هزيمة المغربي العثماني لم تكن بسبب التطبيع مع الصهاينة
16أيلول2021
معمر حبار
قرأت لأساتذة جزائريين جامعيين، وفقهاء، وكتاب، وشباب يتحدّثون جميعا بلسان واحد أنّ: حزب العدالة والتنمية بالمغرب الأقصى انهزم في الانتخابات البرلمانية شرّ هزيمة، لأنّه اختار الهرولة نحو الصهاينة، وفضّل التطبيع وهو الذي كان يتظاهر -عبر المظاهرات- برفضه لإقامة العلاقات مع الصهاينة. وبعد أن مرّر به الملك محمد السادس مشروعه في التطبيع، قام بالتخلي عنه، وطرده شرّ طردة. وعليه أقول:
- الإنتخابات البرلمانية المغربية شأن داخلي لانتدخل فيه، ونحترم أصحابه والقائمين عليه.
- يرى صاحب الأسطر أنّ هزيمة العثماني في الانتخابات البرلمانية المغربية لاعلاقة لها بالتطبيع، وإقامة العلاقات مع الصهاينة.
- التطبيع -كمثال- سياسة الملك. والملك في المغرب الأقصى لايناقش في صغيرة ولا كبيرة، ولا في سياسة داخلية ولا خارجية. وسكان المغرب الأقصى يفتخرون بذلك، ويقرّون به، ولا يقبلون رأيا مخالفا لقرار الملك. وهذا شأنهم الداخلي، ولا يحقّ التدخل فيه.
- لاتستطيع الأحزاب الناجحة في المغرب الأقصى أن تعارض التطبيع مع الصهاينة، لأنّها تعتبر -حينئذ- تطاولا على الملك، وسياسة الملك.
- تابعت انتقادات سكان المغرب الأقصى من أفراد المجتمع، وأحزاب مؤيّدة للعدالة والتنمية، ومعارضة له، وكلّها تنتقده في عديد النقاط باستثناء هرولته نحو التطبيع، وإبرامه علاقات مع الصهاية. وهذه النقطة لم يذكرها أحد ضمن النقد الموجّه للعثماني، لأنّهم يدركون أنّ التطبيع أقرّه الملك، ولا رادّ لقراره.
- خسارة حزب العدالة والتنمية تعود لفشله في قضايا اقتصادية، واجتماعية داخلية كالتقاعد، والقدرة الشرائية، وارتفاع الأسعار، ونسبة الفقر، وعدم تحقيق وعوده، وغير ذلك من النقاط التي ترتبط بالموضوع.
- ويمكن إضافة عناصر خارجية ساهمت -بشكل أو بآخر- في فشل حزب العدالة والتنمية كـ: التضييق على الإخوان في مصر، الإنقلاب ضد الغنوشي في تونسمن قبل رئيس تونس قيس سعيد، والفوضى السائدة في ليبيا ووضعية الإخوان هناك، وتحالف بعض الدول العربية خاصّة الخليجية منها ضدّ الإخوان، وهزيمة الإخوان في بعض الدول العربية وتهقرها في الترتيب.
- من قال أنّ هزيمة العثماني تعود لهرولته نحو التطبيع، وأنّ مجتمع سكان المغرب الأقصى عاقبوه لعلاقاته بالصهاينة. فهو مطالب أن يذكر أن الأتراك انتخبوا أردوغان، وحزبه، وأعادوا انتخابه لتشبّثه بالصهاينة، وتجديده العلاقات مع الصهاينة، وكذا دول ومجتمعات أخرى.
- من قال أنّ هزيمة حزب العدالة والتنمية يعود لعلاقاته بالصهاينة، فهو مطالب أن يضمن أنّ الذين فازوا سيلغون العلاقات بالصهاينة، وسيتبرّؤون من تطبيع العثماني وحزبة. وهذا الايمكن حدوثه، لأنّه قرار الملك الذي يجب تفيذه سواء كان من المؤيدين للعثماني وحزبه، أو المعارضين له.
- الآن وقد وقفت على سبب هزيمة حزب العدالة والتنمية بقيادة العثماني، يمكنك أن تقول بعدها: لم تشفع لك هرولتك نحو الصهاينة، كنت آلة للتطبيع فانتهت مهمة الآلة، وكنت وسيلة لتحقيق غاية إقامة العلاقات مع الصهاينة فانتهى أجل الوسيلة، استخدمت الدين لأجل التطبيع فخسرت الدي والدنيا.
وسوم: العدد 946