الاتكال على المجهول... والمعركة البعد القادمة
محمد سعد الدين
لنتخيل قليلا أن أحدا ما تقدم لخطبة أبنتك وهو ملثم يرفض أن يفصح عن أسمه وقد قبلت وضع فلذة كبدك في عصمته !!!! سيصفك الأخرون بالكثير من الصفات لعل أفضلها بالأحمق الأناني ,لا يختلف الوضع عن قبول بعضنا لملثمين مجهولي النسب والهيئة يدعون وصاية على بلادنا ومستقبلنا وديننا.
ما يحدث بسوريا الآن ...سيُعمم على السنّة في جوارها ....أهل السنّة بلا قيادات تمثلهم بحق خيارهم بين حكام يبحثون عن متعتهم وزعماء يتوسلون رضا أعدائهم أو.......زعماء يرفضون الكشف عن أسمائهم ووجوهم !!!
خيارهم الأقل سوءا ربما الإتكال على المجهول !!!! بعد أن عجزوا عن يعدوا ما أستطاعوا من قوة لحربهم القادمة مع من أستعد لها منذ عقود........السنّة سيكونون الخاسر الأكبر عسكريا وماديا من القادم الرهيب وسيعيشون أياما من الذل والهوان تماما كما يعيشها أشقائهم بالعراق من عقد ونيف.
التعامل مع الحروب الكبرى ليس بالسير خلف ملثمين أو بإنتظار معجزات تتساقط من السماء بل بإستعياب الحاضر والتقليل من أضراره والعمل على المستقبل وبناء أجياله.
لابد أبتداءا من تهيئة أجيال تسئ الظن بأعدائهم حتى ولو سمّوا أنفسهم أصدقاء!!!لا بد من بناء جيلا يشك بظله حتى يؤمن عدوه ......لا بد من غرس قيم التكامل بين أبناء الخندق الواحد فاذا تسرب أحدهم الى عقول خصومهم لم يسارع رفاقه لطعنه من خلفه بحجة تشاؤمه ..إذا صدع بعضهم بكلمة حق أمام مجتمع جائر لم يتهمه الطيبون بالإحباط والإنهزامية.
لم تسقط بغداد بيد الصفويين الحاقدين وقبلها دمشق تحت سيطرة القرامطة وقبلهما القدس بيد اليهود و بعدهما بيروت تحت ولاية الفقيه ....الأّ بسبب حسن ظن السنّة بأعدائهم وسوء ظنهم بمن يخشى الأسوء ويحذر منه والذي وياللأسف يتحقق في كل مرة.
أكتب وأن أدرك كل الأدراك أن جيلنا مصاب بأمراض وراثية ومكتسبة فكرية وسياسية ربما لاعلاج لها ..ولكنني أدرك أيضا أن التحضير للمعركة البعد القادمة بعد عقود يبدأ منذ اللحظة... بالتأكيد أولا على مبادئنا وديننا فالخسارة الأكبر من خسارة الأرض هي أهتزار الثقة بعقيدتنا وهو أقصى ما يسعى له أصدقائنا وأعدائنا وثانيا .......تلقين جيل صاعد أن حسن الظن باعداء الله والمنافقين تعني بالضرورة سوء الظن بالله (والعياذ بالله )وأن من أول خطوات الأنتصار على العدو ....أقناعه بصداقتك له!!!!!