شوية ديموقراطية
كنا قد اشتهينا هنا في سورية كما كان سبق واشتهى إخوان لنا في بعض بلداننا العربية على وجبة ديمقراطية أسوة بسائر خلق الله من سكان الكرة الأرضية لما رأينا سماطاتها الشهية ممدودة في كل البلدان الغربية تفوح منها رائحة الإنسانية المحشية بكريما العدالة والمساواة والحرية والكرامة والحقوق الشخصية والكثير من هذه المفاهيم التي تعتبر في بلادنا المرمية على قارعة الطريق المؤدية إلى الكرامة خيالية..
خرجنا في مسيرات عفوية جماهيرية حاملين أحلامنا الوردية بالخلاص من عهد الهمجية والعصابة الأمنية والحزبية والمحسوبية والحرامية إلى حيث يتساوى أمام القانون الراعي الرعية ورحنا نصرخ بملء أصواتنا الشجية أمام القنوات الفضائية,,"بدنا حرية ... نحنا بدنا حرية" وأنتشينا وأخذتنا الحمية لأن مطالبنا كما قالوا لنا في البداية شرعية....
وبعد أن أصبحت المسألة جديّة وأخذنا نقترب من تحقيق طموحاتنا التاريخية... أخذت سماؤنا تتلبد بغيوم غير عادية وبدأت تنتصب في وجوهنا الحواجز الوهمية ...اختلفت اللهجة وراحوا كل يوم يخرجون علينا بحجة إلى أن بانت النوايا وظهرت الخفايا
نظروا إلينا شذر مذر معتبرين طلبنا هذا نوعا من الترف والبطر وأفهمونا بطريقة دبلوماسية أن الديمقراطية أكلة غربية لا تتقنها المطابخ الشرقية صنعت خصيصا للأمم "الهاي هاي" التقدمية وهي ممنوعة علينا نحن الناطقين بالعربية لأننا " مو قد المقام" لا زلنا كتير صغار وأقزام على هكذا تقنية ...
عملوا المستحيل لجعل تحقيق حلمنا مستحيل ضربونا بشتى أنواع الأسلحة الخفيف منها والثقيل مرورا بالسكودات والبراميل ... أسكنوا في بلادنا عزرائيل ....وزعونا ما بين جريح وقتيل وذليل لاجئ شريد في بلاد الغربه تائها حائرا لا يعرف أيقصد شرقه أم غربه!! ... كل ذلك من أجل قليل من الديموقراطية ....جربوا فينا كل المعدات الحربية التقليدية وغير التقليدية والمحرمة في كل الأعراف الدولية ....الانشطارية والعنقودية وأكملوها بالأسلحة الكيميائية أمام سمع وبصر كل البشرية التي طنشت وهمشت أخبارنا بالكلية زرعوا بيننا قطّاع الطرق والحرامية والعواينية وتجار الشعارات الدينية حتى يقولوا هذه ليست ثورة شعبية بل هي جماعات إرهابية ....." علكة كتير صارت حامضة وبايخة وسايخة وباينة أهدافها الحقيقية..
.. استقدموا لنا حالش وداعش والكثير من البهائم وأكلة الحشائش من بقر العراق وشذاذ الآفاق.... والحوثية حتى يثبتوا للعالم أنها مسألة طائفية .....
وأخيرا اختصروا قصتنا في داعش متناسين كل هذا الظلم الفاحش وقصة البلد "اللي ما رح يبقى فيها حدا عايش.. ميت أو بيصارع الموت أو في بقاع الأرض طافش" !!!
وكلها منشان :
"شوية ديموقراطية"
وسوم: العدد 918