يسمى عند الشيعة الصهاينة والفرس أستاذ البشر، والعقل الحادي عشر ، و سلطان المحققين ، وأستاذ الحكماء والمتكلمين ، وفخرهم ، ومؤيد الفضلاء ، ونصير الملة ...
ولا ندري هل كان هولاكو من هؤلاء الفضلاء الذين أيدهم الطوسي .!؟
وهل كانت المغول هي الملة التي نصرها الطوسي على المسلمين ، فهتكت الأعراض ، وخربت مركز الحضارة الإسلامية .!؟ لقد كان الطوسي وابن العلقمي من حاشية هولاكو عندما وقف يخرّب ضريح الإمام موسى الكاظم فلم يبد منهما ما ينم عن أي قلق أواعتراض...!!!