أعداء الثورة السورية... الحقيقيين (1)!!

محمد سعد الدين

يعتقد بعض السوريين أن عدوهم الأول وربما الأوحد هو الأسد ومملكته العلوية بل يراهنون على أن برحيله ستخرج سوريا من كابوسها الطويل....!!! الأسدين وإجرامهم  ليسوا سوى  نتيجة لإمراض السوريين و........أعدائهم .

لعل أشد عدو للسوريين هو.....أنفسهم وأخلاقهم!!! لم يجد أحد تفسيرا كيف فشلت بلاد العلماء والحكماء في كسب شركائهم بالوطن  ممن لا يملكون دينا حقيقيا (العلويين) الى دينهم الحق!!خلال عقود طويلة  وهم كانوا   خدما أو مزارعين لديهم في أحسن الأحوال ...كيف لم ينجح أهل الشام بجمعهم  فيما نجح به حفنة من تجار الإسلام قبل قرون  حين أرتحلوا الى  شرق أسيا  فدخلت شعوبا بأكملها دين الحق ....تأسيا باخلاقهم وأمانتهم .....بل أن  كثيرا من أتباع السنّة بسوريا وشيوخها إهتدوا الى العلوية السياسية في بداية الإبتلاء والإمتحان وتبرأو ممن حاول إنفاذهم وتنبيهم قبل أشتداد الحبل حول عنقهم.

لم يفهم الكثيرون كيف إستطاع البعض بكثير من الأموال وقليل من الخبث حرف ثورة بداها أشرف الناس وأطهرهم ......................الى جنيف 2 وخبائثه.

علماء السوريين وشيوخهم الوجع الثاني للسوريين !!عشرة الف مسجد بسوريا وعشرات الألوف من علماء الدين ..لم ينجحوا في خطبهم ودروسهم (حتى بعيدا عن السياسة) في الوصول بجمهورهم وشعبهم الى ماوصلت اليه الشعوب المنحلة أخلاقيا كالسويد والدانمرك من أمانة وصدق بالتعامل بل إن موقفهم في بداية الثورة كان مترددا متخلفا كثيرا عن أطفالها.

داعش وأخواتها ليست وليدة مخابرات دول أقليمية وأسدية وحسب بل نتيجة لتخاذل علماء فشلوا في توصيل علمهم ورسالتهم الى جمهورهم بإخلاص وصدق فولدت القاعدة وتشوهاتها.

ساسة  سوريا بمعارضيها وغيرهم هم ربما العبء الأكبر على ثورتها ..هادن الكثيرون منهم الأسد بإجرامه قبيل الثورة وأربكوا الثوار بعدها بل أثبتوا أن السوريين المشهورين بذكائهم وفطرتهم السياسية يعيشون أسوء إيامهم القيادية ....قادة المعارضة وأصدقائهم دفعوا الثوار لإحتلال مدن قبل أن ينسحبوا من وعدوهم ....كانوا بحق مخلصين لكل من يريد الشر بالثورة وثوارها ...إنهم  المثال الأوضح لأسوء من قد يقود ثورة مباركة الى ......الهاوية. 

جرب السوريون كل الوصفات التي جهزها أصدقائهم !!! فكانت حالة ثورتهم تتزداد سوءأ على سوء.......متى سيدرك حكمائهم أن لا علاج قبل التشخيص ولا نصر قبل معرفة المرض والخلل ......سيبقى بعضهم يشكو من خذلان الصديق!!! وتجاهل الشقيق وظلم العدو وجهل الناصحين  وينسى أن لا أحد مهما بلغت قوته يستطيع التلاعب بانفسنا ووحدتنا ومصيرنا لو............. وتلك قصة أخرى.