أعلنوا أنكم يهود ولا تخافوا

أحمد الجمال

لا تخافوا فالأمة بين نائم ... ومستقيل ... وغارق في شهواته أو دنياه وبين مقهور مكبل بالأصفاد والأغلال.

لا تخافوا فالصليبية العالمية معكم من أعماقها ، معكم قولا وعملا وليس تأييدا بالقول فحسب وليس بالبيانات وإنما بالمال والسلاح والمخابرات والتآمر .

لا تخافوا فالصهيونية العالمية معكم بل هي التي دفعتكم إلى ما أنتم فيه وخططت لكم . كما أن مجوس العالم بقيادة كسرى ذي العمامة السوداء معكم بكل ما أوتي المجوس من حقد على أمتنا وعداوة لها وبكل ما هم عليه من حماقة وطيش .

لا تخافوا فالإعلام العالمي الذي يسيطر عليه اليهود في مصر وفي غيرها في خدمتكم ، فقد باع كثير من الإعلاميين أنفسهم للشيطان وركلوا الآخرة بأقدامهم ، فما ينطقون بكلمة حق وقد قبضوا الثمن من حكام دول البترول الأسخياء أحفاد حاتم لكن في الشر ومحاربة الأمة ودينها لا في الخير وعزة الأمة وكرامتها

هل سمعتم بإعلاميين يدعون إلى ذبح الشعب المصري تحت شعار ذبح الإخوان والدولة صامتة بل مؤيدة .

هل دور الإعلام التحريض على القتل علنا و دونما حياء أما الإنقلابيون فكأنهم لا يسمعون ولا يبصرون وفي الوقت نفسه يسوقون كل معارض سلمي إلى السجن أو يقبضون عليه بتهم باطلة تنطبق عليهم لا على المتظاهرين . هل سمعتم بهذا التحريض في دولة أخرى غير مصر . 

لا تخافوا فالقضاء الرخيص طوع بنانكم وقد منح نفسه قداسة لا تحظى  بها المقدسات وها هم القضاة يصولون ويجولون على الشعب المطحون ويطلقون من التهم ويصدرون من الأحكام ما غدا سبة وعارا في جبين القضاء المصري .

لا تخافوا معشر الجبناء الغادرين فشيخ الأزهر ومفتي العسكر وبابا الأقباط وأثرياؤهم معكم فعلام التردد في إعلان أنكم يهود .

هيا يا معشر الإنقلابيين ويا معشر من يؤيدهم من أنذال العلمانيين الذين ملؤوا الدنيا ضجيجا منادين بالديمقراطية وبالاحتكام إلى صناديق الإقتراع ، ثم عندما جاءت النتائج بما لا تهوى أنفسهم داسوا الصناديق وكفروا بها وكشفوا عن وجههم الشائه القبيح .

نعم الصليبيون والصهاينة ومجوس ايران والإعلام القذر والقضاء المتفرعن وشيخ الأزهر ومفتي  العسكر وبابا الأقباط وأثرياؤهم والعلمانيون وأدعياء السلفية الذين باعوا أنفسهم بدراهم معدودة وكل أعداء الإسلام معكم إذن تشجعوا وأعلنوا بلا حياء أنكم يهود ولستم مسلمين .

كل هؤلاء معكم  لكن المشكلة أن واحدا لا يقهره أحد ليس معكم إنه الله تعالى الذي يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته . إن الله مولانا ولا مولى لكم هذا أولا . وإن كنتم لا تبالون إذا لم يكن الله معكم وأحسب ان الأمر هكذا لأنه لو كنتم تبالون لما فعلتم ما تفعلوه الان.

وثانيا : فإن الشعب المصري ليس معكم يؤكد هذا المظاهرات التي لم تتوقف ولم تنقطع طيلة  ستة أشهر  مستخفة بإرهابكم وإجرامكم الذي أودى بحياة الآلاف من المصريين عدا الجرحى والسجناء. فويل لكم من غضبة الله أولا ثم من غضبة الشعب ثانيا .

عجبا يا مصر يا أم الدنيا و أم العجائب :

القتلة يسجنون القتلى ويحاكمونهم واللصوص يعاقبون أصحاب الدار لأنهم لم يرضوا بالسرقة والخونة يتهمون الشرفاء الأحرار بالعمالة والقضاة الذين يعتلون المنصة أولى الناس بقفص الاتهام وأقبية السجون .

أليس من البلية أن يكون التخابر مع حماس جريمة والتنسيق مع ا سرائيل في حصار غزة وتشويه المقاومة الفلسطينية وتضييق الخناق عليها بطولة وشرفا ووطنية .

أيها القضاة ألم تعلموا أن وزير الداخلية في عهد حسني مبارك هو الذي أمر بالتفجير في كنيسة القديسين ليتهم بهذا الإسلاميين فماذا صنعتم ؟

ألم تروا بأعينكم كيف قتل الإنقلابيون آلاف المصريين ، فهل اعتقلتموهم على ذمة التحقيق أم أنه يباح للإنقلابيين ما لا يباح لغيرهم .

أيها الإنقلابيون إن الشعوب الإسلامية ليست معكم وليس شعب مصر فقط و لقد أصدرت هذه الشعوب  قرارا لا رجعة عنه أنكم أنتم الخونة الإرهابيون وليس الإخوان وانكم قتلة مجرمون وسوف تلاحقكم أمتنا لتحقيق العدالة فيكم إن عاجلا أو آجلا .

ألم تعلموا أيها الإنقلابيون الأغبياء أن الإخوان هم أكبر الحركات في العالم العربي وأنها روح الأمة والمعبرة عن آمالها وآلامها والساعية لتحقيق تطلعاتها. أما أنتم فلا تمثلون إلا أنفسكم وأمثالكم من المنسلخين عن دينهم واللاهثين وراء المال والمنصب ، ولولا السلاح الذي ائتمنكم الشعب عليه لدحر أعدائه فوجهتموه إلى صدره لكان من المستحيل أن تعتلوا الكراسي التي اغتصبتموها رغم إرادة الشعب .

 ألم تسرقوا الحكم من الحاكم الشرعي ثم لم تكتفوا بهذا بل خطفتموه وأحلتموه إلى قضائكم الرخيص المأجور الذي رضي لنفسه هذه المكانة .

ألم تقتلوا الآلاف لتخرسوا الألسن ألم تسجنوا أضعاف من قتلتم؟ ألم ترتكبوا جريمة مسخ الدستور الذي رضيه ثلثا المصريين في استفتاء نزيه يفوق في نزاهته ما عند الغربيين وجئتم بدستور سلختم منه ما يتعلق بالإسلام إرضاء لسادتكم الصليبيين وكأن مصر يهودية أو نصرانية.

لقد علم أعداء الإسلام أن الإسلام هو الذي يحفظ استقلال الأمة وكرامتها وتتحطم على صخرته أطماع الأعداء لذا فإنهم جهدوا في إقصائه عن الحياة وبذلوا ما يستطيعون للتنكيل بحملته ودعاته وكان من إقصائه تغيير الدستور ومن التنكيل بدعاته إعلان أنهم جماعة إرهابية .

يا عجبا أيكون الخصم حكما ؟ ويحكم القاتل على المقتول بالقصاص وفي أي شريعة يكون العدو اللئيم قاضيا يحكم على عدوه .

هل هذه هي المصالحة التي تدعون إليها وهل صدر قرار الحكم على الإخوان عن جهة تشريعية اختارها الشعب بحرية ونزاهة وقامت هذه الجهة بالتحقيقات المطلوبة وجمعت الأدلة اليقينية ثم قررت أن روح الشعب جماعة إرهابية . أم هو قرار صادر عن حفنة من الغدارين اللصوص دون تحقيق ودون تطبيق لأدنى مباديء العدالة.

لقد علم العالم كله أن تاريخ الإخوان بعيد عن الإرهاب وان الإخوان أعظم الجماعات في الدنيا وليس في مصر وحدها اعتدالا ووسطية

هل يجرؤ الإنقلابيون أن يحكموا على ما يسمى حزب الله بالارهاب؟ ذلك الحزب الذي روع لبنان واللبنانيين وعاث في لبنان فسادا وها  هو يدمر سوريا ويذبح شعبها ولن تستطيعوا أنتم ولا حكومة لبنان أن تحكم بأنه ارهابي  وما ذاك الا لأن الحزب يملك قوة يستطيع أن يرهبكم بها . ولو كان الإخوان إرهابيين حقا لما تجرأتم على إصدار ذلك الحكم التافه الحقير .

لقد قاتل الجيش الجمهوري الايرلندي بريطانيا عقودا كثيرة وقتل كثيرا من الناس لكن الحكومة البريطانية لم تعلن أنه حركة إرهابية.

أما الإنقلابيون فإن نفوسهم الخبيثة المعادية للإسلام لم تستطع أن تستوعب حراك شعب مصر السلمي ففعلت ما فعلت .

يا معشر الإنقلابيين اعلموا أن الله غالب على أمره ، قال تعالى : " إنا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد "

واعلموا أيضا انكم أذل وأحقر من أن تغلبوا دعوة الله التي تضرب جذورها في قلوب مئات الملايين من المسلمين ولتكن لكم عبرة في كثير ممن سبقكم ، قال تعالى : " سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر " . " وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار ". وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .

احمد الجمال الحموي

نائب رئيس جمعية علماء حماة سابقا

عضو مؤسس في رابطة أدباء الشام

عضو مؤسس في رابطة العلماء السوريين 

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين