الانتخابات التشريعية الفلسطينية والجدل حولها
منذ أن أصدر الرّئيس محمود عباس المرسوم الرّئاسي القاضي بإجراء الانتخابات التّشريعية في أيّار القادم والجدل قائم بين المواطنين، فعشرات الآلاف يرى كلّ واحد منهم أنّه مؤهّل لتمثيل الشّعب، حتّى "القاعدون" الذين ينتظرون الدّعم من "البترودولار" أو من الممولّين الغربيّين يعطون أنفسهم الأحقّيّة بتمثيل الشّعب الذي ما خدموه يوما في حيواتهم.
واللافت للإنتباه هو ما يجري في "كولسات" التّنظيمات والأحزاب" التي لم ينتبه القائمون عليها أنّ اتّفاقات أوسلو أفرغتها من مضامينها التي قامت على أساسها، فهناك من يغضب وهناك من يحرد ظنّا منه بأنّ فلسطين لم تنجب غيره، وبالتّالي فهو الأحق والأولى في تمثيلها! فحركة فتح التي تمثّل العمود الفقري للحركة الوطنيّة الفلسطينيّة تعيش صراعات داخليّة لم تعد خافية على أحد، وحتّى يومنا هذا يجري الحديث عن ثلاث قوائم انتخابيّة لفتح، عدا عمّن سيشاركون في قوائم مستقلّة، وهذا سيفتّت أصوات النّاخبين كما جرى في انتخابات عام 2006. أمّا قوى اليسار فوضعها لا يختلف عمّا يجري داخل حركة فتح، فمع كلّ الأزمات التي تعيشها قوى اليسار، إلا أنّها لم تتّعظ هي الأخرى من أخطائها ولا من أخطاء غيرها، فكلّ واحدة منها ترى أنّها هي الأكبر والأقوى والتي تحظى بالتفاف جماهيري واسع! وبالتّالي يجب أن تحظى بعدد من المقاعد الأولى في القائمة لن تستطيع قوى اليسار مجتمعة الحصول عليها!
ويجري الحديث أيضا عن قائمة مشتركة لجميع التّنظيمات، وهذا ما لا يمكن تحقيقه مطلقا في ظلّ التّنافس على سلطة تحت الاحتلال.
والمتابع لما يجري على السّاحة الفلسطينيّة من صراعات علنيّة وأخرى خفيّة، لن يحتاج إلى كثير من الذكّاء؛ ليعرف أنّ "الأبوات" يتعاملون مع فصائلهم كقطيع غير قابل للتّجديد، وبالتّالي فهم الأولى بقيادة وتمثيل هذه الفصائل حتّى يغيّبهم الموت.
وهذا المنافسة غير المبرّرة مع عشّاق المناصب والظّهور، تجري على انتخابات قد لا تجري بسبب الاحتلال وموبقاته، فمن غير المعقول أن تجري انتخابات تشريعيّة دون القدس جوهرة الأراضي الفلسطينيّة وعاصمة الدولة العتيدة، ومواطنوها جزء لا يتجزّأ من الشّعب الفلسطينيّ. فالإنتخابات المزمع عقدها تجري تحت سقف اتّفاقات أوسلو التي قتلتها اسرائيل. فهل سينجح الرّأي العامّ العالمي بالضّغط على الحكومة الإسرائيليّة للموافقة على مشاركة القدس في الإنتخابات الفلسطينيّة؟
وإذا ما جرت الإنتخابات كما يريد شعبنا فهل سيتم ترشيح ودعم قيادات شبابيّة قادرة على تلمّس هموم وقضايا الشّعب؟ والحديث يطول.
وسوم: العدد 920