هل ينجح مندوب الخارجية الامريكية في مهمته بالمنطقة ..؟
اكثر من شهرين والمفاوضات بين غزة واسرائيل علي تثبيت وقف اطلاق النار تراوح مكانها وتكاد تكون قد وصلت الي طريق مسدود لوجود تعقيدات في كافة الملفات المطروحة للتفاوض واولها ملف صفقة تبادل الاسري التي استنزفت جهد الوسيط المصري واخذت وقت طويل خاصة بعد الحرب لاشتراط اسرائيل ربط اي تقدم بالتهدئة الشاملة واعادة اعمار قطاع غزة بالتقدم واحراز اختراق يفضي لاتفاق في هذه القضية التي تريد اسرائيل ان تنهيها باقل الاثمان او حتي بلا ثمن. المقاومة في غزة وخاصة قيادة حماس تفاوض على اطلاق المئات من الاسري القدامي في صفقة تحقق لها تفوق جماهيري كالتي سبقت ابان صفقة "وفاء الاحرار" ولعل تشدد قيادة حماس في هذا الموضوع يعني ان اسرائيل لن تحصل علي جثث جنودها واسراها من غزة الا باطلاق سراح المئات من الاسري واصحاب المؤبدات . اسرائيل مستعدة لتوقيع اتفاق لكن دون اطلاق سراح اي اسير فلسطيني والمقابل فقط هو اعادة اعمار غزة وفتح المعابر والسماح بالبضائع والمواد الاساسية بالدخول لغزة في اقذر عملية ابتزاز تشهدها المنطقة منذ عشر سنوات بما ينذر بحرب خامسة علي الاقل لتفهم اسرائيل ان القوة لا تصنع سلاما ولا تاتي بهدوء مجاني .
الولايات المتحدة لاعب مهم جداً في المشهد الفلسطيني والاقليم وتراقب عن قرب كل خطوة يقوم بها الوسيط المصري لتثبيت الهدوء والاستقرار في المنطقة وتتابع عن كثب سير المفاوضات بين غزة واسرائيل من الشباك الخلفي لذلك فان واشنطن تعرف ان الطريق للتوصل لاتفاق كبير بين غزة واسرائيل بات معقدا والطريق الموصل اليه مليئ بالعقبات , لذلك ادركت واشنطن ان حضورها للمنطقة بات مهما لمحاولة كسر الجمود الذي اوصل المفاوضات لهذا الحال وتريد اليوم ان تدفع باتجاة بذل دور اكثر ايجابية في هذا الاطار لعل وعسي انها تستطيع تلين مواقف الطرفين وفتح الطريق امام اختراق حقيقي في قضية الاسري واعادة اعمار قطاع غزة بالاضافة لالية دخول الاموال القطرية للفقراء في غزة . "هادي عمرو" مسؤول الملف الفلسطيني الاسرائيلي في وزارة الخارجية الامريكية في فلسطين هذا الاسبوع وسوف يمكث اسبوع علي الاقل ليجري لقاءات مهمة مع المسؤولين الاسرائيلين للتعرف عن قرب على العقبات التي حالت حتي الان من وصول الطرفين الي اتفاق ما ومن خلال ذلك سيتعرف على اعضاء الحكومة الاسرائيلية الجديدة وينقل لهم وجهة نظر واشنطن في هذا الموضوع والتي هي بصراحة لا ترغب هي والوسيط المصري في ان ينفجر المشهد من جديد ويعود الطرفان لجولة جديدة من القتال .
مسؤول الملف الفلسطيني الاسرائيلي في الخارجة الامريكية "هادي عمرو" امام مهمة من شقين الاول محاولة ازالة اي عقبات تعترض طريق المفاوضات بين غزة واسرائيل وبالتالي نزع فتيل صدام جديد والثاني الحديث مع حكومة "نفتالي بينت" في موضوع السياسة الاسرائيلية الاستيطانية وهدم البيوت في الضفة الغربية والذي تري فيه الادارة الامريكية انه يعيق اي تقدم اليوم باتجاه فتح لمسار مفاوضات سلام بين الطرفين , ولعل مهمة "هادي عمرو" اليوم مهمة صعبة والنجاح فيها محدود وقد لا ينجح بمفردة دون تدخل مباشر من وزير الخارجية الامريكي "انتوني بلنيكن" في كافة الملفات لدي حكومة "نفتالي بينت " لان هذا الاخير لا يريد ان يترك اي مماسك علي حكومته امام المعارضة الاسرائيلية التي يتزعمها نينياهو لتشكل مادة تستغل لاسقاط حكومته التي لم تثبت اقدامها في الحكم بعد . وزير الخارجية الامريكي "انتوني بلنيكن" كان قد ابلغ اسرائيل مؤخرا انزعاج واسنطن من مواصلة اسرائيل اصدار تصاريح البناء الاستيطاني في الضفة الغربية وشرق القدس وغور الاردن بالاضافة الي سياسة هدم البيوت في القدس والقري البدوية بالضفة الغربية تحت زارئع مختلفة ما اعتبر هذا سياسية قد ترمي بالكثير من العقبات امام الدور الامريكي في تهيئة المشهد لاطلاق عملية سلام جديدة قد يدمر اي مساعي لاعادة الطرفين لطاولة المفاوضات علي اساس حل الدولتين .
مسألة غزة مسألة معقدة باعتراف اسرائيل التي لا تريد اتفاقات كبيرة مع غزة لتبقي ايديها مطلقة في الوصول لاي قدرارت متطورة للمقاومة الفلسطينية وتحيدها في مهدها بالمقابل فان المقاومة في غزة لا يمكن ان تقبل باي اتفاق يقيد يديها وقدرتها في الدفاع عن نفسها في المستقبل وخاصة ان اسرائيل معروفة بعدم احترامها لاي اتفاقات او تعهدات حتي لو كانت بضمانات دولية . ومسألة وقف الاستيطان او حتي خفيض وتيرته في منطقة (C) و وقف هدم البيوت في القدس والضفة الغربية مسالة اكثر تعقيدا لان اسرائيل تعتبرها من الدواعي الاستراتيجية وتعتبرهذا كمشروع استراتيجي للدولة اليهودية والمشروع الاستيطاني الكبيرهو السبيل لتحقيق وتجسيد تلك الدولة علي الارض ولا اعتقد ان اي حكومة اسرئيلية سواء الحكومة الحالية او القادمة قد تتخلي عنه حتي لو ارادت واشنطن ذلك . وهذا ما يجعل مهمة "هادي عمرو" الحالية في المنطقة صعبة وقد تفشل لان اسرائيل علانية تريد من واسنطن مقابل تليين موقفها في الملفات غزة وقبول صفقة تبادل مع غزة والتوصل لاتفاق اعادة اعمار غزة وبالمقابل قد يفشل مسؤول الملف باقناع اسرائيل خفض وتيرة الاستيطان وهدم البيوت بالضفة الغربية نهائيا دون ان تمارس واشنطن ضغط حقيقي عبرالاستجابة لدعوات كبيرة من مستويات امريكية مختلفة لربط المساعدات الامريكية لاسرائيل باحترام حقوق الانسان الفلسطيني وعدم استخدام هذه المساعدات للاعتداء علي حقوق الانسان الفلسطيني وقتل واعتقال الاطفال وهذا ما بات محور اهتمام من الشارع الامريكي واعضاء بالكونغرس والنقابات العمالية والمهنية بامريكا مؤخراً.
وسوم: العدد 937