داعش تعود للواجهة بعد قتلها الدكتور حسين السليمان
وتسرّع الإئتلاف وحكمة الجبهة
مؤمن محمد نديم كويفاتيه
لست مع داعشاً ولست من أنصارها ، ولكنها قضاء الله في أرضنا ، كما هو التشتت بين المعارضة والفصائل المسلحة ، ومما لاشك فيه بأن أي أسلوب اختطاف أو قتل بين الفصائل المُسلحة هو جريمة بحق الوطن والشعب السوري وثورتهم المباركة ، ولكن هنا أتوقف ملياً لأتسائل : هل الخطأ على داعش أم الخطأ نتحمله جميعاً ، أذ لم نضع وثيقة عهد وتفاهم يوقع عليها الجميع ، ومن يأباها نقاتله جميعنا كما نقاتل النظام ، أولاها حرمة الدم السوري الغير تابع لنظام الإجرام ، والبند الثاني أن الاختطاف هو بمثابة تقطّع الطريق ، يُعاقب صاحبها بعقاب الله سبحانه إن كان متعمداً ، فلا يُلام حزب أو جماعة او فصيل مُسلح ، بل من قام بالجريمة يُسلم الى المعنيين من المتضررين بهذا العمل الشائن إلا إن كان هناك شُبهة ، وعندما يُستجلى الأمر على حقيقته يُطلق سراحه فوراً ، او يُسلم الى الجهات التي ينتمي إليها لمحاسبته وتتبع أمره ، وألا يُشار الى شخص أو فصيل بالاتهام إلا إذا ثبت تورطه بتواطئ مع عصابات آل الأسد او سرقة وما شابه ، على ان يُبلغ من هو تابع له بما اقترفت يداه أو يداهم كعصابة غرباء الشام ونحوهما ، ممن ثبتت الجرائم عليهم بالسلب والنهب والتواصل مع العدو ، أي تكون هناك خطوط عريضة يجري التنسيق فيها مع الجميع ، دون مُحاسبة أي شخص على مايعتقده أو يؤمن به ، ودون حجر على فكر أو رأي ، او حد لحرية الإعلام والنقد أو أي عامل في منظمات وهيئات الإغاثة اياً كان نوعها ، وان يكون هناك اشبه مايكون بالعلاقات الدبلوماسية ، فلا يُقتل رسول أو سفير ، ولايُقتل معاهداً ، او من دخل بإذن من أي فصيل ثوري ، إلا من ثبت تورطه بجرائم مع نظام الإجرام الأسدي ، على أن تجُرى له المُحاكمة العادلة ، وقبل تنفيذ أي حكم عليه ، تُرسل الاثباتات الى الجهة المعنية به ويجري الحوار والنقاش حوله ، ومن ثُم يُسلم الى الجهات العدلية المختصة ، لتنفذ ماتقتضيه مصلحة الوطن في شأنه ، دون تسّرع أو تواطؤ ، ليكون هذا التزاماً بين الجميع للبعد عن المماحكة والاحتكاكات ، ولتامين الطرقات والأشخاص ، ولتوثيق عُرى التعاون بين الجميع على أسس واضحة الى حين إسقاط نظام الإجرام وبناء الدولة السورية على الأسس العلمية ، ووفق إرادات الشعب وبالطبع بما لايخالف شرع الله سبحانه ، ضمن منهجية اسلامية معتدلة لاغلو فيها ولاتهاون.
ومنذ قتل الشهيد الدكتور حسين السليماني الوسيط والرسول ومدير معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا ، أتتبع التقارير وردود الفعل على هذه الجريمة النكراء بكل دقّة ، وأولاها بتسمية الجمعة الأولى لعام 2014 بجمعة "الشهيد أبو ريّان ضحية الغدر " وهو اسم يليق بمأسوية الحدث المؤلم ، وما تبعه من مطالبات بإطلاق جميع المختطفين من كل الأطراف ، وأنا مع الحملة الإعلامية المكثفة إلى أن يتم ذلك دون تهاون بأرواح وحرية ثوارنا وأحرارنا ، في نفس الوقت الذي أُدين فيه تسرّع الائتلاف بالزج باسم داعش كتنظيم إرهابي لأنّ هذا لايخدم مصالح الثورة والثوار ولاسورية ، ولا يدعم إلا الاقتتال الداخلي الذي نحن في غنىً عنه ، وكل ما أخشاه من وراء هذا التصنيف المتسرع ليكون في خدمة الأجندات الخارجية ، في نفس الوقت الذي ظهر فيه بيان الجبهة الاسلامية الذي وصلني للتو ، اكثر توازناً وحكمة ، فلا شأن لنا في هذه التصنيفات ولا تخدمنا ، وما يهمنا مواجهة النظام المجرم ، وألا يتوجه السلاح إلا نحوه ، وعداوته مع الغرب لاتعنينا بشيء ، هذا الغرب والأمريكي بأغلبه المتواطئون على سفك دم شعبنا ، وهم من مصلحتهم اقتتالنا ، وبيان الائتلاف هو بمثابة إعلان الحرب وهو ليس بمصلحتنا ، في نفس الوقت الذي بررت داعش قتل البعض الغير مُبرر قطعاً ، فكان علينا أن نُفند ادعاءها ونطالبها للتحاكم ، ونفتح باب الحوار لمصلحة الوطن ، ونطالبها بما يتوجب القيام به كما جاء في بيان الجبهة الاسلامية بتسليم كل من تلطخت يداه بدماء أحرارنا وتقديمهم للعدالة المتمثلة حالياً بالهيئة الشرعية مصحوباً بالتحذير ، الذي يأتي بعده مايجب فعله للمواجهة إن اقتضى الأمر مالم تستجب داعش وتبيان كل الحقائق للناس ، ولا أعتقد بألا تستجيب داعش في نهاية الأمر ، لأنها حينها ستثبت بعملها خدمتها للنظام كما جاء في إدانتها وليس للثورة ، مما سيجعل سحب البساط من تحتها سهلاً وملاحقتها أينما حلّت ، لأناشدها في نفس الوقت بقبول التحكيم ، أو ما عليها إلا أن تكتب نهايتها بأيديها ، والله أكبر ، والنصر بإذن الله لشعبنا السوري العظيم.