عيد الميلاد المجيد
جميل السلحوت
يحتفل مسيحيو العالم حسب التقويم الغربي بأعياد الميلاد المجيدة في 25 كانون أول-ديسمبر- من كل عام، وبالأمس شاهدت على فضائية فلسطينية شيخا يحرّم على المسلمين المشاركة في احتفالات هذا العيد، ولما سأله المذيع عن أسباب التحريم مع أن الدين الاسلامي يقرّ ويؤمن بنبوة عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، وبالديانة المسيحية، بل إن المسلم الذي ينكر ذلك يعتبر كافرا، فأجاب "الشيخ" بأن دليل"فتواه" هو أنّ النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم، لم يحتفل بعيد ميلاد السّيّد المسيح عليه السلام.
ومع معرفتنا المسبقة بأن الأعياد الدينية في الاسلام هي عيد الفطر وعيد الأضحى، وأن الأعياد الأخرى ابتدعها اللاحقون، وسؤالنا هل احتفل المسلمون في عهد النبوّة والخلفاء الراشدين بالمولد النبوي والهجرة النبوية؟ وهل اعتبروها أعيادا دينية؟ وبالتأكيد فان الجواب بالنفي...وهل احتفال المسلمين بمولد الرسول عيسى بن مريم ردّة عن الاسلام؟ وبالتأكيد فان الجواب بالنفي أيضا. فلماذا هذا التزمت؟ ولماذا اثارة النعرات الطائفية؟
يقول تعالى في سورة المائدة:" وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ"
ومن هذه المنطلقات فانني أهنئ إخوتنا المسيحيين وأبناء شعبنا وأمتنا كافة بأعياد الميلاد المجيدة، وبرأس السنة الميلادية، و"على الأرض السلام وفي الناس المحبة".