شبهات حول إشهار حزب "وعد"

شبهات حول إشهار حزب "وعد"

محمد زهير الخطيب/ كندا

[email protected]

1-  التوقيت غير مناسب وبعيد عن نبض الشارع!!!

الصحيح أن التوقيت مناسب جداً، بل ومتأخر، والشبهة تأتي من ظن بعض الناس أن القصد من الحزب ترك المعركة والاستعداد لتقاسم كعكة النصر!!! وهذا فهم سطحي وغير صحيح، والفهم الصحيح هو أن من أسباب تأخر نصر الثورة ليس حرص المجتمع الدولي على النظام المجرم بقدر خوفهم من البديل، وخاصة أن بعض الاتجاهات المتطرفة تصرح بقوة أن "الديمقراطية كفر" وأنهم سيقيمون دولة إسلامية حسب فهمهم هم للاسلام وليس حسب فهم البرلمان المنتخب من قبل الشعب.

وهدف حزب "وعد" الرئيسي هو تهيئة حاضنة وطنية دستورية مستقلة ذات مرجعية إسلامية وسطية تعمل على ترسيخ مبادئ الحرية والعدالة بالوسائل الديمقراطية. وحزب "وعد" بمؤسسيه وطروحاته مرشح لأن ينجح في توفير هذه الحاضنة السياسية التي ستلتف حولها أكثر أطياف الوطن السوري، وستساهم في تطمين المجتمع الدولي إلى مستقبل سورية السلمي الديمقراطي الايجابي المتعاون مع كل قوى الخير في المنطقة والعالم...

إن أول من يجب أن يؤمن بهذا الدور الريادي ويقتنع به دون تشكك أو تردد هم مؤسسوا الحزب، وبالتالي عليهم أن يجعلوا من إشهار الحزب مطلباً وأملاً لكل مواطن سوري لتعطيل إشاعات المرجفين بأن سورية مقبلة على فوضى سياسية واقتتال طائفي وحكم طالباني متطرف. وأنا متأكد تماماً أن كل من يفهم دور الحزب بهذا الشكل، سيعتبره منقذاً وأملاً ويستعجل خطواتنا الكسلى لاشهاره وبدء مسيرته المأمولة...

2-  هل الإشهار أولاً أم المال؟

هل الدجاجة أولاً أم البيضة؟ خذوا وقتكم واقتلوا الموضوع بحثاً ولعلكم تصلون إلى نتيجة ما بعد أن تقع الفأس بالرأس، ولكني أضمن لكم أنكم لن تحصلوا على دجاجة بله بيضة مادمتم تراوحون في مكانكم وتترددون في قراركم.

قال أحدهم لرجل صالح: ادعُ الله لي أن يرزقني غلاماً فقد دعوته كثيراً ولم يستجب لي!!! قال له الرجل الصالح هل أنت متزوج؟؟ قال لا، قال له إذهب وتزوج، وعسى أن يهبك الله غلاماً بعد تسعة أشهر... 

كنا نتحدث منذ أشهر مع أحد أعضاء حزب العدالة التركي عن حزب وعد وآماله وأحلامه، وطلبنا منه تأييداً ودعماً، قال هل أشهرتم الحزب؟ قلنا له لمّا بعد، قال أشهروا ثم اتصلوا بنا رسمياً نجبكم رسمياً...

إن هناك كثيراً من رجال الاعمال السوريين والميسورين ومنظمات المجتمع المدني وجمعيات دعم الديمقراطية والسلم الاجتماعي يمكن أن توفر دعماً غير مشروط ولكن بالتوقيت الصحيح ومن خلال مشاريع وبرامج خاضعة للمراقبة والمحاسبة المالية.

3-  الانتظارحتى يتوفر مكتب سياسي فاعل للحزب!!!

مرة اخرى، سيبقى حزب وعد "يتكلم" في السياسة عبر الوبكس أو السكايب بين أربعة جدران دون أي "فاعلية"، وكأنه يغني في الطاحون، حتى يتم إشهاره وحتى يثبت وجوده على عدة محاور:

أ-  كسب عضوية الآلاف.

ب- توفير مصادر مالية نظيفة غير مشروطة.

ج- البدء بتنفيذ برامجه النظرية المحبوسة في الورق على أرض الواقع العملي.

د- المشاركة في تكتلات المعارضة المتعارف عليها كالمجلس الوطني والائتلاف. هـ- بناء تفاهمات وتحالفات وطنية ايجابية.

وإذا اتفقنا على ضرورة الاشهار، ومعلوماتي أن الكثرة موافقة، تبقى كيفية الإشهار من التفصيلات، وأيسرها الاعلان قبل ثلاثة أسابيع عن موعد ثابت لا يتغير، "صحو أو مطر" كما يقول القوم عندنا في كندا، يحضره المجلس التنفيذي وعشرة ضيوف متميزين، ومن أراد من الهيئة التأسيسية على أن يتكفل بنفقاته، ومن أراد من أهل البلدة التي يعقد فيها الاشهار، وكوكبة من القنوات الفضائية ووسائل الاعلام المتوفرة.

وكل إشهار وأنتم بخير.