لماذا كل هذا التنكيل والتنكر للفلسطينيين؟!
هل مات العرب؟!
عبد الله خليل شبيب
اليونانيون يلقون الفلسطينية مها السعدي وطفلها الرضيع وغيرهما من الهاربين من جحيم القتل في سوريا في البحر!
لم يلق شعب في الدنيا عناء وعنتا أكثر وأطول مما عانى منه الشعب الفلسطيني .. ولسوء حظه فخصمه أنذل وأقذر خصم في التاريخ .. حشد ضده قوى عالمية طامعة وغادرة بينما تدعي الإنسانية والعدالة ! ولأول مرة في التاريخ – كذلك – يُسلب وطن كامل من شعب كامل لتُنشأ عليه دولة دخيلة – بالقهر والغدر !
والأعجب أن العالم اعترف بهذا الباطل بسرعة وأخذ يوطد أركانه حتى أصبح خطرا على المنطقة و ما وراءها ! وطالت غربة المهاجرين ..وكانوا يظنونها قليلة!
.. لم يكتف المجرمون بتشريد الشعب من بلاده ..بل لا حقوه في بلاد التشرد ..ولا نشك أن اليهود [ ونقصد باليهود حصريا المعتدين المحتلين لفلسطين ومن يؤيدهم] ..نقول: إنهم بالتأكيد وراء ما يعاني منه الفلسطينيون ..ووراء معظم المشاكل التي تعصف بهم!
ليس بعيدا ما حصل لفلسطينيي العراق !..والكل يعلم أن فلسطينيي لبنان يعاملون كمنبوذين!..والآن نشاهد مأساة فلسطينيي سوريا .. فمخيماتهم تنتهك وتقصف ..وقد قتل منهم وسجن آلاف ومخيماتهم محاصرة ..,آخر الأخبار نداء استغاثة من أطفال مخيم اليرموك للأمم المتحدة والعالم أن يوصل لهم الغذاء .. فهم يموتون من الجوع !
كنا نظن أن الموت من الجوع والبرد قد ولى زمانه!..,لكن عبقرية نظام الشبيحة بدمشق أعادت سوريا لما قبل العصر الحجري ..ولا تزال ضالعة في تهديم ما بقي منها ..حتى تحولها أطلالا .. لا يبقى فيها سالما إلا مناطق النصيرية [ العلويين] !
والمصيبة أن الذين فروا من سوريا أغلقت بعض [ بلاد العروبة ] حدودها في وجوههم ..يعني تركتهم أمام خيار واحد إجباري [ القتل]!
مما اضطر كثيرا منهم ومن السوريين لمحاولة الفرار واللجوء إلى أوروبا .. فابتلع البحر المتوسط كثيرا منهم [ ومن لم يمت بالسيف مات بغيره]!..والأنكى أن مصر اعتقلت عددا ممن مر بها منهم ومن السوريين وتحرش جنودها الحقراء بالنساء ..والأنكى أن [السفالة الفلسطينية في مصر] أنكرت ذلك وغطت على سفالة بعض الجنود المجرمين!
..وليبيا قصفت قوارب هجرتهم البائسة مما تسبب في غرقها وهلاك المئات من الأطفال والنساء والعائلات..ولم يتم أي تحقيق في ذلك ..فالفلسطينيون لا بواكي لهم ..بالرغم من زعم الجميع تأييد فلسطين وقضيتها ولكن مثل هذا الواقع والوقائع تكذبهم! والأنكى من كل ذلك ما حصل مؤخرا حيث وصل قارب مهاجرين إلى جزيرة يونانية .. .. يقول يوسف ..أحد الناجين سباحة للبر التركي .. أننا حين وصلنا للشاطيء اليوناني نزل إلينا الحراس وسلمونا لآخرين [ ملثمين] ..فأخذونا في قوارب مطاطية ..وأخذوا يركلوننا ويضربوننا بأعقاب الأسلحة ..وحين توغلت القوارب نحو كيلو متر داخل البحر أخذوا يقذفون بنا في البحر .. وقد رأيت طفلا رضيعا اسمه عبدالرحمن ..نزعوه من أمه وألقوا به في البحر بلا رحمة ..مما اضطر أمه ( مها السعدي ) لإلقاء نفسها وراء رضيعها لمحاولة إنقاذه ..فغرقت وراءه !
.. لم نسمع أي صوت عربي أو مسلم يرتفع احتجاجا على شيء من ذلك !
ترى لو كان الطفل والمرأة من اليهود ..هل كان الأمر يمر بخرس شامل وتجاهل وتغافل؟!..أم كانوا يستنفرون العالم ..ويعلنون الحرب على اليونان ؟!
..هذه صورة بشعة لما يحصل للفلسطينيين من مآس في هذا العالم ..وما أكثرمآسيهم ..وما أقل مواسيهم ..
فأين العرب وأين المسلمون من مها السعدي ورضيعها عبدالرحمن ..وبقية من ألقى بهم مجرمو اليونان في البحر المتوسط ليموتوا غرقا إلا من استطاع السباحة لينقذه حرس الشواطئ الأتراك !
ولا ننسى أن ننوه بحسن استقبال وتعامل الإيطاليين مع بعض الناجين من الهاربين على وجوههم في البحر وأوصلهم حظهم إلى الشواطيء الإيطالية لا اليونانية !!
ما الذي ألجأهم إلى ذلك ..إلا ان العالم العربي ..أغلق أبوابه وحدوده في وجوههم .. وتنكر لهم ؟! فإلى الله المشتكى!