مجلس الإرهاب الدولي يشرعن براميل القتل العشوائي ..

مجلس الإرهاب الدولي يشرعن براميل القتل العشوائي ..

أغيثيهم يا شهباء بفضل مروءة ...

لعلهم إلى إنسانيتهم يرجعون

زهير سالم*

[email protected]

حين تعلن بعض الدول الكبرى أن استعمال وسيلة من وسائل القتل خط أحمر ، فإن من مفاهيم الدلالة أن القتل بالوسائل الأخرى مباح ممنوح للقاتل يتمرجح على خطوطه وحباله كيفما يشاء ..

نذكّر أنه عندما بدأت تنتشر منذ عقود في أوساط المستضعفين ظاهرة العمليات ( الاستشهادية ) التي دفع الظلم والطغيان المتمادي أصحابها إلى ان يحولوا أجسادهم الحية إلى قنابل غضب متفجر؛  بادر مجلس الأمن الدولي بكل ملحقاته وتوابعه إلى إدانة هذه العمليات ، ونزع عنها لقب التزكية ( الاستشهادية ) ، وأطلق عليها لقب التشنيع والإدانة         ( الانتحارية الإرهابية ) ؛ وكانت كلمة السر في إدانة هذه العمليات أنها وسيلة من وسائل القتل العشوائي الذي لا يميز بين عسكري ومدني ومحارب ومسالم  . واليوم  إذ تصمت الدول الخمس دائمة العضوية فيما كان يسمى مجلس الأمن الدولي على كل أشكال القتل العشوائي الذي ينفذ عبر البراميل المتفجرة العشوائية ، والصواريخ الاستراتيجية بعيدة المدى العمياء ، التي تدمر على المدنيين السوريين الأبرياء بيوتهم ، وتدفن أطفالهم وأشلاءهم تحت أنقاضها ؛ أصبح من المشروع وبالمنطق الدولي نفسه أن نطلق على هذه المؤسسة الدولية ( مجلس رعاية الإرهاب الدولي ) . بوصفه المجلس الذي يرعى الإرهاب المنظم الذي يمارسه طغاة متجبرون مدججون بكل أدوات القتل ضد شعوبهم .

إن حملة التدمير الممنهجة التي يمارسها بشار الأسد وداعموه الدوليون منذ ألف يوم على الشعب السوري ، والتي ما تزال تتصاعد يوما بعد يوم ضد المدن السورية والتي تتمادى في عدوانها اليوم ضد مدينة حلب الشهباء ، إحدى مراكز الحضارة العالمية وليس الإسلامية والعربية فقط ، وفي ظل صمت دولي ؛ تطرح أسئلة جادة عن حقيقة المهمة والدور المترتب على مجلس ( رعاية الإرهاب الدولي ) التي تتوزع دوله دائمة العضوية بين دول مشاركة في الجريمة وأخرى متواطئة عليها ..

 الشهباء المدينة الوقورة الأبية التي قاومت أعتى غزوات الهمج  عبر التاريخ ، والتي ظلت لقرون طويلة خط الدفاع الأول عن أمة الإسلام وبيضته في وجه كل أحلام وطموحات الروم والصليبيين ، والتي كانت من المدن الشامية القليلة التي استعصت على الغزو الصليبي ؛ تخوض اليوم معركتها الكبرى ليست في إطار الثورة السورية فقط بل في مواجهة حرب عالمية إرهابية  يقودها الروس والإيرانيون وأشياعهم من كل أنحاء العالم ..

إنناء وفي مواجهة هذه الحرب ،و في مواجهة الضالعين فيها ، والمتواطئين عليها ، والمتراخين عنها نعلن أنه ..

لقد غدا من العبث أن نستنكر الجريمة وأن ندين المجرم ، أصبح من العبث وسط عالم لايسمع ولايرى أن ننادي أو نذكّر ، أصبح من العبث في ظل معارضة سكرى تتبارى كل قياداتها الفردية والجماعية أن تقف مزهوة أمام المرآة ( وزججن الحواجب والعيونا )؛ أن نستغيت لطفل سوري يموت بردا أو جوعا أو يدفن تحت ردم برميل قتل عشوائي في حي من أحياء درعا أو في حي من أحياء الشهباء ..

 ومن موقع الثقة بحسن وعد الله ، وبسيرورة التاريخ وصيروته ، نقول لكل هؤلاء المجرمين والمتواطئين والمتراخين واللامبالين والذين لا يهمهم ما يجري على الشهباء وأطفالها ونسائها ..

ستصمد حلب ، ستصمد الشهباء بإذن الله ، ستصمد الأثيرة الوقورة ، وستخرج من معركتها مع ( الدمستق ) الروسي والإيراني منتصرة كما خرجت من معاركها مع الدمستق الرومي الذي ما زال جوفه مرجلا يغلي حقدا ، ستنتصر الشهباء – بإذن الله - بأشلاء أطفالها ، بصمود نسائها ، ببطولة رجالها ، بثبات الراسيات من حجارتها ..

أغيثيهم يا  شهباء بفضل نخوة لعلهم إلى إنسانيتهم يرجعون . انفحيهم بعض حكمة لعلهم عن عصبيتهم يترفعون ..

                

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية