الجمعيات القبطية وحكومة الإنقلاب

خليل الجبالي

مستشار بالتحكيم الدولي

[email protected]

سؤال يطرح نفسه في خضم ما يجري من مستجدات مصرية نتيجة الهجمة الشرسة علي كل ما هو إسلامي . ماذا ستفعل حكومة الإنقلاب مع الجمعيات الخيرية القبطية؟

توجد مئات من تلك الجمعيات وأكثرها متواجد داخل الكنائس، فهل ستتعامل حكومة الإنقلاب معها كما تعاملت مع الجمعيات الخيرية الإسلامية الآن؟

أم ستكون البديل الذي سيلجأ إليه المصريون حتي يبيض الإنقلاب صورة تواضروس وساويرس ومن تعاون معهم علي إزاحة حكم الإسلاميين في مصر؟

وهل إذا لجأ المصريون إلي الجمعيات الخيرية القبطية سيرضي ذلك حزب النور وشيخ الأزهر ومفتي الجمهورية ؟

لماذا يتم التضييق علي المسلمين في مصادر أرزاقهم وعلاجهم وطعامهم؟

إن ألاف الفقراء والمحتاجين يستفيدون من تلك الجمعيات ، هذا بخلاف المرضي الذين إستعصى عليهم تكلفة العلاج في المستشفيات الخاصة بل العامة أحياناً نتيجة إزدحامها وعدم توفر مستلزمات العلاج فيها!

إن الحرب علي الإسلام تتحرك علي قدم وساق، وهؤلاء الإنقلابيون ينفذون مخططات أمريكية، صهيونية ، خليجية تملى عليهم ، ولا يفهمون إلا لغة واحدة .. هي تنفيذ الأوامر....

لا يملك الفقراء والمحتاجون من أمرهم شيئاً إلا اللجوء إلا الله والركون إليه ، فقدت غاب عنهم العائل الذي يرعي مصالحهم ويعمل علي قضاء حاجاتهم في سجون الإنقلاب.

فأين لهم بالطعام والمأوي والعلاج إذا رفضت الدولة رعاية مصالحهم؟

ولمن يلجأ هؤلاء بعد أن يتم تجميد الجمعيات الخيرية التي لا تبغي إلا وجه الله والعمل علي رعاية المصريين الفقراء.

إن كثيراً من المصريين النصاري يستفيدون من تلك الجمعيات الخيرية أيضاً.. فقد رأيت بعيني النصاري يذهبون إلي الجمعيات الطبية الإسلامية التابعة للإخوان المسلمين والجمعيات الخيرية التابعة للجمعية الشرعية وغيرهم من الجمعيات الإسلامية لتلقي العلاج فيهم.

إن عدم توفر البنية التحيتة التي يجب أن تقوم بها مؤسسات الدولة ، وعدم وجود تضامن إجتماعي حقيقي للفقراء والمحتاجين ، وعدم وجود متابعة حقيقة في أخذ الضرائب ممن يحق عليهم ، وكذلك عدم تفعيل ركن الزكاة الواجبة علي المسلمين الذين تضخمت جيوب بعضهم بالأموال وينفقونها في البذخ واللهو .... لجدير أن يفلت زمام الفقراء والمحتاجين ويحولهم إلي عناصر مفسدة في المجتمع بعد أن تخلت مؤسسات الدولة عنهم في إحتياجاتهم الضرورية، بل ضيقت علي منافذهم الخيرية التي كانوا يلجأون إليها.

إن الظالمين ومن عاونهم لا يتورعون في أخذ خطوات تبث أقدامهم علي حكم البلاد دون الإلتفات إلي مصالح عامة الناس مما سيؤدي إلي إنفجارات نفسية وأخلاقية وسلوكية لا يعلم مداها إلا الله.

( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وأُفَوِّضُ أَمْرِي إلَى اللَّهِ إنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) سورة غافر.